الاتصال الجسدي يخلّص الطفل من رهاب الحقنة

فور تلقي الحقنة يتعيّن على أحد الوالدين احتضان الطفل أو مسك يده والتربيت عليها دون أن يقول شيئا.
الأربعاء 2021/08/18
التوتر يختفي بعد أخذ الحقنة

برلين – تشهد السنوات القليلة الأولى في حياة الطفل سلسلة من التطعيمات المهمة التي من شأنها أن تضمن نموه إلى شخص بالغ، صحيح ومعافى الجسد. ولكن في لحظتها، غالبا ما تكون زيارات الطبيب مصحوبة بالكثير من الدموع والخوف بشأن ألم الحقن.

ويمكن أن يجعل الآباء الأمور أسهل بالتواصل الجسدي مع أطفالهم مباشرة بعد تلقي الحقنة. وفور تلقي الحقنة، يتعين على أحد الوالدين احتضان الطفل أو مسك يده والتربيت عليها دون أن يقول شيئا.

وتقول إحدى روابط طب الأطفال الألمانية، نقلا عن دراسة كندية، إن كلمات الطمأنة تميل إلى أن تسبب المزيد من التوتر.

وخلصت الدراسة إلى أن حالة الخوف وعدم التقبل تلازم الأطفال الصغار مباشرة بعد أخذ حقنة، وهنا يكون الاقتراب الجسدي من الطفل مهمّا في حين من المرجح أن تسبب الكلمات ضجرا.

وعادة ما يكون الأطفال الذين يشعرون بالتوتر قبل تلقي حقنة، أكثر قلقا بعدها. ومن المهم إزالة الشعور بأن الطفل مهدد حتى لا يترسخ لديه الخوف من الحقن.

وقد تنتاب الطفل نوبات من الهلع وهي فترة وجيزة من الضيق الشديد والقلق، أو الخوف الذي يبدأ فجأة وترافقه أعراض جسدية أو عاطفية. وينطوي اضطرابُ الهلع على هجمات ذعر عفويَّة تحدث بشكلٍ متكرِّر، وقلق حولَ الهجمات في المستقبل، وتغيُّرات في السُّلُوك لتجنُّب المواقف التي ترتبط بالهجمة.

ويمكن أن تسبِّب نوبات الهلع أعراضا مثل ألم الصدر، والشعور بالاختناق، والدوخة، والغثيان، وضيق التنفّس.

دراسة:

حالة الخوف وعدم التقبل تلازم الأطفال الصغار مباشرة بعد أخذ حقنة، وهنا يكون الاقتراب الجسدي من الطفل مهمّا في حين من المرجح أن تسبب الكلمات ضجرا

وتبلغ الأَعراض ذروتها خلال عشر دقائق عادة، وتختفي في غضون دقائق باستثناء خوف الطفل من هجمة مرعبة أخرى. وبما أنَّ نوباتِ الهلع غير متوقَّعة أحيانا أو تحدث دون سببٍ واضح وخاصة عندما يُعاني الأطفال منها كجزء من اضطراب الهلع، لذلك فالأطفال الذين تكون لديهم يتوقَّعون هجمة أخرى ويصابون بالقلق في الكثير من الأحيان وهي حالة تُسمَّى القلق الاستباقي ويحاولون تجنّب الظروف التي ترتبط بنوبات الهلع السَّابقة.

ويؤكد خبراء علم النفس على أهمية التواصل الجسدي بين الطفل ووالديه ويشددون على ضرورة أن يضمن الآباء التعاطف والاتصال الجسدي مع الطفل مثل معانقته أو حضنه، ما يخلق الكثير من الرفاهية النفسية لديه ويجعله سعيدا باستمرار.

ويرون أن التلامس الجسدي هو أسهل وأقوى لغة من اللغات الخمس، وعندما يتم التحدث بها بصورة طبيعية يصبح الطفل أكثر راحة وتصل له مشاعر والديه.

والخوف هو شعور من عدم الارتياح يصيب الطفل كردّ فعل مفهوم لتعرضه لتغيير ما أو حدث مؤثر يتعرض له، ومن الطبيعي أن يشعر الطفل بالخوف أو القلق من وقت إلى آخر، مثل تلقيه حقنة أو بداية دخوله  الحضانة أو المدرسة، وكذلك الانتقال إلى منزل جديد.

إلا أن هناك بعض الأطفال الذين يؤثر القلق على سلوكياتهم وأفكارهم بشكل يومي سواء في الدراسة أو المنزل، وحتى الحياة الاجتماعية، حيث يشعر هؤلاء الأطفال بالقلق من مواقف مختلفة وأمور عديدة، وليس تجاه موقف واحد، كما أن هؤلاء الأطفال يشعرون بالقلق والخوف معظم الوقت دون سبب محدد. وهذا هو القلق الذي يستدعي استشارة متخصص لوضع خطة مناسبة لعلاج الخوف عند الأطفال أو ما يعرف باضطراب القلق في مرحلة الطفولة.

ومن المهم أن نفهم ما هو الخوف الطبيعي ومتى يتطلب منا الخوف اهتماما إضافيا حتى نتمكن من مساعدة الأطفال الذين يشعرون به.

21