الاتحاد التونسي يبحث كيفية استئناف الموسم الكروي

يكثف مسؤولو الرياضة في تونس تحركاتهم لتدارس السيناريوهات الممكنة لعودة النشاط الرياضي، وخصوصا دوري كرة القدم، وذلك بعدما أعطت السلطات الحكومية بوادر أمل بإعلانها مؤخرا عن رفع الحظر الشامل تدريجيا بداية من أوائل الشهر القادم.
تونس - يواصل الاتحاد التونسي لكرة القدم مباحثاته مع العديد من الفاعلين في القطاع الرياضي والصحي حول الإجراءات التي يمكن اتخاذها في حال تقررت عودة الحياة للكرة التونسية قريبا.
وفي تصريح لافت الخميس، كشف وديع الجريء رئيس الاتحاد عن إمكانية استئناف مسابقة الدوري بين شهري يونيو وأغسطس المقبلين. وقال الجريء إنه يأمل في أن يتلقى الضوء الأخضر من السلطات المعنية لاستئناف التدريبات ومن ثم المباريات.
ويلفت محللون رياضيون إلى أن عودة النشاط الرياضي تبقى مرتبطة أساسا بمدى تحسن الوضع الصحي وتقييم السلطات الصحية للوضعية التي تمر بها تونس والإجراءات التي سيتم اتخاذها في الأيام المقبلة.
وكشفت الحكومة التونسية أنها ستبدأ انطلاقا من 4 مايو المقبل في تطبيق العزل الصحي التدريجي والذي تمر من خلاله البلاد من حالة العزل الشامل إلى فك العزلة عن بعض القطاعات للعودة تدريجيا للنشاط.
وأشار الجريء إلى أن الموعد المقترح لعودة التدريبات ما بين 4 و18 مايو تمهيدا لاستئناف المباريات في يونيو المقبل. وأكد أنه في حالة عدم استئناف النشاط في هذا الموعد، سيضطر الاتحاد إلى برمجة المقابلات المتبقية بداية من منتصف أغسطس المقبل.
وعن رؤيته لاستئناف النشاط قال “لا يمكن أن نعود إلى التدريبات الجماعية أو المباريات إلا بموافقة مؤسسات الدولة ونحن متفائلون خيرا أن تعود كرتنا للنشاط بعد شهر رمضان”. وأضاف “سنعطي الفرق ثلاثة أسابيع للتحضير انطلاقا من يوم 4 مايو، وقبل ذلك إن أمكن السماح بتدريبات على مجموعات، لكن ذلك مرهون بإذن من رئيس الحكومة”.
وواصل “قدمنا تصورا حول عودة الدوري، على أن يحضر المباراة 8 مسؤولين أو 10 على أقصى تقدير من كل فريق”.
خطة محكمة
اجتمع وزير الرياضة التونسية أحمد قعلول برؤساء اتحادات كرة القدم واليد والسلة والطائرة للنظر في عودة النشاط الرياضي.
وحضر الجلسة المستشار فتحي بيار وحسن البكوش والمدير العام للرياضة مكرم شوشان. وأبدى قعلول دعمه الكبير لعودة النشاط الرياضي بشكل تدريجي وفقا للخطة التي ستقررها رئاسة الحكومة التونسية.
واتفق الحضور على إعداد دليل إجراءات وقائية صحية لكل رياضة إلى جانب اقتراح مشروعين لعودة النشاط بعد عيد الفطر أو نهاية أغسطس المقبل.
وتمت برمجة اجتماعات أخرى بين اللجان الطبية للاتحادات الأربعة مع المركز الوطني للطب وعلوم الرياضة والإدارة العامة للرياضة، لوضع بروتوكول صحي خاص بالأندية، ليكون مرجعا نموذجيا لتقديمه كمقترح لوزارة الصحة التونسية والعمل به عقب عودة النشاط.
وعقد المدير العام للرياضة التونسية مكرم شوشان الخميس جلسة عمل مع رؤساء اللجان الطبية لاتحادات كرة القدم والسلة والطائرة واليد لبحث الإجراءات التمهيدية لاستئناف النشاط الرياضي.
وشارك في جلسة العمل عضو اللجنة الطبية لوزارة الرياضة التونسية منية بلخيرية وذلك ضمن توصيات اجتماع وزير الرياضة أحمد قعلول برؤساء الاتحادات. وتطرقت جلسة العمل إلى مختلف التفاصيل والشروط الصحية الملزمة لاستئناف التمارين والمباريات الرياضية، كما تقرر موافاة الوزارة بمشروع بروتوكول صحي بداية الأسبوع المقبل.
كان شوشان قد قال في تصريح سابق “بدأنا نستعد لما بعد كورونا، بما أنه تنتظرنا العديد من المواعيد المهمة جدا، وفي مقدمتها أولمبياد طوكيو والألعاب الأولمبية للشباب والألعاب المتوسطية”.
وأضاف “هذه المواعيد تتطلب تحضيرات كبيرة من الآن، ولذلك سأجتمع بالمديرين الفنيين للاتحادات الرياضية في كل الاختصاصات لضبط استراتيجية عمل لإعداد عناصر النخبة لهذه الاستحقاقات”.
وتوقف النشاط الرياضي في تونس منذ الشهر الماضي ضمن إجراءات الحد من انتشار فايروس كورونا المستجد بينما بدأت تتضح ملامح الدوري.
وقبل توقف الدوري عزز الترجي موقعه في صدارة الترتيب بفارق 10 نقاط عن صاحب المركز الثاني (الصفاقسي)، وهو ما يعني حسم أمر اللقب بصورة كبيرة.
وواصل الترجي مسيرته نحو الدوري الرابع على التوالي بثبات إذ حقق 44 نقطة بعد خوض 16 مباراة، (فاز 14 وتعادل 2).
وتؤكد هذه الأرقام اقتراب شيخ الأندية التونسية من اعتلاء منصة التتويج خصوصا أن ملاحقيه المباشرين ليسوا في أحسن أحوالهم لتحقيق “معجزة” تمكنهم من قلب الطاولة على فريق باب سويقة.
صراع مراكز

لكن الصراع سيكون محتدما على المراكز المؤهلة للمسابقتين الأفريقيتين حيث تتواصل المنافسة على المركز الثاني بين الصفاقسي والاتحاد المنستيري، إذ يحتل فريق عاصمة الجنوب الوصافة بـ31 نقطة بفارق الأهداف عن المنستيري.
وسيضع الصفاقسي كل ثقله في الجولات المقبلة لكسب أكثر ما يمكن من النقاط والمحافظة على المرتبة الثانية، لكن الاتحاد المنستيري الذي يعد مفاجأة هذا الموسم لن يكون منافسا سهلا إذ يسعى لأول مشاركة أفريقية في تاريخه. ومن جانبه يراهن النادي الأفريقي أيضا على المركز الثاني إلا أنه بعد خصم 6 نقاط من رصيده بسبب عقوبة الفيفا، هبط إلى المركز الرابع بـ27 نقطة، ما يجعل مراهنته على المرتبة الثالثة هي الأقرب والتي ستمكنه من المشاركة في الكونفيدرالية، بعدما غادر سباق الكأس مبكرا.