الإنجاز الشرفي أبرز تحديات جنوب أفريقيا والكونغو

يلتقي منتخب جنوب أفريقيا مع نظيره منتخب الكونغو الديمقراطية على ملعب فيليكس هوفويه بوانيه، في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع بمسابقة كأس أمم أفريقيا. وتاريخيا حقق منتخب جنوب أفريقيا المركز الثالث مرة واحدة، أما الكونغو الديمقراطية فلم يسبق لها أن تحصلت على البروزنية، علما بأنها ظفرت بلقب الأمم الأفريقية نفسها في مرتين سابقتين.
أبيدجان - يبحث منتخبا جنوب أفريقيا والكونغو الديمقراطية عن إنجاز شرفي من خلال المواجهة التي تجمع بينهما اليوم السبت بملعب فيليكس هوفويه بوانيه في أبيدجان لتحديد صاحب المركز الثالث في كأس أمم أفريقيا في كوت ديفوار. وبعد مسيرة مذهلة في البطولة القارية خرج منتخب جنوب أفريقيا من المربع الذهبي بخسارته بركلات الجزاء الترجيحية أمام نيجيريا بنتيجة 2 – 4 بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل بهدف لمثله.
وخاض منتخب الكونغو الديمقراطية مواجهة أكثر ضراوة في المربع الذهبي في مواجهة منتخب كوت ديفوار صاحب الأرض، والذي تمكن من حسم الفوز في الوقت الأصلي من المباراة التي جرت على ملعب الحسن واتارا الأولمبي في إبيمبي بهدف سيباستيان هالير.
وخاض منتخب جمهورية الكونغو الديمقراطية أول مباراة له في المربع الذهبي القاري منذ عام 2015، كما ظهر منتخب جنوب أفريقيا (الأولاد) في الدور قبل النهائي للمرة الأولى منذ نسخة 2013. وتأهل منتخب جنوب أفريقيا للمربع الذهبي بعدما احتل المركز الثاني في المجموعة الخامسة برصيد أربع نقاط، جمعها من الخسارة أمام مالي 0 - 2 ثم الفوز على ناميبيا برباعية نظيفة قبل أن يختتم دور المجموعات بالتعادل مع المنتخب التونسي سلبيا.
وفي دور الـ16 فجر المنتخب الجنوب أفريقي مفاجأة من العيار الثقيل بإقصاء منتخب المغرب، رابع بطولة كأس العالم 2022 وأحد أبرز المرشحين لنيل اللقب، بالفوز عليه بهدفين نظيفين، ثم تغلب على منتخب الرأس الأخضر في دور الثمانية بنتيجة 2 - 1 بركلات الترجيح بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي.
ويعول منتخب جنوب أفريقيا على خبرته في البطولة أيضا خاصة وأنه توج باللقب في عام 1996 عندما استضاف البطولة وحل ثانيا في النسخة التالية في بوركينا فاسو 1998 بعد الخسارة أمام مصر في المباراة النهائية ثم فاز بالبرونزية في عام 2000.
يرتكز البلجيكي هوغو بروس مدرب منتخب جنوب أفريقيا على قوام أغلبه من فريق ماميلودي صن داونز الجنوب أفريقي، الفائز مؤخرا بالنسخة الأولى من الدوري الأفريقي، بداية من حارس المرمى رونوين وليامز ومرورا برباعي الدفاع كيكانا وخوليسو موداو وأوبري موديبا وموتوبي مفالا مع صخرة الوسط تيبوهو موكوينا والمحاور الهجومية ثيما زواني وثابيلو مورينا وثابيلو ماسيكو، ومع لاعب الأهلي المصري بيرسي تاو الفائز بجائزة أفضل لاعب داخل قارة أفريقيا في العام الماضي.
أما المنتخب الكونغولي الديمقراطي، المتوج باللقب مرتين في عامي 1968 و1974، فكان مشواره عصيبا في نسخة أبيدجان 2023 تحت قيادة مدربه الفرنسي سباستيان ديسابر، ومثيرا أيضا حيث وصل إلى الدور قبل النهائي بفوز واحد فقط بعد حلوله وصيفا في المجموعة السادسة برصيد ثلاث نقاط بعد ثلاثة تعادلات أمام زامبيا والمغرب وتنزانيا.
وفي الدور الثاني تجاوز منتخب الكونغو الديمقراطية نظيره المصري بركلات الترجيح بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل الإيجابي 2-2، وكان الفوز الوحيد الذي حققته في الوقت الأصلي الكونغو الديمقراطية عندما فازت على غينيا بنتيجة 3 – 1 في دور الثمانية.
والتقت جنوب أفريقيا مع الكونغو الديمقراطية خمس مرات من قبل حيث فازت ثلاث مرات مقابل هزيمة وتعادل. وسجل منتخب الأولاد خلال تلك المسيرة ستة أهداف مقابل أربعة أهداف للكونغو الديمقراطية. وسبق لمنتخب جنوب أفريقيا الفوز بالمركز الثالث في نسخة 2000 وهو الإنجاز الذي حققه المنتخب الكونغولي الديمقراطي مرتين في عامي 1998 و2015.
ورغم الانتقادات المستمرة والمطالبة الدائمة بإلغاء مباراة تحديد المركز الثالث والسير على خطى كأس أوروبا، أبقت بطولات كبرى في كرة القدم على هذه المباراة، أبرزها كأس العالم وكأس أمم أفريقيا التي ستختتم الأحد في كوت ديفوار بالنهائي بين البلد المضيف ونيجيريا. لكن قبل هذه المباراة سيكون على الخاسرين في الدور نصف النهائي، جنوب أفريقيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية، استنهاض الهمم وبلسمة الجراح من أجل المنافسة السبت على المركز الثالث الذي يعتبر بمثابة جائزة ترضية.
وسيكون من الصعب على لاعبي المنتخبين النهوض من كبوة فشل التأهل إلى النهائي بعد خسارة جنوب أفريقيا أمام نيجيريا بركلات الترجيح 2 – 4 عقب التعادل 1-1 في الوقتين الأصلي والإضافي، وجمهورية الكونغو الديمقراطية أمام كوت ديفوار المضيفة 0 – 1.
وكان المنتخب الجنوب أفريقي بقيادة المدرب البلجيكي هوغو بروس يمني النفس ببلوغ النهائي لأول مرة منذ 1998 عندما خسر أمام مصر والثالثة في تاريخه المتوج بلقب واحد أحرزه عام 1996 على أرضه على حساب تونس في مشاركته الأولى بعد انتهاء نظام الفصل العنصري، لاسيما بعد المشوار المميز الذي شهد إقصاءه المغرب، رابع مونديال 2022، من ثمن النهائي.
يفتقد بروس في المواجهة الثالثة بين جنوب أفريقيا وجمهورية الكونغو في النهائيات القارية، بعد الدور نصف النهائي عام 1998 (2 – 1 بعد التمديد) ودور المجموعات عام 2000 (1 - 0)، غرانت كيكانا لطرده في نصف النهائي، ما يفتح الباب أمام مشاركة أي من نكوسيناثي سيبيسي وسياندا كزولو بجانب موثوبي مفالا في قلب الدفاع. واعتمد بروس على عامل الثبات في النهائيات، لكنه قد يعمد إلى إجراء تغييرات في التشكيلة خلال لقاء السبت مع إمكانية مشاركة ميهلالي مايامبيلا وزاخيلي ليباسي.
بالنسبة إلى ديسابر “التفاصيل الصغيرة” حسمت مباراة نصف النهائي لصالح كوت ديفوار، مضيفا “انطباعي الأول هو خيبة الأمل نظرا إلى مجريات المباراة”، واعتبر أن الفرص العديدة التي أهدرها فريقه في الشوط الأول كانت مفصلية. وتطرق إلى منافسة جنوب أفريقيا على المركز الثالث قائلا "نحن نحب التنافس وعلينا النهوض معاً بسرعة. تنتظرنا مباراة السبت للحصول على المركز الثالث".