الإنجاب يخفض خطر الإصابة بسرطان الثدي

خطر الإصابة بسرطان الثدي بين النساء اللاتي أنجبن أقل بنسبة 30 بالمئة من النساء اللاتي لم ينجبن.


الأربعاء 2024/06/05
عدم الحمل مطلقًا يزيد خطر الإصابة بالسرطان

موسكو - يقلل الحمل مرة واحدة أو أكثر خطرَ الإصابة بسرطان الثدي. أمَّا عدم الحمل مطلقًا فيزيد خطر الإصابة به. ويؤكد الدكتور ألكسندر بتروفسكي رئيس قسم الأورام وسرطان الثدي في مركز بلوخين، أن خطر الإصابة بسرطان الثدي بين النساء اللاتي أنجبن أقل بنسبة 30 بالمئة من النساء اللاتي لم ينجبن.

وقال بتروفسكي: “يصل خطر الإصابة بسرطان الثدي خلال عمر المرأة إلى 15 في المئة، ويقل بين النساء بعد انقطاع الطمث اللاتي لديهن طفل واحد، بنسبة 13 في المئة مقارنة بالنساء اللاتي ليس لديهن أطفال. أما لدى النساء اللاتي أنجبن طفلين أو ثلاثة أطفال فينخفض هذا الخطر بنسبة 19 و29 في المئة على التوالي”.

وأوصى الأخصائي، النساء لتخفيض خطر الإصابة بسرطان الثدي، بإنجاب أول طفل قبل بلوغ 25 عاما وعدم الامتناع عن الرضاعة الطبيعية. ووفقا له، تخفض كل ولادة خطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 7 في المئة والرضاعة الطبيعية لمدة 12 شهرا بنسبة 4.5 في المئة. ويرتبط هذا التأثير الإيجابي بالتغيرات التي تحصل في مستوى الهرمونات.

وأشار بتروفسكي إلى أن المرأة التي أنجبت طفلا واحدا في عمر بين 30و34 عاما تتعرض لنفس مخاطر المرأة التي لم تنجب. ويقول “النساء اللاتي أنجبن قبل بلوغهن سن 25 عاما ينخفض خطر إصابتهن بسرطان الثدي بعد انقطاع الطمث بنسبة 35 في المئة مقارنة بالنساء اللاتي لم ينجبن. وإذا أنجبن أول طفل في عمر بين 25 و 29 عاما، يزداد خطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 11 في المئة مقارنة بالنساء اللاتي أنجبن قبل سن العشرين. وإذا حدثت الولادة الأولى بعد سن الثلاثين، فإن خطر الإصابة بسرطان الثدي يزداد بنسبة 24 في المئة، وهذا أمر مثير للقلق”.

◙ لدى النساء اللاتي أنجبن طفلين أو ثلاثة أطفال ينخفض خطر الإصابة بالسرطان بنسبة 19 و29 في المئة على التوالي

وأظهرت دراسة أميركية أن الحمل يسمح بتقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي، وأن له تأثيرا قويا على الأورام السرطانية بفضل ميكانيزم مجهول يخضع حاليا للمزيد من الدراسة والملاحظة، بهدف التوصل إلى طريقة فعالة للوقاية من سرطان الثدي. ووفق نتائج دراسة نشرتها مجلة “ذي لانسيت” فإن خطر الإصابة بسرطان الثدي يقل بنسبة 7 في المئة بعد كل حمل جديد، كما أن دراسة حديثة خضعت لها فئران التجارب وأجراها باحثون من مختبر كولد سبرنغ هاربر الأميركي أكدت أن الحمل يسمح فعليا بمنع تكون الأورام السرطانية.

وبينت نتائج الدراسة التي نشرت في مجلة “سال ريبرتس” وجود علاقة بين الحمل والجهاز المناعي، فيما يخص الوقاية من سرطان الثدي. وللتوصل إلى هذه النتائج، أجرى الباحثون عدة تجارب على فئران (إناث) سبق أن ولدت، وفئران أخرى لم يسبق لها ذلك، كما استخدموا الحمض النووي الريبي لخلية واحدة للحصول على بروفايل تركيبة الخلايا الظهارية وغير الظهارية في الأنسجة الثديية.

واستطاع الباحثون أن يلاحظوا بعد الحمل، بأن الخلايا الثديية تستدعي خلايا مناعية متخصصة، هي الخلايا التائية القاتلة لمنع تشكل الأورام، كما تبين لهم أن هذه الخلايا الخاصة موجودة فقط في الغدة الثديية. وأوضحت الباحثة أمريتا فارشينيا أن الباحثين لم يلاحظوا انتشار الخلايا التائية القاتلة في جميع الأعضاء، رغم أن هذه الخلايا موجودة في الجسم كله. وأضافت “إحدى الفرضيات التي نعمل عليها هي أن الحمل المتأخر يؤدي إلى الانتشار نفسه للخلايا المناعية عينها”.

وسرطان الثدي نوع من السرطان يبدأ على هيئة نمو للخلايا في نسيج الثدي. ويأتي سرطان الثدي بعد سرطان الجلد من حيث كونه أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين النساء في الولايات المتحدة. لكن سرطان الثدي لا يصيب النساء فقط. لأن الناس جميعًا يُولدون ولديهم نسيج ثديي، لذلك قد يُصاب أي إنسانٍ بسرطان الثدي.

وشيير الخبراء إلى أنَّ معدلات النجاة من سرطان الثدي في زيادة. ويستمر تناقص عدد الناس الذين يموتون بسبب الإصابة به. ويرجع الفضل إلى الانتشار الواسع لدعم الوعي بسرطان الثدي وجمع التبرعات لإجراء الأبحاث.

وتتيح الوسائل المتقدمة في فحص سرطان الثدي لاختصاصي الرعاية الصحية تشخيصَ الإصابة بسرطان الثدي في وقت مبكر. لأن اكتشاف السرطان في وقت مبكر يزيد الأمل في علاجه. وحتى إذا لم يكن علاجه ممكنًا، فتوجد علاجات كثيرة لإطالة أمد الحياة. وتساعد الاكتشافات الجديدة في أبحاث سرطان الثدي اختصاصيي الرعاية الصحية على اختيار أكثر الخطط العلاجية فعالية.

16