الإمارات وقطر تعيدان فتح سفارتيهما بعد عامين من المصالحة

وزيرا خارجية الإمارات وقطر يتبادلان التهاني بمناسبة فتح السفارتين ويؤكدان أن هذه الخطوة المهمة، تؤسس لمرحلة جديدة من التعاون والشراكة بين البلدين.
الاثنين 2023/06/19
العلاقات الدبلوماسية تعود رسميا

أبوظبي/الدوحة - أعادت الإمارات العربية المتّحدة وقطر اليوم الإثنين فتح سفارتيهما في الدوحة وأبوظبي بعد سنوات من القطيعة والتوتّر بين الدولتين الخليجيتين الثريّتين.

وتأتي استعادة التمثيل الدبلوماسي وسط مساع إقليمية أوسع لتحقيق المصالحة وبعد مرور أكثر من عامين على إنهاء دول عربية مقاطعة للدوحة شقت صف الدول الخليجية المتحالفة مع الغرب.

وتبادلت قيادتا البلدان خلال الأشهر القليلة الماضية زيارات، آخرها مشاركة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في "قمة أبوظبي" التي عقدت في يناير الماضي، وقبلها كان الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أجرى زيارة في ديسمبر، هي الأولى إلى الدوحة منذ سنوات.

ويأتي قرار إعادة فتح سفارتي البلدين، بعد إزالة الكثير من الشوائب العالقة بين الجانبين، وفي ظل تحولات لافتة تشهدها المنطقة، والتي تفترض تعزيز التقارب الخليجي.

وقال البلدان في بيان رسمي إنّه "حرصاً من الدولتين على تعزيز العلاقات الثنائية، تعلن الإمارات العربية المتحدة ودولة قطر، إعادة التمثيل الدبلوماسي بينهما، وذلك باستئناف سفارة دولة الإمارات في الدوحة، وسفارة دولة قطر في أبوظبي وقنصليتها في دبي، مزاولة أعمالها اليوم الإثنين".

وأضاف البيان أنّ "هذه الخطوة تأتي تجسيداً لإرادة قيادتَي البلديْن، وتعزيزاً لمسيرة العمل العربي المشترك، بما يحقّق تطلعات الشعبين الشقيقين".

وأنهى اتفاق العلا الذي وُقع بالسعودية في يناير 2021 الأزمة الخليجية، التي بدأت في يونيو 2017، وقطعت بموجبها السعودية والإمارات والبحرين ومصر العلاقات مع قطر بشكل كامل متهمة إياها بدعم الإرهاب، في إشارة إلى جماعات إسلامية وتقربها حينها من إيران وتركيا.

في أبوظبي قالت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية (وام) إنّ وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان ورئيس وزراء قطر الذي يتولّى أيضاً منصب وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني "تبادلا هاتفياً التهنئة بمناسبة استئناف سفارة دولة قطر في أبوظبي وقنصليتها في دبي وسفارة دولة الإمارات في الدوحة مزاولة أعمالها".

ونقلت وام عن الوزير الإماراتي "ترحيبه بهذه الخطوة المهمّة التي تؤسّس لمرحلة جديدة من التعاون والشراكة بين دولة الإمارات ودولة قطر".

وبحسب وام فقد بحث الرجلان في "العلاقات الأخوية وتعزيز مسارات التعاون المشترك، بما يحقّق المصالح المتبادلة للبلدين وشعبيهما". وتأتي استعادة العلاقات الدبلوماسية وسط مساع أوسع للمصالحة في المنطقة إذ بدأت الرياض والقاهرة بإعادة تعيين سفيرين لدى الدوحة في عام 2021، بعد اتفاق بقيادة السعودية لإنهاء الخلاف.

وفي أبريل الماضي، استأنفت قطر والبحرين علاقاتهما الدبلوماسية بعد عامين على المصالحة الخليجية مع الدوحة، وذلك في أعقاب اجتماعات بين الطرفين بحثت الخلافات بين البلدين ومن بينها الحدود البحرية.

كما تأتي الخطوة بعد اتفاق إيران والسعودية في مارس الماضي بوساطة صينية على استئناف العلاقات بعد سنوات من العداء الذي هدد استقرار منطقة الخليج وأدى إلى تأجيج الحرب في اليمن.

كما تحركت دول عربية، منها السعودية، لإنهاء عزلة استمرت عقدا من الزمن لسوريا، حيث قررت جامعة الدول العربية في السابع من مايو الماضي عودة سوريا لشغل مقعدها بالجامعة بعد تعليق عضويتها لأكثر من عشر سنوات.

ويرى مراقبون أن هذه التحولات التي تهبّ على المنطقة والتي تصبّ في صالح تهدئة التوترات وتعزيز الاستقرار، بالتأكيد سيكون لها أثرها الإيجابي لاسيما على العلاقات بين الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي.

ويشير المراقبون إلى أنه يحسب للإمارات أنها كانت سباقة في المنطقة باتجاه تبني سياسة خارجية قائمة على "تصفير المشاكل"، والرهان على الحوار لفض الخلافات، بعيدا عن منطق التشنج وردود الفعل، وهو ما ترجم خلال العامين الماضيين في انفتاحها على تركيا وإيران.