الإمارات وسنغافورة تعلنان شراكتهما الشاملة إثراء لنموذجيهما الناجحين

بين دولة الإمارات وجمهورية سنغافورة الكثير من القواسم المشتركة، على رأسها الاستقرار وسرعة وتيرة التنمية وارتفاع مستوى العيش لمواطنيهما، ما يفتح المجال أمام إقامة شراكة بينهما واسعة النطاق ومتعدّدة المجالات على قاعدة “كلنا ناجحون ورابحون”.
سنغافورة - جدّد الشيخ محمّد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، خلال زيارته لجمهورية سنغافورة، ثبات دولة الإمارات في توجّهها نحو بناء تجربتها التكنولوجية والعلمية، وحرصها على الاستفادة في هذا المجال من أنجح التجارب الدولية وأكثرها تطوّرا.
وأجرى الشيخ محمد بن زايد، الخميس، مباحثات مع حليمة يعقوب رئيسة جمهورية سنغافورة تناولت علاقات البلدين، وتطرقت إلى قضايا إقليمية ودولية.
ونقلت وكالة الأنباء الإماراتية “وام” عن الشيخ محمد بن زايد تعبيره عن اهتمام دولة الإمارات بالتجربة التنموية السنغافورية والتعرف على مقوّمات وعوامل تميزها ونجاحها في إطار سعي الدولة للاستفادة من التجارب المتميزة التي تحقّقها مختلف الدول، وذلك بهدف دعم عملية التنمية ودفع عجلة التطور الاقتصادي الذي تشهده الدولة.
وشدد على دعم دولة الإمارات للجهود والمساعي الهادفة إلى تحقيق الأمن والسلم والاستقرار إقليميا ودوليا، إضافة إلى مبادراتها ودورها الإنساني في تعزيز قيم التسامح والحوار والتعايش بين مختلف الشعوب والدول في العالم.
ومن جانبها عبّرت الرئيسة السنغافورية عن اهتمام بلادها بتعزيز علاقات الصداقة والتعاون مع دولة الإمارات.
إضافة إلى ذلك عقد الشيخ محمد بن زايد جلسة محادثات رسمية في مقر البرلمان السنغافوري مع رئيس وزراء سنغافورة لي هسين لونج شملت التعاون الإماراتي السنغافوري في عدّة مجالات، والمستجدات الإقليمية والدولية التي تهم البلدين.
وأشار ولي عهد أبوظبي إلى متانة العلاقات التي تربط بين الإمارات وسنغافورة، وما شهدته من تطور على المستويات كافة منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في عام 1985.
وقال إن دولة الإمارات حريصة على تقوية علاقاتها مع جمهورية سنغافورة خاصة في مجال التعليم وبناء الكوادر البشرية، بالنظر إلى التجربة السنغافورية الرائدة في هذا المجال على المستوى العالمي؛ وذلك في ظل الموقع المحوري للتعليم في رؤية التنمية الإماراتية بصفته الطريق نحو بناء اقتصاد متنوع قائم على المعرفة وتحقيق التنمية المستدامة والاستعداد لمرحلة ما بعد النفط.
وأكد اهتمام الإمارات بإقامة شراكات فاعلة ومثمرة مع النماذج التنموية المتميزة على المستوى العالمي للاستفادة منها وتبادل الخبرات معها بما يخدم مسيرة التنمية الوطنية، مثنيا على تجربة سنغافورة التنموية، ومشيرا إلى أن سنغافورة تعد إحدى أهم النماذج التنموية الجديرة بالاحترام والتقدير خاصة لما تقدمه من دروس مهمة في مجال الاستثمار الأمثل للقدرات الوطنية والاعتماد على الثروة البشرية وإنتاج المعرفة والانخراط القوي في مسيرة التطور التكنولوجي العالمي.
وقال إن دولة الإمارات وسنغافورة تمثلان نموذجين بارزين للتعايش الإنساني، مقدرا الدور المشترك في العمل من أجل تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات، ومعتبرا ذلك أحد العوامل المهمة التي تدعم العلاقات بين البلدين لأنهما يرسلان إلى العالم رسالة حضارية واحدة تؤكد أن التسامح والحوار والعيش المشترك هي الأسس القوية التي يقوم عليها السلام والتنمية والاستقرار في المجتمعات المختلفة.
كما أكد حرص الإمارات على تمتين علاقاتها مع سنغافورة في مجالات السياسة والاقتصاد والتكنولوجيا والثقافة والتعليم وغيرها، معبّرا عن ثقته بأن الفترة المقبلة ستشهد المزيد من الارتقاء بالعلاقات الإماراتية السنغافورية في ظل توافر الإرادة المشتركة للبلدين لدفع هذه العلاقات إلى الأمام باستمرار.
ومن جانبه أكد رئيس الوزراء السنغافوري اهتمام بلاده بترسيخ علاقاتها مع دولة الإمارات التي تعد نموذجا تنمويا ناجحا ومركزا اقتصاديا مهما، مشيدا بالنهضة التنموية التي حققتها الدولة في المجالات كافة.
كما ثمن الجهود التي تقوم بها الإمارات لترسيخ قيم التعايش والتسامح والحوار بين مختلف الشعوب والحضارات إضافة إلى مساعيها إلى تحقيق التنمية والازدهار والسلام لشعوب المنطقة والعالم.
وشهد الشيخ محمد بن زايد، وهسين لونغ مراسم تبادل مذكرة إعلان شراكة شاملة بين الإمارات وسنغافورة، إلى جانب عدد من اتفاقيات التعاون ومذكرات التفاهم شملت المجالات التعليمية والتكنولوجية والبيئية وأفضل الممارسات في مجالات المشاريع الخضراء.
وخلال زيارته لسنغافورة، قام الشيخ محمد بن زايد بزيارة إلى مصنع شركة غلوبل فاوندريز لأشباه الموصلات التابع لشركة مبادلة للاستثمار (مبادلة)، حيث اطّلع من كبار المسؤولين في المؤسسة على أبرز برامج الشركة في مجال تصميم الرقائق الإلكترونية وتطويرها وتصنيعها ودورها في بناء قطاع حيوي ومتكامل للتكنولوجيا المتقدمة.
كما شهد خلال جولة في مرافق التصنيع التابعة لغلوبل فاوندريز، عرضا حيّا لتجربة تصنيع افتراضية من خلال استخدام التكنولوجيا الواقعية الافتراضية لتصنيع منتجات متطورة من أشباه الموصلات في بيئة نظيفة وخالية من الملوثات.
ويعد مصنع غلوبل فاوندريزالمتمركز في منطقة وودلاندس تكنولوجي بارك، والذي تمتلكه شركة مبادلة للاستثمار (مبادلة)، أكبر استثمار لدولة الإمارات في سنغافورة ويعمل فيه أكثر من ستة آلاف موظف ولديه القدرة على تصنيع ملايين الرقائق من أشباه الموصلات التي تدخل في مجموعة واسعة من الاستخدامات التكنولوجية، فيما يسهم المصنع في تطبيق الاستراتيجية الجديدة للشركة والتي تستهدف توفير حلول متنوعة تلبي مختلف احتياجات مصممي الرقائق في العالم.
وقال الشيخ محمّد بن زايد أثناء الزيارة إن دولة الإمارات تواصل تعزيز قدراتها وتطوير إمكاناتها وبناها التكنولوجية وتوظيف أحدث الحلول الذكية والتطبيقات نحو تحقيق أهدافها التنموية الطموحة، مشيرا إلى أن توفير أحدث التطبيقات التكنولوجية يمثل محورا أساسيا في رؤية دولة الإمارات للمستقبل.
وأضاف قوله “إننا نحرص على دعم القطاعات الحيوية التي ترتقي بأشكال التطور والتقدم التي تواكب متطلبات الحداثة خاصة في مجالات التكنولوجيا والعلوم الحديثة بما يضمن تعزيز مكانة الدولة عالميا، ومستقبلا أفضل للأجيال المقبلة”.
ومن جانبه أوضح خلدون خليفة المبارك رئيس جهاز الشؤون التنفيذية الرئيس التنفيذي للمجموعة والعضو المنتدب في شركة مبادلة للاستثمار (مبادلة)، أن المنتجات التكنولوجية التي تنتجها غلوبل فاوندريز تفتح المجال لحقبة جديدة من الابتكار في عالم اليوم والذي أصبح سكانه مرتبطين ببعضهم البعض بواسطة مليارات الأجهزة والوسائل التكنولوجية، مضيفا أنّ مصنع غلوبل فاوندريز بما يتميز به من استراتيجية واضحة وتركيز على القيمة سيظل جزءا مهما من استثمارات “مبادلة”.