الإمارات على موعد لافتتاح أول معبد هندوسي مبني بالحجارة في الشرق الأوسط

زيارة رئيس الوزراء الهندي للإمارات تسلط الضوء على العلاقات الاقتصادية والتاريخية طويلة الأمد بين البلدين.
الأربعاء 2024/02/14
أرض لتعايش الأديان

أبو مريخة (الإمارات العربية المتحدة) - ترتفع أبراج فوق ما كان في يوم من الأيام رقعة من الصحراء بين أبو ظبي ودبي وهي تشكّل أول معبد هندوسي مبني بالحجارة في الشرق الأوسط وقد زُيّن بالآلهة والشخصيات الدينية.

ويشير المبنى الذي سيفتح أبوابه قريبا إلى المدى الذي بلغته دولة الإمارات العربية المتحدة في الاعتراف بأديان جاليتها المغتربة، التي يهيمن عليها الهنود عبر مواقع البناء ومجالس الإدارة.

وقال الصحافي جون غامبريل في تقرير نشرته “الأسوشييتد برس” إن المعبد بأبراجه السبعة يشير إلى عدد الإمارات في هذه الدّولة العربية، كما يعدّ هذا التطور دلالة على دفء العلاقات بين الإمارات والهند.

ووصل رئيس الوزراء ناريندرا مودي الثلاثاء في رحلته السابعة إلى الإمارات قبل الانتخابات العامة الهندية. وهو يطمح إلى تعزيز العلاقات التجارية والدفاعية والثقافية وتوطيد علاقته مع رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.

وقال فيراج سولانكي، الباحث في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، إن “مودي لن يسافر على نطاق واسع هذا العام قبل الانتخابات. لكن حقيقةً، استعداده لزيارة الإمارات تبرز مدى أهمية هذه العلاقة للهند”.

أكثر من 3.5 مليون شخص من المغتربين في الإمارات هم من الهنود، مما يجعلهم أكبر جالية في البلاد

وبُني المعبد في أبو مريخة، المعروفة بكونها المكان الذي وافقت فيه مشيخات الإمارات العربية المتحدة في 1976 على إنشاء جيش موحد. ويقع المبنى قبالة الطريق السريع الرئيسي الذي يربط دبي بأبو ظبي، وهو مشيّد بالحجر الرملي المستورد من ولاية راجستان الهندية، أما داخله فهو بالرخام الإيطالي.

وتوجد معابد أصغر في الإمارات منذ عقود، ولكنها لا تتبع تقنيات البناء التقليدية المعتمدة في الدير الهندوسية. وتلتصق أحجارها المنحوتة وتوفر الدعم دون العوارض الفولاذية التي تعتمدها الهندسة المعمارية الحديثة.

وتُحيط بالمعبد مجسمات من الحجارة في مقدّمتها مجسم لرجل دين هندوسي في 1997 يدعو، تحت مظلة في رمال الشارقة، إلى تشييد معبد في أبو ظبي. وتمثل اللوحة الأخيرة نقوشا تجسّد مشهدا من الإمارات يتوسطه رجال دين أمام معبد وبرج خليفة الذي يعدّ أعلى مبنى في العالم بدبي.

وتنتشر مجسمات الفيلة وغيرها من الحيوانات. واعتمدت رموز ترتبط بالمصريين القدامى والمايا، كما توجد بالمبنى إيماءات معمارية إسلامية.

ويريد المصممون أن يبرزوا أن جميع الأديان مرحب بها في الموقع حيث سيتمكن المصلون الهندوس من الصلاة أمام الآلهة التي تتبعها مختلف الطوائف الهندوسية.

المبنى يشير إلى المدى الذي بلغته دولة الإمارات العربية المتحدة في الاعتراف بأديان جاليتها المغتربة

وقال بوجيابراهمافيهاري سوامي، وهو زعيم ديني يشرف على البناء، إن “الانسجام هو المستقبل الوحيد أمامنا. إذا لم نتمكن من التعايش على هذا الكوكب الصغير، فهل لدينا مستقبل؟”

ويعيش أكثر من 9 ملايين شخص في الإمارات، وتقدر نيودلهي أن أكثر من 3.5 مليون شخص من هؤلاء المغتربين هم من الهنود، مما يجعلهم أكبر جالية في البلاد، بما في ذلك مقارنة بالمواطنين الإماراتيين.

وفي حين يبقى العديد منهم عمالا بأجور منخفضة، يتزايد عدد الإداريين وتمتدّ أجيال متعددة من العائلات الهندية في البلاد.

وتسلط زيارة مودي الضوء على العلاقات الاقتصادية والتاريخية طويلة الأمد بين البلدين. ووقّع البلدان اتفاقية تجارة حرة في 2022 تهدف إلى مضاعفة تجارتهما الثنائية إلى 100 مليار دولار. ولا تزال الهند مشتريا رئيسيا للنفط الإماراتي، بينما تأمل الإمارات في تعزيز صناعاتها المحلية.

واتفقت الدولتان على السماح للهند بتسوية بعض المدفوعات بالروبية بدلا من الدولار مما خفض تكاليف المعاملات، كما تؤكد هذه العلاقة على السياسة الخارجية الواقعية الإماراتية.

وكانت زيارة مودي إلى الإمارات في 2015 الأولى التي يؤديها رئيس وزراء هندي منذ 34 عاما.

وقال سولانكي إن هذه العلاقة الشخصية بالشيخ محمد بن زايد تقود إلى تعميق العلاقة.

وأجرى الجيشان الهندي والإماراتي في يناير النسخة الأولى من مناورة عسكرية تحمل اسم “الإعصار الصحراوي” في الهند.

وأضاف الباحث سولانكي أن هذا يرفع مستويات الثقة ويمكّن الجانبين من أن يكونا أكثر استعدادا للعمل على هذه القضايا الحساسة.

7