الإمارات تسجل ظهور أنواع نادرة من الطيور المهاجرة

المحميات الطبيعية محطة سنوية في طريق طيور عابرة.
السبت 2022/05/14
لوحة طائرة

يحتفي العالم اليوم بيوم الطيور المهاجرة، وتعد الإمارات من الدول التي تهتم على مدار السنة بكل أنواع الطيور المهاجرة والمستقرة، وذلك بتوفير الملاذات الطبيعية والآمنة لها فتستقر فيها للتكاثر هربا من برد أوروبا، حتى أنه ظهرت فيها أنواع عديدة من الطيور النادرة المهددة بالانقراض.

أبوظبي - بات ظهور الطيور النادرة عالميا والمهددة بالانقراض أمرا شبه اعتيادي في الإمارات التي يزورها سنويا ما يفوق 300 نوع من الطيور المهاجرة.

وسجلت الإمارات في موسم هجرة الطيور الصيف الماضي أول ظهور لطائر القطقاط الأفريقي، وذلك في محمية جبل نزوى ومحمية دبي الصحراوية، وفي عام 2020 رُصد أحد أنواع الطيور الأكثر ندرة في أبوظبي وهو من نوع  “ستيبي ويمبرل” الذي يُقدر وجود حوالي 100 طائر منه فقط في العالم. بدوره وثق فريق محمية وادي الوريعة في إمارة الفجيرة ظهور “البومة العمانية” التي لم تشاهد من قبل في البلاد.

ويبدو أن التوسع الكبير في رقعة المحميات الطبيعية قد لعب دورا مؤثرا في جذب الطيور المهاجرة، ولاسيما منها الأنواع النادرة، حيث تعتبر الإمارات محطة سنوية في طريق هجرة هذه الطيور القادمة من أوروبا وأفريقيا وآسيا.

وبمناسبة اليوم العالمي للطيور المهاجرة الذي يصادف اليوم السبت تستعرض وكالة أنباء الإمارات (وام) أبرز الجهود التي تبذلها الإمارات في المحافظة على التنوع البيولوجي العالمي وحماية الطيور المهاجرة وتوفير الملجأ الآمن لها.

وتستضيف الإمارات سنويا أعدادا كبيرة من الطيور المهاجرة بفضل موقعها وطبيعة مناخها، إضافة إلى توفر الملاذات المناسبة للطيور، حيث يتداخل فيها اثنان من مسارات هجرة الطيور؛ مسار هجرة الطيور من شرق أفريقيا إلى غرب آسيا، ومسار آسيا الوسطى، فيما تزور طيور شمال أوروبا وآسيا الإمارات باعتبارها منطقة للتكاثر لتجنب الظروف المناخية القاسية -بسبب البرد الشديد في مناطق التكاثر الشمالية- التي ترتبط بنقص الإمدادات الغذائية.

الإمارات تضم عشرات المواقع الطبيعية المهمة للطيور المهاجرة والمستوطنة، منها 11 موقعا صُنّفت مناطق محمية قانونية
الإمارات تضم عشرات المواقع الطبيعية المهمة للطيور المهاجرة والمستوطنة، منها 11 موقعا صُنّفت مناطق محمية قانونية

وتضم الإمارات العشرات من المواقع المهمة للطيور المهاجرة والمستوطنة، منها 11 موقعا صنّفت مناطق محمية قانونية، نذكر منها على سبيل التمثيل لا الحصر محميات الوثبة وبوالسياييف ورأس الخور وأشجار القرم والحفية. وأهم الأنواع المهاجرة إليها الحبارى والفلامينغو والأبلق الكستنائي والصقر الحر والنورس رقيق المنقار، وأهم الطيور المستوطنة فيها الدلاية والصفصوف وأم طوق وصفير النيس والدسيسي والبدوار والبوم.

وتنقسم الطيور المهاجرة إلى الإمارات إلى نوعين هما الطيور المهاجرة الزائرة التي تهاجر من البلد الأم وتستقر في البلاد كزائرة لمدة غير قصيرة، والطيور المهاجرة العابرة وهي التي تمر بسماء الإمارات مروراً فقط للأكل والشرب والراحة، ثم تكمل مسيرتها إلى وجهتها المنشودة.

وعلى مدار عدة سنوات بذلت الإمارات جهودا كبيرة في المحافظة على التنوع البيولوجي وحماية الطيور المهاجرة، وبرزت هذه الجهود من خلال عدة اتجاهات رئيسية تمثلت في التوسع بإقامة المناطق المحمية التي تشكل ملجأ آمناً للتعشيش والتكاثر، ومكافحة التلوث البحري حيث تشكل البيئة البحرية ملاذا أساسيا للطيور المهاجرة، فضلاً عن تنفيذ مجموعة مهمة من البرامج الوطنية في إطار الاستراتيجية الوطنية للتنوع البيولوجي من أجل المحافظة على الأنواع المهددة بالانقراض وإكثارها وإطلاقها في مواطن انتشارها الطبيعية، وفي مقدمتها الصقور والحبارى.

ويصل عدد المحميات الطبيعية في الإمارات إلى 49 محمية، يشكل عدد منها محطات وموائل مهمة للطيور المهاجرة، وقد تمّ تسجيلها ضمن القائمة الدولية للأراضي الرطبة ذات الأهمية العالمية التابعة لاتفاقية “رامسار”، كمحمية الوثبة في أبوظبي ومحمية رأس الخور في دبي ومحميتيْ أشجار القرم والحفية وجزيرة صير بونعير في الشارقة، وتم إنشاء هذه المحميات في إطار تخفيف الضغوط التي تتعرض لها الطيور المهاجرة، وتوفير أقصى درجات الحماية في سبيل المحافظة على التنوع البيولوجي في البلاد.

زينة الطبيعة لونا وصوتا
زينة الطبيعة لونا وصوتا

وتعد محمية الوثبة للأراضي الرطبة واحدة من أولى المحميات الطبيعية في إمارة أبوظبي، وتعتبر ملاذاً لأكثر من 200 نوع من الطيور المهاجرة، وموطناً للعديد من الأنواع، حيث تم رصد 11 نوعاً من الثدييات الصغيرة و10 أنواع من الزواحف وأكثر من 35 نوعاً من النباتات.

وأجمل ما يمكن رؤيته في محمية الوثبة طيور الفنتير أو الفلامينغو، وبالأخص عندما تأتي هذه الطيور المهاجرة لقضاء الفترة الممتدة بين الخريف والربيع، حيث يمكن رؤية ما يصل إلى 4000 طائر من هذه الطيور في المحمية. وحتى لو عادت أغلبيتها إلى وسط آسيا لقضاء أشهر الصيف، تبقى في هذه المنطقة مجموعة منها طوال العام.

بدورها تستضيف محمية رأس الخور في دبي سنوياً الآلاف من الطيور المهاجرة التي تقيم بشكل مؤقت على ضفاف المسطحات المالحة والمسطحات الطينية وأشجار القرم والمستنقعات التي تنتشر بكثافة في المحمية.

وتضم المحمية مئات الأنواع من الطيور، وتمتاز بثراء وتنوع الحياة النباتية والبرية، وخاصة بتنوع الطيور البحرية وتعدد أشكالها ومنها طيور النحام والفلامينغو والبلشون والصواي الذي يهاجر إلى الإمارات بدءاً من الأشهر ذات المناخ المعتدل -مثل مارس- ويكثر في يناير ويفضّل المياه الضحلة.

وفي الشارقة تجد طيور الخشاش وأم صنين المهاجرة ضالتها في محمية صير بونعير بعد عناء رحلة طيران طويلة من الشمال نحو الجنوب، حيث تستفيد مما تحويه المحمية من عناصر بيئية مهمة.

ويشار إلى أن بيانات الأمم المتحدة توثق نحو 11 ألف نوع من الطيور تعيش على كوكب الأرض، يهاجر نحو خمسها بشكل سنوي بين الشمال والجنوب.

18