الإمارات ترسّخ مكانتها ضمن أكبر داعمي باكستان في مرحلتها الصعبة

الشيخ محمّد بن زايد وعمران خان يبحثان في إسلام آباد أوجه التعاون الإماراتي الباكستاني.
الاثنين 2019/01/07
التواصل الكثيف عنوان الثقة المتبادلة

إسلام آباد - رسّخت زيارة ولي عهد أبوظبي الشيخ محمّد بن زايد آل نهيان إلى إسلام آباد، دور دولة الإمارات العربية المتحدة، ضمن كبار الداعمين الإقليميين لباكستان حفاظا على استقرار هذا البلد في مرحلة تحوّل صعبة شابتها عثرات اقتصادية ومالية عقّدت من مهمّة الحكومة الباكستانية الجديدة بقيادة رئيس الوزراء عمران خان.

وأعلنت الإمارات في ديسمبر الماضي عن إيداع مبلغ 3 مليار دولار في البنك المركزي الباكستاني كإجراء عاجل، لكنّها تسعى إلى مساهمة أوسع نطاقا وأبعد مدى في تنشيط الدورة الاقتصادية ودفع العملية التنموية بباكستان من خلال توسيع الشراكة ومجالات التعاون مع البلد الآسيوي ذي المئتي مليون نسمة.

وأجرى الشيخ محمّد بن زايد مباحثات في إسلام آباد مع عمران خان، تركزت على تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، إضافة إلى تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية الراهنة.

شاه محمود قريشي: 1.5 مليون باكستاني يعيشون في الإمارات أكبر شريك تجاري لباكستان
شاه محمود قريشي: 1.5 مليون باكستاني يعيشون في الإمارات أكبر شريك تجاري لباكستان

ونقلت وكالة الأنباء الإماراتية عن الشيخ محمّد بن زايد تأكيده على اهتمام الإمارات بتعزيز علاقاتها مع باكستان وعملها لإثراء التعاون والتنسيق بين البلدين في مختلف الأصعدة.

‌‎وقال ولي عهد أبوظبي إن المستوى الحالي للعلاقات الاقتصادية والتجارية الإماراتية الباكستانية يتجه إلى الأفضل، وإن هناك توافقا على ضرورة العمل على تعزيز هذه العلاقات خلال السنوات المقبلة.

وزار عمران خان منذ توليه رئاسة الوزراء في باكستان قبل أقلّ من نصف سنة، دولة الإمارات مرتين، الأولى في  سبتمبر والثانية في نوفمبر الماضيين. وتجد باكستان الطريق ممهّدة لشراكة مثمرة ومتعدّدة الأوجه مع دولة الإمارات ليس فقط لثرائها واستقرارها، ولكن أيضا بفعل منظورها السياسي القائم على ربط الحركية التنموية والازدهار الاقتصادي بالاستقرار الاجتماعي والأمني والسياسي.

وفي علاقاتها مع الكثير من دول المنطقة، حرصت الإمارات على تكوين حزام من الاستقرار بالمساعدة في تحريك عجلة التنمية فيها، وهو ما ينطبق على باكستان ذات الأهميّة في استقرار المنطقة، وخصوصا في توازنها في ظلّ ما تبديه إيران وتركيا من طموحات للتمدّد والهيمنة.

وقال الشيخ محمّد بن زايد إن دولة الإمارات تولي اهتماما بالغا لدعم جهود تحقيق التنمية والأمن والسلم على الصعيدين الإقليمي والدولي من خلال مبادراتها البنّاءة والهادفة إلى تحقيق الاستقرار والازدهار لجميع شعوب العالم إلى جانب دعواتها المستمرة لتعزيز قيم التسامح والحوار والتعايش والتعاون في مواجهة مختلف التحديات الإقليمية والدولية.

ومن جانبه أثنى رئيس الوزراء الباكستاني على الدعم الذي قدمته دولة الإمارات للبنك المركزي الباكستاني، مشيرا إلى المبادرات ومشاريع البنية التحتية والخدمية التي تنفذها الإمارات لتحسين الخدمات في مختلف الأقاليم الباكستانية.

ودخلت المشاريع التنموية في باكستان، والتي تشمل قطاعات مثل الطاقة والصحة والتعليم والطرقات، والممولة من صندوق أبوظبي للتنمية، في مطلع 2019 مرحلتها الثالثة، بعد أن تمّ إنجاز سلسلة واسعة من المشاريع خلال المرحلتين السابقتين الممتدتين على سبع سنوات بتكلفة قاربت النصف مليار دولار.

وتمّ، الأحد، خلال جلسة المباحثات بين الشيخ محمّد بين زايد وعمران خان، التطرّق إلى مختلف جوانب العلاقات السياسية والاقتصادية والاستثمارية والتنموية بين الإمارات وباكستان، وإمكانية تنميتها في مختلف القطاعات الحيوية وتكثيف التنسيق بشأن إيجاد فرص تعاون جديدة تخدم تطلعات البلدين لتقوية وتوثيق الروابط الثنائية.

Thumbnail

‌‌‌‌‌‎كما تطرّقت المباحثات إلى قضايا إقليمية ودولية، حيث أكّد الجانبان على أهمية مضاعفة جهود المجتمع الدولي لتحقيق السلام والأمان في المنطقة والعالم إضافة إلى ترسيخ مفاهيم التسامح والحوار والتعايش المشترك بين مختلف شعوب العالم. وتعليقا على زيارة الشيخ محمّد بن زايد لباكستان، قال وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي، إنّ الإمارات هي بالنسبة إلى باكستان أكبر شريك تجاري ومصدر استثمارات كبير. وأضاف أن أكثر من 1.5 مليون باكستاني يعيشون في الإمارات ويرسلون ملايين الدولارات عبر تحويلات مالية إلى وطنهم.

وتظلّ باكستان بالنسبة لدول الخليج مصدر توازن في المنطقة تتزايد أهميته مع بروز نوازع تمدّد تركية وإيرانية، فضلا عن تعاظم مخاطر التشدّد والإرهاب في أفغانستان المجاورة. غير أنّ طهران وأنقرة لا تستطيعان، بحسب مراقبين، تقديم شيء يذكر لباكستان على الصعيدين الاقتصادي والسياسي، قياسا بما تقدّمه دول مثل الإمارات والسعودية، وذلك نظرا لأنّ إيران وتركيا تواجهان بدورهما أزمات اقتصادية وسياسية واجتماعية مستفحلة، وهو ما جعل المراقبين يقلّلون من أهمية الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء الباكستاني مؤخرا لتركيا، والتي لم تخرج، بحسب هؤلاء عن بحث أنقرة عن المزيد من الأسواق لمنتجاتها الرخيصة.

3