الإمارات تدخل مفاوضات المناخ بكفاءات شابة

أبوظبي - تتطلع الإمارات إلى استقبال العالم في نهاية شهر نوفمبر الجاري في مؤتمر الأطراف «كوب 28» الذي يقام في مدينة إكسبو دبي خلال الفترة من 30 نوفمبر الجاري إلى 12 ديسمبر المقبل، الذي سيشهد حضور أكثر من 85 ألف مشارك بمن فيهم رؤساء الدول والحكومات والوزراء وممثلون عن المنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص والشعوب الأصلية والشباب.
ونجحت المؤتمرات السابقة في تحديد الأولويات الصحيحة للعمل المناخي، لكنها واجهت تحديات في تنفيذ المخرجات التفاوضية، لذلك فإن أنظار العالم ستكون مُسلّطة على مؤتمر «كوب 28» لترقب ما سيتوصل إليه من مخرجات ونتائج.
وحرصت الإمارات على إعداد فريق تفاوضي من أصحاب الكفاءات الواعدة لإدارة وتنسيق المسارات التفاوضية خلال المؤتمر وما بعده يقوم بدور محوري في تحقيق تقدم ملموس في العمل المناخي.
اختيار أعضاء الفريق تمّ وفق معايير دقيقة ترتكز على الكفاءة في المجالات الدبلوماسية والعمل المناخي
وخلال مشاركة سلطان بن أحمد الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة رئيس مؤتمر الأطراف «كوب 28» في الاجتماعات السنوية لحكومة الإمارات التي انعقدت في أبوظبي مؤخراً قدم أعضاء فريق الإمارات التفاوضي، مؤكداً ثقته بكفاءاتهم وجهودهم ومشيراً إلى أن نسبة أعضاء الفريق ممن تقل أعمارهم عن 35 عاما.
وقال “حرصت رئاسة ‘كوب 28’ على تأهيل فريق من المفاوضين الإماراتيين ليقوموا بدور محوري في تحقيق تقدم ملموس في العمل المناخي والمساهمة في تمكين مستقبل دبلوماسية المناخ بما يعزز الدور الرائد للإمارات في هذا المجال”، معرباً عن ثقته بجميع أعضاء الفريق وبقدراتهم التفاوضية المميزة والتي سيكون لها دور مهم في تعزيز التقدم خلال «كوب 28».
وتم اختيار أعضاء الفريق وفق معايير محددة ودقيقة ترتكز على الكفاءة والتميز في المجالات ذات الصلة بالدبلوماسية والعمل المناخي ومهارات التواصل والطموح والقدرة على تمثيل الدولة في المحافل الدولية كما تم صقل خبرات الفريق التفاوضي عبر عدة برامج تدريب متخصصة ومتكاملة في دبلوماسية المناخ والتواصل الدولي من ضمنها أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية إلى جانب الحضور والمشاركة في المؤتمرات والاجتماعات الدولية المتصلة بالعمل المناخي.
وشارك فريق الإمارات التفاوضي على مدار عام ضمن الفترة التحضيرية للمؤتمر حيث ساهموا تحت إشراف ودعم رئاسة «كوب 28» في الجولة العالمية الاستباقية للاستماع والتواصل وتقصي الحقائق، وإعداد خطة عمل رئاسة المؤتمر، وتحديد أهداف واضحة للمسارات التفاوضية.
وسيتولى فريق الإمارات إدارة وتنسيق المسارات التفاوضية في «كوب 28» بهدف تحقيق استجابة فعالة لنتائج “الحصيلة العالمية” لاتفاق باريس التي أظهرت أن العالم بعيد عن المسار الصحيح للحفاظ على إمكانية تفادي تجاوز الارتفاع في درجة حرارة الأرض مستوى 1.5 درجة مئوية، والعمل على تقديم حلول ملموسة للتحديات من خلال اتخاذ إجراءات فعالة تتماشى مع الركائز الأربعة لخطة عمل المؤتمر وهي تسريع تحقيق انتقال منظم ومسؤول وعادل ومنطقي في قطاع الطاقة، وتطوير آليات التمويل المناخي وحماية البشر والطبيعة وتحسين الحياة وسُبل العيش، واحتواء الجميع بشكل تام في منظومة عمل المؤتمر.
وسيركز الفريق الإماراتي خلال المؤتمر على تحقيق توافق دولي مشترك لاستجابة عالمية فعالة لنتائج الحصيلة العالمية بما يشمل تحقيق نتائج مؤثرة في مجال “التخفيف” والتوصل إلى اتفاق شامل بشأن التكيف وحلول رائدة في مجال التمويل، بما يشمل تفعيل صندوق معالجة الخسائر والأضرار وترتيبات تمويله والوفاء بالتعهدات التي تمت في مؤتمر «كوب 27» في شرم الشيخ، مع ضرورة مضاعفة تمويل التكيف بما يشمل تقديم تعهدات للصندوق المخصص لهذا الهدف وكذلك تحقيق نقلة نوعية في مؤسسات التمويل الدولية وبناء وتعزيز أسواق الكربون وحشد وتحفيز استثمارات القطاع الخاص ليرتفع التمويل المناخي من المليارات إلى التريليونات.
الإمارات حرصت على إعداد فريق تفاوضي من أصحاب الكفاءات الواعدة لإدارة وتنسيق المسارات التفاوضية خلال المؤتمر وما بعده
وقالت هناء الهاشمي رئيسة فريق الإمارات التفاوضي “إن تشكيل فريق شاب من المفاوضين الإماراتيين يعكس ثقة القيادة بكوادرها الشابة، ورؤيتها لتأهيل جيل جديد قادر على المساهمة في دعم دبلوماسية المناخ الإماراتية في المستقبل. وبفضل ما تلقيناه من تأهيل وإعداد متكامل من جانب رئاسة ‘كوب 28’ ومشاركاتنا في اجتماعات وفعاليات دولية متعددة فإن فريقنا اليوم بات على أتم الاستعداد لإدارة وتنسيق المسارات التفاوضية في أهم مؤتمر عالمي للعمل المناخي، وبدأنا بالفعل في هذه الجهود ونتطلع لتحقيق النتائج التفاوضية المرجوة وإبراز تميز دور دولة الإمارات خلال رئاستها واستضافتها لهذا المؤتمر بما يرسخ مكانة الدولة ويؤكد ريادتها في العمل المناخي العالمي.
من جانبه أعرب عمر أحمد البريكي نائب كبير المفاوضين عن فخره بالمشاركة في هذه المهمة الوطنية لإنجاح استضافة «كوب 28»، ومواصلة جهود العمل المناخي للدولة على المستوى العالمي والوصول إلى نتائج ملموسة عبر التركيز على تكريس التوافق وتحقيق الإجماع المنشود حول مختلف مجالات النتائج التفاوضية، والتي امتدت طوال العام الجاري في هذه المهمة المرتقب استكمالها خلال فعاليات المؤتمر ومفاوضاته التي ستجرى في مدينة إكسبو دبي.
وساهمت جهود فريق رئاسة المؤتمر في تحقيق خطوات مهمة لتطوير العمل المناخي، منها استجابة 85 في المئة من اقتصادات العالم لدعوة رئاسة «كوب 28» إلى الالتزام بزيادة القدرة الإنتاجية لمصادر الطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول عام 2030، واستجابة أكثر من 20 شركة للنفط والغاز لدعوة رئاسة المؤتمر إلى خفض انبعاثات الميثان إلى “صافٍ صفري” بحلول 2030، وإحراز بنوك التنمية متعددة الأطراف تقدماً ملموساً في تعزيز وتطوير آليات التمويل المناخي، والاتفاق الذي توصلت إليه اللجنة الانتقالية المعنية بصندوق الخسائر والأضرار في أبوظبي مطلع الشهر الجاري، والذي تضمن توصيات واضحة وحاسمة لتفعيل الصندوق وترتيبات تمويله، إضافة إلى التوافق العالمي حول دعوة رئاسة «كوب 28» إلى تطوير الهيكل المالي الدولي وإشراك القطاع الخاص بحيث يتم توفير التمويل المناخي بشروط ميسَّرة وتكلفة معقولة، مما ساهم في الوصول إلى تقدير عالمي كبير للنموذج الإماراتي لتمويل العمل المناخي.