الإمارات تختبر مدينة مرّيخية تحت قبة بيولوجية

دبي – يتصور المعماريون مدينة مرّيخية مستقبلية مؤلفة من عدة قِباب بيولوجية مضغوطة، مليئة بالأكسجين المستخرَج من الجليد الجوفيّ، وتستمد طاقتها من الشمس.
المشروع جزء من “مدينة المريخ العلْمية” الإماراتية، التي يعمل على إنجازها مركز محمد بن راشد للفضاء في دبي. وكانت حكومة دبي قد طلبت عام 2017 من شركة “بيارك إنجلز” أن تصمم نموذجًا أوليًّا لمدينة مريخية، فخرجت الشركة برؤية رائعة لما قد تكُونه الحياة على المريخ ذات يوم.
وصحيح أن المشروع حتى الآن في مرحلة الفكرة، لكن هذا لا يقلِّل من جمال الرؤية ذاتها.
وقال جيكوب لانج، المهندس في بيارك إنجلز، لموقع “سي.أن.أن”، “لأن المريخ ليس له غلاف جوي يُذكَر، سيكون الانتقال الحراري فيه ضئيلًا، أي أن الهواء داخل القباب لن يبرد بالسرعة التي يَبرد بها على الأرض”.
ولاجتناب الإشعاع الضار الموجود فوق السطح، ستكون الغُرف تحته على عمق 6 أمتار. وقال لانج "في المريخ مستقبَلًا سيكون في سقف كهفك الباطني صناديق إضاءة تشبه أحواض السمك، مليئة بأسماك حيّة سابحة”.
وما يزيد هذا روعة وتشويقًا أن الجاذبية المريخية ثلث جاذبية الأرض، وهذا “يَفرض قواعد جديدة يجب اتباعها عند التصميم المعماري الفضائي”.
ستضُم المدينة النهائية على الأرض في دبي مختبرًا بحثيًّا ومنشأة تعليمية ومتحفًا ومسرحًا ومساحة مكتبية مشترَكة.
وتستعد الإمارات لإطلاق أول مسبار عربي لاستكشاف المريخ، في 15 يوليو المقبل من اليابان، وذلك بعدما أرسلت العام الماضي رائد فضاء أمضى ثمانية أيام في محطة الفضاء الدولية.
وبإطلاق “مسبار الأمل” ستصبح الإمارات أول دولة عربية تضع مسبارا غير مأهول في المدار لاستكشاف الكوكب الأحمر وذلك في إطار “مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ” الذي يعكس سعي أبوظبي إلى إثبات مكانتها العلمية والفضائية.
ووفقاً للمخطط ينطلق مسبار الأمل في مهمته إلى المريخ عند الساعة 5:51:27 صباحا بتوقيت اليابان من مركز “تانيغاشيما الفضائي” في اليابان.
وهذا الموعد هو اليوم الأول ضمن “نافذة الإطلاق” الخاصة بهذه المهمة الفضائية التاريخية، التي تمتد حتى 13 أغسطس المقبل.
واستغرقت عملية نقل المسبار من دبي إلى اليابان أكثر من 83 ساعة براً وجواً وبحراً.
ونقل عن وزيرة الدولة المسؤولة عن ملف العلوم المتقدمة، سارة بنت يوسف الأميري، قائدة الفريق العلمي لمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، تأكيدها أن المهمة تعكس تصميم السلطات الإماراتية على مواصلة المشروع على الرغم من فايروس كورونا المستجد.
وقالت الوزيرة “سيواصل فريق العمل جهوده الدؤوبة لاستكمال تنفيذ المهمة بنجاح، رغم صعوبتها والتحديات التي ربما نواجهها، وسنحتفل جمعيا بوصول المسبار إلى المريخ في فبراير 2021، بالتزامن مع احتفالات الدولة بمرور 50 عاما على تأسيسها”.
وفي سبتمبر دخل رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري التاريخ بصفته أول مواطن من دولة عربية يقيم في محطة الفضاء الدولية، وأول إماراتي يجري مهمة فضائية.