الإفراط في تناول المسكنات يتسبب في تلف الكلى

تونس ـ أوصت الجمعية التونسية لطب الكلى وتصفية الدم وزرع الكلى، بعدم الإفراط في تناول المسكنات دون استشارة الطبيب باعتبار أن الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيروئيدية تتسبب في تلف الكلى والفشل الكلوي إذا ما تم تعاطيها بانتظام.
وأكدت الجمعية التونسية لطب الكلى وتصفية الدم وزرع الكلى، في منشور لها على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أن الكشف والعلاج المبكر يساعدان في الحفاظ على عدم تفاقم أمراض الكلى المزمن أو يؤخران الحاجة إلى الغسيل الكلوي، مشددة على الحاجة المؤكدة إلى إجراء فحص سنوي على الكلى لاسيما بعد تخطي سن الأربعين، وكذلك بالنسبة إلى الأشخاص من ذوي المخاطر العالية الذين يعانون من داء السكري أو ارتفاع ضغط الدم أو السمنة أو لهم توابع سابقة في أمراض الكلى.
ونصحت الجمعية بالحفاظ على اللياقة البدنية من خلال ممارسة الأنشطة الرياضية بانتظام للمحافظة على مستويات طبيعية للسكر في الدم وضغط الدم والتي تحد بدورها من الإصابة بمرض الكلى المزمن.
ودعت إلى ضرورة اتباع نظام غذائي متوازن من خلال تناول الفواكه والخضراوات والتقليل من تناول الأطعمة المكررة والسكريات والدهون وتقليل تناول الملح بعد سن الأربعين للوقاية من ارتفاع ضغط الدم.
واعتبرت الجمعية التونسية لطب الكلى وتصفية الدم وزرع الكلى أن التدخين يمكن أن يؤدي إلى تصلب الشرايين مما يقلل من تدفق الدم إلى الكليتين وبالتالي يخفض من قدرتها على أداء وظيفتها على أكمل وجه، لافتة إلى أن أمراض الكلى عادة ما تكون صامتة ولا تظهر أي أعراض قبل أن تصل إلى مراحل متقدمة لذلك أكدت الجمعية على الفحص المنتظم للكلى.
الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيروئيدية تتسبب في تلف الكلى والفشل الكلوي إذا ما تم تعاطيها بانتظام
بدوره، كشف رئيس الجمعية التونسية لأمراض الكلى وتصفية الدم وزرع الكلى حبيب الصخيري أن أكثر من مليون شخص يعاني من مرض كلوي مزمن في تونس، ويخضع حوالي 14 ألف مريض بالفشل الكلوي لتصفية الدم.
ونصح الصخيري مرضى الكلى الذين يمكنهم الصيام باتباع التعليمات الغذائية والطبية التي تقيهم من الانعكاسات السلبية للصيام على وضعهم الصحي، وبالتوقف عن الصيام عند شعورهم بتعكرات صحية من إرهاق ووهن وتعب وأوجاع في الرأس، مبيّنا أن الشخص الذي يعاني من مرض الكلى المزمن لا يعني أن لديه قصورا كلويا مزمنا بل إن وظائف الكلى تعمل مع وجود بروتينات في البول، لافتا إلى أن الآلاف من التونسيين يعانون من القصور الكلوي.
وأوصى الطبيب مرضى الكلى والسكري وضغط الدم بتفادي قدر الإمكان تناول البروتينات الحيوانية والمأكولات التي تحتوي على الكثير من الأملاح المعدنية وتجنب تناول السكريات سريعة الامتصاص والأكلات الدسمة التي تتسبب في ارتفاع نسبة السكر في الدم.
ويحدث الداء الكلوي في المرحلة النهائية، والذي يُسمى أيضا الفشل الكلوي، عندما يصل مرض الكلى المزمن (الفقدان التدريجي لوظائف الكُلى) إلى حالة متقدمة. ففي الداء الكلوي في المرحلة النهائية، تعجز الكليتان عن أداء وظائفهما بصورة طبيعية تلبي احتياجات الجسم.
وترشِّح الكليتان النفايات والسوائل الزائدة من الدم، والتي تفرَز بعد ذلك في البول. وعندما تفقد الكليتان القدرة على الترشيح، تتراكم مستويات خطيرة من السوائل والكهارل والفضلات داخل الجسم.
ومع الإصابة بالداء الكلوي في المرحلة النهائية، يحتاج المريض إلى الغسيل الكلوي أو عملية زراعة الكلى للبقاء على قيد الحياة. لكن يمكن أيضا اختيار الرعاية التحفُّظية للتحكم في الأعراض لديه، بهدف الوصول إلى أفضل جودة حياة ممكنة خلال الوقت المتبقي من عمره.
وغالبا ما تكون مؤشرات وأعراض داء الكلى غير محددة، ويعني هذا أنها يمكن أن تكون أيضا بسبب أمراض أخرى. ونظرا لقدرة الكلى على تعويض بعض الوظائف المفقودة، فقد لا تظهر مؤشرات وأعراض المرض حتى حدوث أضرار لا يمكن معالجتها.