الإفراط في استهلاك السكر يخلف السمنة وداء السكري من النوع الثاني

السكر الحاضر بقوة في نظامنا الغذائي يمثل أكثر من مجرد مصدر للمذاق الحلو، بل إن آثاره السلبية على الصحة أضحت ظاهرة للعيان.
الاثنين 2023/12/11
أهمية الحد من استهلاك السكر وتغليب البدائل الصحية

الرباط - ظل السكر، على مدى قرون عديدة، المكون السحري الذي يحول وصفة بسيطة إلى تجربة ذات نكهة لا تنسى. ومن المعجنات الناعمة إلى المشروبات المنعشة، يعد السكر جزءا لا يتجزأ من متعة التذوق. بيد أنه، مع توالي السنين، بلغ استهلاك السكر مستويات مهولة، مما أثار مخاوف في صفوف خبراء التغذية.

ويمثل السكر، الحاضر بقوة في نظامنا الغذائي، أكثر من مجرد مصدر للحلاوة، إذ أضحت آثاره السلبية على الصحة ظاهرة للعيان بشكل متزايد. ويرتبط الإفراط في استهلاك السكر بمشاكل صحية مختلفة، منها السمنة وداء السكري من النوع الثاني وأمراض القلب والأوعية الدموية، بالإضافة إلى العلاقة القائمة بين النظام الغذائي الغني بالسكر ومشاكل الصحة العقلية مثل الاكتئاب والقلق.

وللوقاية من هذه المخاطر، أبرزت أمل الصديقي أخصائية التغذية أهمية الحد من استهلاك السكر وتغليب البدائل الصحية، مشددة على ضرورة استيعاب المواطنين للمخاطر المرتبطة بالنظام الغذائي القائم على الإفراط في تناول السكريات.

رغم المتعة التي قد يجدها المرء في تناول السكر إلا أن الإفراط في استهلاكه ينبغي أن يحفز الجميع على التفكير بشكل جدي في آثاره السلبية على الصحة
◙ رغم المتعة التي قد يجدها المرء في تناول السكر إلا أن الإفراط في استهلاكه ينبغي أن يحفز الجميع على التفكير بشكل جدي في آثاره السلبية على الصحة

وأضافت الصديقي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المغرب ليس في منأى عن المشاكل الصحية المرتبطة بالإفراط في استهلاك السكر؛ إذ أضحى تزايد انتشار داء السكري والسمنة أمرا مثيرا للقلق، مما يستدعي ضرورة التركيز على التربية الغذائية لتشجيع الأنماط الغذائية الصحية.

كما شددت على ضرورة توعية الأشخاص، لاسيما صغار السن، بخصوص المصادر الخفية للسكر وتشجيعهم على البدائل الصحية. وردا على سؤال حول العادات الغذائية المغربية، أشارت الأخصائية إلى أن المطبخ المغربي التقليدي غني بالنكهات الطبيعية، وأنه من الضروري الحفاظ على هذه الجوانب مع اللجوء إلى الخيارات الأنسب، موضحة “يمكن أن تكون الفواكه والتوابل والمحليات الطبيعية بدائل صحية للسكر المضاف. إنه توازن دقيق بين الحفاظ على ثقافة الطهي وتبني أنماط حياة أكثر صحة".

ويقول الحسين، الستيني الذي قرر قبل بضع سنوات التخفيف من استهلاك السكر، “منذ أن اتخذت قرار التوقف عن تناول السكر، شهدت حياتي تحولا مذهلا”، وأوضح أنه قبل اتخاذه هذا القرار كان يشعر في الكثير من الأحيان بالتعب والإرهاق، ويعاني من تذبذب مستويات الطاقة، “وبمجرد توقفي عن تناول السكريات المضافة في النظام الغذائي، تغير كل شيء".

وأضاف بنبرة ملؤها الارتياح “أشعر بأنني في حالة جيدة الآن، مع استقرار ضغط الدم وعودة مستوى السكر في الدم إلى طبيعته، بل حتى إنني فقدت بضعة كيلوغرامات دون بذل أي مجهود". ومن خلال التوقف عن تناول السكر، اكتشف الحسين أن هذا القرار نقطة تحول حقيقية في حياته، مكنته من التمتع بصحة أفضل وحياة أمثل.

وعلى الرغم من المتعة التي قد يجدها المرء في تناول السكر إلا أن الإفراط في استهلاكه ينبغي أن يحفز الجميع على التفكير بشكل جدي في آثاره السلبية على الصحة. ويؤكد أخصائيو التغذية باستمرار على أهمية اتّباع نظام غذائي جيد للحفاظ على صحتنا. وبالتالي، فإن كل واحد منا مسؤول عن اتّباع نظام غذائي متوازن من أجل حياة صحية وسليمة.

16