الإصابة بمتحور أوميكرون تعزز الاستجابة المناعية ضد دلتا

كشفت دراسة جديدة أجراها باحثون من جنوب أفريقيا أن زيادة مقاومة "دلتا" لدى المصابين بالمتحور أوميكرون من فايروس سارس كوف - 2 تؤدي إلى تخفيض احتمال تكرار الإصابة به ما يعني أن الإصابة بمتحور أوميكرون تعزز الاستجابة المناعية ضد "دلتا". كما أكدت الدراسة أن متحور أوميكرون أقل فتكا ما يساعد على التخلص من “دلتا”.
بريتوريا - أعلن البروفيسور أليكس سيغال، من المعهد الأفريقي لبحوث الصحة، أن نتائج دراسة أجراها علماء جنوب أفريقيا أظهرت أن الجسم المصاب بمتحور أوميكرون ينتج أجساما مضادة يمكنها تحييد متغير دلتا.
وأشار سيغال إلى أنه لم يتم التحقق من صحة نتائج هذه الدراسة التي شملت حوالي 30 شخصا، بعضهم حصل على تطعيم ضد الفايروس التاجي المستجد والبعض الآخر غير مطعم، وجميعهم مصابون بمتحور أوميكرون.
واتضح من نتائج هذه التجربة أن فاعلية تحييد أوميكرون زادت بمقدار 14 مرة بعد 14 يوما من بداية التجربة، ما يدل على تطور استجابة مناعية خطّية ضد هذا المتحور. كما أن تحييد متغير دلتا زاد بمقدار 4.4 مرة.
وأكد سيغال أن زيادة مقاومة دلتا لدى المصابين بمتحور أوميكرون يمكن أن تؤدي إلى تخفيض احتمال تكرر الإصابة بمتغير دلتا.
ويؤكد سيغال بصورة خاصة على أن متحور أوميكرون -وفقا لبيانات جنوب أفريقيا- أقل ضراوة وهذا يساعد على التخلص من دلتا.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية أن الخطورة التي يمثلها متحور أوميكرون سريع الانتشار لا تزال عالية جدا، وذلك بعد أن قفزت أعداد الإصابات بكوفيد – 19 بنسبة 11 في المئة عالميا الأسبوع الماضي.
وقالت المنظمة في تحديثها الأسبوعي للوضع الوبائي إن أوميكرون وراء ارتفاع الإصابات في العديد من البلدان، بما في ذلك تلك التي تجاوزت متحور دلتا المهيمن سابقا.
وأضافت أن “الخطورة المتعلقة بمتحور أوميكرون الجديد والمثير للقلق تبقى بشكل عام عالية جدا”.
الدراسة التي أجراها علماء جنوب أفريقيا أظهرت أن الجسم المصاب بمتحور أوميكرون ينتج أجساما مضادة يمكنها تحييد متغير دلتا
وتابعت أن “الدلائل المتوافقة تظهر أن لأوميكرون ميزة النمو في وقت مضاعف يتراوح بين يومين وثلاثة مقارنة بدلتا، وقد شهدت العديد من البلدان زيادة سريعة في انتشار الإصابات”، ومن بينها بريطانيا والولايات المتحدة.
وأشارت المنظمة إلى أن “سرعة معدل نمو متحور أوميكرون من المرجح أن تكون مزيجا من القدرة على تفادي الجهاز المناعي وقابلية الانتقال المتزايد ذاتيا”.
ومع ذلك لفتت منظمة الصحة العالمية إلى انخفاض الإصابات بنسبة 29 في المئة في جنوب أفريقيا، الدولة الأولى التي أبلغت عن المتحور في الرابع والعشرين من نوفمبر.
وقالت إن البيانات المبكرة من بريطانيا وجنوب أفريقيا والدنمارك التي تملك حاليا أعلى معدلات الإصابات تشير إلى انخفاض حالات الاستشفاء لدى المصابين بأوميكرون مقارنة بدلتا.
لكن كانت هناك حاجة إلى المزيد من البيانات لفهم حدة الإصابات، بما في ذلك الحاجة إلى أجهزة التنفس الاصطناعي وحالات الوفاة.
كما أن هناك حاجة أيضا إلى المزيد من البيانات المتعلقة بمدى خطورة الإصابة لدى المصابين سابقا أو الذين تلقوا اللقاح المضاد لكوفيد – 19.
وكشفت منظمة الصحة العالمية أنه في الأسبوع الذي انتهى الأحد، وعقب زيادة تدريجية منذ أكتوبر، ارتفع معدل الإصابات الجديدة بفايروس كورونا عالميا بنسبة 11 في المئة مقارنة بالأسبوع السابق، في حين انخفضت الوفيات الجديدة بنسبة 4 في المئة.
وقالت المنظمة “هذا يوازي أقل بقليل من خمسة ملايين إصابة جديدة وأكثر من 44 ألف حالة وفاة”.
وتم الإبلاغ عن أكبر عدد من الإصابات الجديدة في الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا.
وتسابقت دول العالم للإعلان عن ظهور متحوّر أوميكرون من فايروس كورونا المستجد، في مشهد أعاد إلى الأذهان بدايات تفشي وباء كوفيد – 19 الذي انطلقت شرارته من الصين أواخر عام 2019.
ورغم توافر عدة لقاحات معتمدة لمواجهة انتشار الوباء والسرعة التي تتحرك بها دول العالم من أجل تطعيم سكانها بجرعتين من اللقاح، إلا أن المتحوّر الأخير أوميكرون أثار الجدل حول استمرار فاعلية الجرعتين في الوقاية من العدوى وضرورة إضافة جرعة تعزيزية، في ظل الارتفاع غير المسبوق في عدد الإصابات التي تشهدها قارة أوروبا وبريطانيا خاصة.
وحذّرت منظمة الصحة العالمية من أن زيادة حالات الإصابة بأوميكرون ستدفع الأنظمة الصحية الأوروبية نحو حافة الهاوية، وأن “عاصفة أخرى” قادمة، ويجب على الحكومات أن تستعدّ لها جيدًا.

وظهر أوميكرون للمرة الأولى في جنوب أفريقيا في السادس والعشرين من نوفمبر الماضي، ومنها انتقل إلى العالم بسرعة هائلة رغم حظر السفر الذي فرضته عدة دول من وإلى جنوب أفريقيا وبلدان أفريقية مجاورة، وحتى التاسع عشر من ديسمبر الجاري وصل أوميكرون إلى 89 دولة، وفق المنظمة التي صنّفته متحوّرا مثيرًا للقلق؛ لأنه ينتشر انتشارا أسرع من متغير دلتا الذي صنفه العلماء في السابق بأنه “أخطر سلالات كورونا”.
وتشير البيانات الأولية إلى زيادة خطر الإصابة مجددًا بالعدوى بهذا المتحور مقارنة بغيره من المتحورات الأخرى، في حين لا تزال أدوات تشخيص الإصابة بالفايروس بواسطة اختبار تفاعل البوليميراز التسلسلي (بي سي أر) قادرةً على كشف هذا المتحور.
ويحتوي متحوّر أوميكرون على أكبر عدد من الطفرات بين جميع متحوّرات “سارس – كوف – 2” وأبرزها “ألفا” و”بيتا” و”جاما” و”دلتا”، وهناك 32 طفرة موجودة داخل بروتين سبايك، وهو المكون الفايروسي الرئيسي الذي يحدد قدرة الفايروس على تجاوز المناعة والتفاعل مع مضاداته. وتغطي هذه الطفرات تقريبًا جميع الطفرات الرئيسية للسلالات التي سبق اكتشافها، والتي ثبت أنها تغير حساسية الفايروس تجاه التحييد بواسطة الأجسام المضادة الوقائية المكتسبة من العدوى السابقة أو التطعيم بلقاحات كورونا.
وقام باحثون بريطانيون بتحليل التأثير المحتمل للجرعة المعززة من اللقاحات المضادة لفايروس كورونا في مواجهة المتحور الجديد أوميكرون ليصلوا إلى استنتاج مفاده أن الجرعة المعززة يمكن أن توفر حماية ضد الأعراض الخطيرة الناتجة عن المتحور الجديد بنسبة تصل إلى ما يقرب من 85 في المئة.
وتعد درجة الحماية التي توفرها الجرعة المعززة ضد أوميكرون أدنى بقليل من مستويات الحماية التي توفرها الجرعات الأساسية ضد فايروس كورونا بشكل عام.
ورغم ذلك لا تزال الجرعة الإضافية من اللقاحات المضادة للوباء توفر حماية للكثيرين بحيث تحول دون تدهور حالتهم إلى حدٍ يتطلب العلاج داخل المستشفيات.
وأظهر إحصاء لرويترز أن أكثر من 280.82 مليون نسمة أُصيبوا بفايروس كورونا المستجد على مستوى العالم، في حين وصل إجمالي عدد الوفيات الناتجة عن الفايروس إلى خمسة ملايين و707108 وفيات.
وتم تسجيل إصابات بالفايروس في أكثر من 210 دول ومناطق منذ اكتشاف أولى حالات الإصابة في الصين في ديسمبر 2019.