الإسلاميون بالأردن يستعدون لغزو البرلمان بعد تقدمهم في الانتخابات

حزب جبهة العمل الإسلامي يحصل على 32 مقعدا من أصل 138، محققا 44 بالمئة من مقاعد الدائرة العامة المخصصة للأحزاب على مستوى المملكة، بحسب نتائج أولية.
الأربعاء 2024/09/11
انتخابات خيمت عليها حرب غزة

عمان - أظهرت نتائج رسمية أولية اليوم الأربعاء أن الإسلاميين المعارضين في الأردن حققوا مكاسب كبيرة في الانتخابات البرلمانية بدعم من الغضب إزاء حرب إسرائيل في غزة.

واستفاد حزب جبهة العمل الإسلامي، من قانون جديد يستهدف تعزيز دور الأحزاب السياسية في البرلمان المؤلف من 138 مقعدا، على الرغم من استمرار هيمنة العشائر والأطراف الموالية للحكومة على البرلمان.

ووفقا لنتائج أولية اطَلعت عليها رويترز وأكدتها مصادر مستقلة ورسمية فإن حزب جبهة العمل الإسلامي، الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، فاز بما يصل إلى خُمس المقاعد بموجب قانون الانتخابات المعدل والذي يخصص لأول مرة 41 مقعدا بشكل مباشر للأحزاب.

وقال وائل السقا الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي لرويترز "الأردنيون منحونا الثقة الكبيرة بتصويتهم لحزب جبهة العمل الإسلامي. والمرحلة القادمة ستزداد بها المسؤولية على الحزب تجاه الوطن والمواطن".

وقال مراقب عام جماعة الإخوان المسلمين مراد العضايلة في الأردن، الأربعاء، إن حزب جبهة العمل الإسلامي حصل على 32 مقعدا من أصل 138 في الانتخابات النيابية التي شهدتها البلاد الثلاثاء، محققا 44 بالمئة من مقاعد الدائرة العامة المخصصة للأحزاب على مستوى المملكة، بحسب نتائج أولية غير نهائية.

وأضاف العضايلة أن الحزب (الذراع السياسي للجماعة) حصل على 18 مقعدا من أصل 41 للمقاعد المخصصة للأحزاب ضمن الدائرة العامة، وبواقع نحو نصف مليون صوتاً، و14 مقعدا على مستوى الدائرة المحلية.

الإسلاميون يستغلون حرب غزة لزيادة شعبيتهم
الإسلاميون يستغلون حرب غزة لزيادة شعبيتهم

وتواصل الهيئة المستقلة للانتخاب إظهار النتائج الأولية، والتي من المتوقع أن تصدر بصورتها النهائية خلال الساعات القادمة.

وتنافس 1623 مرشحا ضمن 197 قائمة محلية وعامة على مقاعد مجلس النواب (الغرفة الأولى للبرلمان) التي عددها 138 مقعدا، وتُجرى الانتخابات وفق قانون جديد خصّص للأحزاب 41 مقعدا من أصل 138 في استحقاق 2024.

وتمثل الانتخابات مجرد خطوة في عملية التحول الديمقراطي التي أطلقها العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني سعيا إلى عزل الأردن عن الصراعات على حدوده وتسريع وتيرة الإصلاحات السياسية.

وبموجب الدستور، يستأثر الملك بمعظم السلطات، فهو يعين الحكومات ويمكنه حل البرلمان. ويستطيع البرلمان إجبار حكومة على الاستقالة من خلال التصويت بحجب الثقة.

وأبقى القانون الجديد على نظام انتخابي يميل بقوة لصالح مناطق العشائر ومناطق ذات كثافة سكانية منخفضة على حساب مدن مكتظة يشكل الأردنيون من أصل فلسطيني الثقل السكاني فيها وهي مراكز قوة للإسلاميين وبها اهتمام كبير بالسياسة.

وأظهرت النتائج الرسمية الأولية أن نسبة المشاركة من الناخبين المؤهلين البالغ عددهم 5.1 مليون ناخب في الأردن في الانتخابات التي جرت الثلاثاء كانت منخفضة عند 32.25 بالمئة، بزيادة طفيفة عن نسبة 29 بالمئة في الانتخابات السابقة عام 2020.

ويقول المسؤولون الأردنيون إن إجراء الانتخابات عموما وسط استمرار الحرب في غزة والصراعات الإقليمية الأخرى يُظهر الاستقرار النسبي للبلد.

وتم السماح لجماعة الإخوان المسلمين بالعمل في الأردن منذ عام 1946. لكنها صارت محل شكوك بعد أحداث ما يعرف باسم الربيع العربي الذي شهد مواجهات بين الإسلاميين والسلطات في العديد من البلدان العربية.

وقاد الإسلاميون عددا من أكبر الاحتجاجات في المنطقة لدعم حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، حليفتهم الأيديولوجية، وهو ما يقول معارضوهم إنه سمح لهم بزيادة شعبيتهم.