الأهلي يواجه الزمالك في نهائي كأس مصر مثخنا بجراح الدوري

يحتل نهائي كأس مصر بين فريقي الأهلي والزمالك الخميس مساحة كبيرة من اهتمام جمهور الفريقين، ويدخل كل طرف المباراة وهو يأمل في التتويج بهذه البطولة الخاصة، فالأهلي يريد تعويض فقدانه لقب دوري العام الماضي، بينما يسعى الزمالك إلى تأكيد جدارته والجمع بالفوز في البطولتين الأكثر شهرة في مصر.
القاهرة- تترقب الجماهير المصرية مباراة الأهلي والزمالك في نهائي كأس مصر لكرة القدم موسم 2020-2021، المقرر إقامتها يوم غد الخميس. وحجز الأهلي مقعده في نهائي كأس موسم 2020-2021 بعد فوزه على فريق بتروجت، بينما انتصر فريق الزمالك على نظيره فريق أسوان.
يعيش الفريق الأبيض (الزمالك) حالة فنية عالية جعلت جمهوره منتعشا حاليا، حيث يعتلي قمة الدوري الممتاز ويراود إدارته الطموح إلى الفوز بهذه البطولة للعام الثاني على التوالي، ويدخل الفريق الأحمر (الأهلي) نهائي كأس مصر للعام 2020-2021 وهو مثخن بجراح الدوري بعد أن لقي هزيمة السبت الماضي من فريق بيراميدز الذي يحتل المركز الثاني.

◙ ريكاردو سواريز قرر تطبيق سياسة الاستحقاق مع اللاعبين
ويحل الأهلي ثالثا وله مباراتان مؤجلتان الفوز فيهما يمكنه من التقدم نحو المركز الثاني، وهي من المرات النادرة التي يتخلف فيها الأحمر عن اعتلاء القمة أو رديفها فترة طويلة، كما أن هذه المسابقة تشهد منافسة حادة بين الفرق الثلاثة منحتها جاذبية في ظل صعوبة توقع الفريق الفائز هذا العام ببطولة الدوري.
لغز التراجع
أخفق جمهور الأهلي في فك لغز تراجع المستوى الذي يعاني منه الفريق الذي استعان بالمدرب البرتغالي ريكاردو سواريز مؤخرا بدلا من الجنوب أفريقي بيتسو موسيماني الذي استقال من مهمته الشهر الماضي وحقق مع الفريق بطولة أبطال دوري أفريقيا عامين متتالين، ووصل إلى النهائي في النسخة الأخيرة التي فاز بها فريق الوداد المغربي.
حصرت عملية تغيير المدير الفني للأهلي الأزمة في موسيماني، وبعد أيام من تولي سواريز المهمة لم يتحسن الأداء، ومن الطبيعي أن يحتاج الرجل لتظهر بصماته إلى بعض الوقت لإعادة هيكلة الفريق الذي يعاني من إرهاق تلاحق المواسم الكروية بلا انقطاع، حيث يخوض الأهلي نهائي كأس العام الماضي، ويشارك في بطولة الكأس للعام الجاري، بجانب بطولة الدوري الذي لا يزال يتعثر فيها.
تراجع أداء الأهلي الذي لقي هزيمتين من فريقي سموحة وبيراميدز الفترة الماضية جعل جمهوره متشككا في إمكانية فوزه في نهائي الكأس أمام الزمالك الغريم التقليدي له، وجاءت النتيجة في آخر مواجهتين بينهما ببطولة الدوري لصالح الأحمر، حيث هزم الفريق الأبيض في المباراة الأولى بنتيجة 5 مقابل 3، ثم تعادلا 2-2 في الثانية.
يسعى الزمالك إلى إعادة الاعتبار أمام الأهلي وتأكيد قدرته على الفوز في هذه الحالة الفنية العالية، خاصة وأن المواجهة بينهما يعتبرها الجمهور بطولة في حد ذاتها، ويؤدي فوز الأبيض إلى الحصول على بطولة محببة إليه، ما يعني أن مباراة الخميس يغلب عليها الطابع الحماسي، فكل فريق يخوضها بحسابات تستوجب جاهزية فنية معينة.

◙ بيتسو موسيماني استقال من مهمته بعد أن حقق مع الفريق بطولة أبطال دوري أفريقيا عامين متتالين
ربما تكون هزيمة الزمالك أقل وطأة بالنسبة إلى جمهوره، على اعتبار أن الفريق يتصدر بطولة الدوري عن جدارة، لكن هزيمة الأهلي تمثل خيبة جديدة لجمهوره الذي يريد الخروج من الكبوة التي يعاني منها الفريق عبر الفوز بهذه المباراة والكأس معا.
تخطى المدير الفني للأحمر المرحلة الأولى لجس النبض وأصبح أكثر دراية بلاعبيه وإمكانيات كل عضو في الفريق، ووصل إلى التشكيلة الرئيسية التي يمكن أن يخوض بها المباراة الصعبة، وعليه أن يتجاوز مشكلة غياب العديد من نجوم الفريق بسبب الإصابات التي حرمته أبرز لاعبيه، أكرم توفيق وطاهر محمد طاهر وحسين الشحات، فضلا عن تراجع مستوى عدد من نجومه، فالفريق فقد جاهزيته المعتادة.
قرر سواريز تطبيق سياسة الاستحقاق مع اللاعبين، والتي يقيسها من خلال أداء كل عضو في الفريق خلال التدريبات والاستجابة إلى التعليمات، كمحاولة للقضاء على حجز بعض اللاعبين أماكنهم دون النظر إلى المستوى الفني والبدني، وهو ما أدى إلى الاستعانة برأس الحربة حسام حسن بدلا من محمد شريف الذي احتكر مكانه في زمن موسيماني.
خفض جمهور الأهلي سقف توقعاته لنهائي الكأس، وبات التشاؤم يسيطر على شريحة ليست هينة من جمهوره، بدت أكثر استعدادا لتلقي هزيمة تضاف إلى سلسلة الهزائم والتعادلات التي مني بها الفريق في الأسابيع الماضية، في المقابل تفوق الزمالك في غالبية المباريات التي خاضها في الفترة نفسها.
ونجح مدرب الفريق الأبيض البرتغالي جوسفالدو فيريرا خلال فترة وجيزة من توليه المهمة في تجهيز لاعبي الزمالك ووضعهم في حالة فنية مكنتهم من الفوز في عدد كبير من المباريات الصعبة، مستفيدا من خبرته السابقة في تدريب الفريق، ومستعينا بعدد من الوجوه الصاعدة التي منحها فرصة المشاركة ولم تخذله.
صعوبات كبيرة
مرت مسابقة كأس مصر التي يقام النهائي فيها الخميس بين الأهلي والزمالك بصعوبات هددت استمرارها، لأن جدول المباريات ازدحم وأعاق انتشار فايروس كورونا استئنافها بصورة منتظمة، وعندما فكر اتحاد الكرة في الإلغاء وجد أن هذه الخطوة ستكلفه خسائر مادية كبيرة، لأن الشركة الراعية للمسابقة اعتزمت المطالبة باسترداد مستحقاتها المالية التي دفعتها سلفا في هذه البطولة.
المدير الفني للأحمر سواريز تخطى مرحلة جس النبض الأولى وأصبح أكثر دراية بلاعبيه وإمكانيات كل عضو في الفريق
بعد أخذ ورد تقرر استكمال مسابقة كأس مصر للعام المنصرم، على الرغم من بدء مسابقة العام الجاري، وإجراء بطولة جديدة باسم كأس الرابطة تنظمها رابطة الأندية التي تشكلت حديثا وتريد أن تثبت جدارتها واستحقاقها بالإشراف على مسابقات كرة القدم في مصر، وانتهت نسختها الأولى بفوز فريق فيوتشر بها، وخروج فريقي الأهلي والزمالك من الدور الأول بعد أداء فني هزيل من الجانبين.
أوجد الخروج المبكر للفريقين من كأس الرابطة حافزا للسعي إلى الفوز بهذه النسخة من كأس مصر لأسباب معنوية، وحاول المدير الفني لكل من الأهلي والزمالك التركيز في التدريبات على نقاط الضعف بالفريق الآخر، واستغلال عناصر القوة التي يمتلكها. إذا كان فوز الأحمر يعيد إلى لاعبيه جزءا من الثقة التي تراجعت معالمها في الفترة الماضية، فهو يمنح الزمالك دفعة معنوية ويعزز فرصه في الفوز ببطولة الدوري الممتاز لهذا العام، لأن نتيجة مباراة الكأس لا تحتمل القسمة على اثنين، ولابد من فريق فائز يحتل منصة التتويج وسط حالة من الترقب الجماهيري.