الأماكن المفتوحة المكيفة.. رهان قطر لمواجهة عائق حرارة الصيف

الدوحة - لسنوات طويلة ظل الطقس الحار خلال فصل الصيف عقبة أمام الأنشطة السياحية في الأماكن المفتوحة في دول الخليج العربي، وقد حرصت دولة قطر خلال الفترة الماضية على تطوير بنية تحتية قوية من خلال التوسع في إنشاء المساحات المفتوحة مكيفة الهواء في عدة مناطق ذات طابع سياحي ما يتيح للزوار المقيمين والزوار الأجانب التجول فيها دون الاكتراث لعائق حرارة الجو.
وفي مقدمة الوجهات السياحية التي نجحت في تحقيق المعادلة الصعبة لتجمع بين توفير تجربة سياحية حرة وتجنب حرارة الطقس في قطر، وفي نفس الوقت تعتمد معايير الاستدامة البيئية، “حديقة أم السنيم” التي تضم مسارا مكيفا للمشي والجري بطول 1143 مترا، ودخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية في عام 2022 كأطول مسار مكيف للمشي والجري في العالم. كما تضم الحديقة 88400 متر مربع من المساحات الخضراء ونحو ألف شجرة ومسار للدراجات الهوائية بطول 1135 مترا ومناطق متعددة مجهزة بمعدات اللياقة البدنية، فضلا عن مناطق لألعاب الأطفال والعشرات من المواقف للدراجات الهوائية.
130
ألف متر مربع مساحات خضراء تتيح للطلاب والزوّار تحسين لياقتهم البدنية والفكرية،
وتعد حديقة أم السنيم واحدة من أهم الحدائق الكبرى في قطر، ويعمل نظام تكييف مسار المشي والجري بالحديقة وفق معايير صديقة للبيئة تعتمد الألواح الشمسية لتوليد نسبة كبيرة من الطاقة الكهربائية اللازمة لتشغيل أنظمة التكييف. وتمثل الحديقة وجهة مثالية للاسترخاء وممارسة الرياضة في ممشى لا تتجاوز درجة الحرارة فيه 25 درجة مئوية خلال فصل الصيف.
كما تعتبر “حديقة الأكسجين” في المدينة التعليمية بمنطقة الريان تحفة معمارية مكيفة أخرى، وهي مثال رائع على الدمج بين الطبيعة والهندسة المعمارية المستدامة، إذ تعتبر “رئة خضراء” للمدينة التي تضم جامعات وكليات عالمية شهيرة. وتحوي حديقة الأكسجين مساحات خضراء تصل إلى 130 ألف متر مربع، وتتيح للطلاب والزوّار تحسين لياقتهم البدنية والفكرية، واستكشاف العلاقة التكافلية بين الأكسجين والنباتات والحياة الصحية، وهو ما جعلها مقصدا جذابا للمقيمين والزائرين لدولة قطر بفضل مسارات الركض والملاعب متعددة الأغراض وملاعب الكرة الطائرة.
حديقة أم السنيم واحدة من أهم الحدائق الكبرى في قطر، ويعمل نظام تكييف مسار المشي والجري بالحديقة وفق معايير صديقة للبيئة تعتمد الألواح الشمسية
وتمتاز حديقة الأكسجين بتصميم معماري يحوي خصائص مغايرة في التضاريس تعمل على توجيه الرياح إلى المنتزه، كما أنها تضم تلالاً متفاوتة الارتفاعات وممرات تربط بين المساحات السفلية والعلوية. والحديقة مُزوّدة بمكيفات الهواء في الممرات المغطاة لتعزيز تجربة الزوّار؛ ما يجعلها أكثر برودة من المساحات المحيطة بها على مدار العام.
ولا تقتصر الأماكن المفتوحة المكيفة في قطر على الحدائق فقط، وإنما تمتد لعدد من المقاصد السياحية والتجارية الرئيسية في البلاد وبينها “جزيرة المها” في مدينة الوسيل، والتي تعتبر من أهم المقاصد السياحية، وتتميز بتنوع المطاعم والمقاهي المميزة وتتراوح الحرارة فيها بين 26 و28 درجة مئوية في الصيف.
كما تضم قائمة المقاصد السياحية المهمة في منطقة الوسيل أيضا، والتي توفر المساحات المفتوحة مكيفة الهواء خلال فصل الصيف، درب لوسيل الذي تحول خلال السنوات الأخيرة إلى منطقة جذب سياحي قوية في العاصمة القطرية من خلال توفير مجموعة كبيرة من الخدمات التي تشمل التسوق والترفيه والثقافة في مكان واحد.
كما يوفر مساحات مفتوحة بدرجات حرارة منخفضة بفضل تكييف أغلب ساحاته التي تشهد فعاليات عدة يتوافد عليها عدد كبير من الجمهور في المناسبات والعطلات، بعد أن أصبح وجهة أساسية للعائلات والسياح للترفيه والتسوق.