الأكراد الإيرانيون في العراق يأملون في انتصار الثورة الإيرانية

الاحتجاجات المتصاعدة في إيران تبعث الأمل في الأكراد الإيرانيين المقيمين في كردستان العراق.
السبت 2022/10/08
نتابع الأوضاع بدقة

أربيل - يترقب الأكراد الإيرانيون المقيمون في كردستان العراق، الاحتجاجات المتصاعدة في إيران منذ الأسبوع الماضي، علها تتحول إلى ثورة تطيح بالنظام السياسي الذي هجّرهم ويلاحقهم في كل مكان، ويتمكنون من العودة إلى بلادهم.

ورغم مرور أكثر من عشرة أعوام على فراره إلى ملاذ آمن في شمال العراق، فإن الناشط الكردي الإيراني سيروان حسن لا يستطيع أن يغض الطرف عن أخبار الاحتجاجات التي اجتاحت إيران، بسبب وفاة الشابة الكردية مهسا أميني بعدما احتجزتها شرطة الأخلاق الشهر الماضي.

وقال حسن، وهو واحد من حوالي عشرة آلاف ومئتي كردي إيراني مسجلين كلاجئين أو طالبي لجوء في إقليم كردستان في شمال العراق، إن “الثورة” التي بدأت في المنطقة الشمالية الغربية لإيران، حيث يعيش معظم الأكراد، قبل أن تمتد إلى شتى أنحاء البلاد، استحوذت على تفكيرهم جميعا. ويقدّر عدد الأكراد الإيرانيين بنحو عشرة ملايين.

وحسن، الذي يبلغ من العمر 40 عاما، كان يوما مقاتلا من البيشمركة الكردية، وفر من إيران بعد اعتقاله لفترة وجيزة قبل نحو 14 عاما.

خالد عبدالله زادة: أخشى العودة إلى إيران أو حتى الحصول على وثائقي الرسمية

ويقول “أمسك بهاتفي في يدي… لأتابع الأخبار وأعرف ما حدث حتى لو كنت في العمل”.

وأضاف “إنهم يترقبون ليروا أين ستصل الثورة؟ ماذا سيحدث للشعب؟

هل سيُقتلون؟ هل سينجحون أم سيفشلون؟ بصراحة، الأمر يسيطر على أرواحنا”.

واندلعت الاضطرابات التي تعصف بإيران منذ ما يقرب من ثلاثة أسابيع بعد وفاة مهسا أميني البالغة من العمر 22 عاما، والتي تم احتجازها لارتدائها ملابس اعتبرتها شرطة الأخلاق الصارمة في الجمهورية الإسلامية “غير لائقة”.

وقال الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي هذا الأسبوع إن وفاة أميني “حطمت قلبي بشدة”، لكنه عبّر عن دعمه الكامل لقوات الأمن التي تواجه الاضطرابات، التي قالت جماعات حقوقية إن أكثر من 150 شخصا قتلوا فيها.

وقد تكون تعليقات خامنئي نذيرا بحملة قمع أكثر صرامة ضد المتظاهرين، لكن حسن قال إنهم لن يتراجعوا.

وأضاف “لقد شاركنا في احتجاجات سابقة، لكن الأمر مختلف هذه المرة. لقد نزلوا إلى الشوارع في وحدة تامة. آمل مع ثباتنا أن نحقق نتائج”.

وامتدت الاحتجاجات إلى كل أقاليم إيران البالغ عددها 31 إقليما، لكنها أكثر حدة في المناطق الشمالية الغربية حيث يعيش معظم الأكراد. وردت إيران بقصف جماعات المعارضة الكردية - الإيرانية داخل العراق.

وتصنّف الجمهورية الإسلامية التنظيمات المسلّحة الكردية التي تتواجد في العراق منذ ثمانينات القرن العشرين، بأنّها “إرهابية” وتتهمها بشنّ هجمات على أراضيها.

ووصل الأمر إلى حد أن مسؤولا عسكريا إيرانيا اتهم تلك التنظيمات المعارضة بالتواطؤ في “أعمال شغب”، خلال الحركة الاحتجاجية الضخمة التي تشهدها إيران منذ منتصف سبتمبر.

وقال الحرس الثوري الإيراني في الثامن والعشرين من سبتمبر إنه أطلق صواريخ وطائرات مسيّرة على أهداف للمسلحين. وقالت السلطات في العراق إن 14 شخصا قتلوا بينهم رضيع.

وقال حسن “هذه ليست المرة الأولى”، مضيفا أنه يخشى وقوع المزيد من الضربات.

حلم العودة كبير
حلم العودة كبير

وفي عام 2018، قتل 11 شخصا في هجوم على الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني، وهو جماعة معارضة مسلحة تقاتل من أجل قدر أكبر من الحكم الذاتي لأكراد إيران.

والحزب واحد من جماعات المعارضة الكردية – الإيرانية ذات الميول اليسارية التي تتخذ من الإقليم الكردي المتمتع بالحكم الذاتي في شمال العراق مقرا.

وقبل أكثر من عشرين عاما، كان خالد عبدالله زادة لفترة وجيزة مقاتلا في صفوفه. وغادر بعد عامين لإكمال دراسته ويعمل الآن مهندس برمجيات، لكنه يقول إن وضعه خطير.

فهو مثل حسن، يخشى العودة إلى إيران أو حتى دخول بعثة دبلوماسية إيرانية في العراق لتجديد جواز سفره. وقال “أود السفر إلى دول أخرى، لكن لا يمكنني ذلك لأنني لا أملك جواز سفر”.

وقالت جيلا مستجير، من جماعة هينغاو الكردية - الإيرانية الحقوقية، إن العازمين على المغادرة يحتاجون إلى مبالغ مالية كبيرة وتنتظرهم رحلات محفوفة بالخطر. وأضافت “الطريق الوحيد المتبقي أمام الناس لمغادرة البلاد، والتمتع بحياة آمنة، هو فعل ذلك بشكل غير قانوني. وتعرفون مدى صعوبة هذا الطريق”.

وتتابع هينغاو الاحتجاجات وتجمع المعلومات عن الضحايا والاعتقالات. ومن بين المعتقلين أقارب لفرهاد سليمان بور، وهو عضو سابق في جماعة معارضة ومدرس لطلاب المرحلة الثانوية، يعيش في أربيل عاصمة منطقة كردستان العراقية، ولكنه في الأصل من نفس بلدة أميني.

وقال “أتمنى لو كان بوسعي أن أعود إلى إيران الآن، لكنني لا أستطيع”.

وردا على سؤال عما إذا كان يتوقع فرار أحد من أقاربه والانضمام إليه في العراق، قال سليمان بور إنه يأمل في بقائهم هناك. وأضاف “يجب أن نستمر ونفعل كل ما في وسعنا في مواجهة الحكومة الإيرانية”.

7