الأغذية فائقة المعالجة تزيد مخاطر الإصابة بباركنسون

يؤكد خبراء الصحة أن الأغذية فائقة المعالجة يمكن أن تزيد من أعراض الإصابة بالشلل الرعاش ومن ذلك النقانق وحبوب الإفطار والمشروبات الغازية المحلاة، ومن أعراض الإصابة اضطرابات النوم والاكتئاب وضعف الرؤية وتراجع القدرة على الشم.
سان فرانسيسكو (الولايات المتحدة) - كشفت دراسة علمية أجريت في الصين أن الإفراط في تناول الأغذية فائقة المعالجة يزيد مخاطر الإصابة بالأعراض المبكرة للشلل الرعاش (باركنسون).
ويؤكد الباحثون من جامعة فودان الصينية أن الأشخاص الذين يتناولون كميات كبيرة من الأغذية فائقة المعالجة مثل النقانق وحبوب الإفطار والمشروبات الغازية المحلاة تتزايد لديهم احتمالات الإصابة المبكرة بالأعراض الأولية بمرض الشلل الرعاش.
وشملت الدراسة التي نشرتها الدورية العلمية “نورولوجي” المتخصصة في طب الأعصاب نحو 43 ألف شخص بالغ مع متابعة حالتهم الصحية على مدار 26 عاما، حيث كانت تجرى لهم اختبارات صحية مستمرة مع ملء استبيانات بشأن حالتهم الصحية وعاداتهم الغذائية مرة كل عامين إلى أربعة أعوام.
وفي إطار الدراسة، بحث العلماء عن أي أعراض أولية تخص مرض الشلل الرعاش لدى أولئك الذين يفرطون في تناول الأغذية فائقة المعالجة، ومن بين هذه الأعراض اضطرابات النوم وميول اكتئابية وأوجاع بالجسم، واضطراب الرؤية وضعف القدرة على الشم، والنوم الزائد في ساعات النهار.
وأكد الباحثون أن الأشخاص الذين يتناولون 11 صنفا من الأغذية أو المشروبات فائقة المعالجة على مدار اليوم، تتزايد لديهم بواقع مرتين ونصف احتمالات الإصابة بثلاثة أعراض أو أكثر من أعراض الشلل الرعاش، مقارنة بالأشخاص الذين يستهلكون أقل من ثلاثة أصناف من الأغذية فائقة المعالجة يوميا.
الأعراض تتمثل في اضطرابات النوم وميول اكتئابية وأوجاع بالجسم، واضطراب الرؤية وضعف القدرة على الشم، والنوم الزائد في ساعات النهار
وأكد الباحثون أن هذه الدراسة لا تثبت بشكل نهائي أن تناول الأغذية فائقة المعالجة تؤدي إلى الإصابة بالشلل الرعاش، ولكنها تسلط الضوء على العلاقة الارتباطية بينهما.
وأشار رئيس فريق الدراسة في تصريحات أوردها الموقع الإلكتروني “هيلث داي” المتخصص في الأبحاث الطبية إلى أنه “في حين يتعين إجراء المزيد من الأبحاث بشأن هذه العلاقة، من الأفضل الحرص على تقليل تناول الأغذية فائقة المعالجة والاهتمام بتناول الأغذية الصحية المفيدة من أجل الحفاظ على سلامة الجسم والمخ.”
وداء باركنسون اضطراب حركي يصيب الجهاز العصبي ويتفاقم بمرور الوقت. والجهاز العصبي هو شبكة من الخلايا العصبية التي تتحكم في العديد من أجزاء الجسم، بما في ذلك الحركة.
وتبدأ الأعراض ببطء. قد يكون أول الأعراض ظهورا رعاشا لا يكاد يلحظ في يد واحدة فقط أو أحيانا في القدم أو الفك. الرعاش شائع عند الإصابة بداء باركنسون. لكن قد يسبب الاضطراب أيضا تيبّسا وتباطؤا في الحركة وصعوبة الاتزان ما يزيد من خطر السقوط.
وفي المراحل المبكرة من داء باركنسون، قد يظهر على وجه الشخص بعض التعبيرات القليلة أو لا تظهر على الإطلاق. وقد لا تتأرجح ذراعاه أثناء المشي. وقد يصبح النطق ضعيفا أو غير واضح. وتزداد الأعراض سوءا بمرور الوقت.
وعلى الرغم من أن داء باركنسون لا شفاء له، فإن الأدوية قد تساعد على تحسين الأعراض. في بعض الأحيان قد يقترح اختصاصي الرعاية الصحية إجراء عملية جراحية للمساعدة على التحكم في أجزاء من الدماغ، وقد تساعد هذه العملية الجراحية على تخفيف الأعراض.
الدراسات توصي بتقليل الأطعمة المصنعة، مثل: الأطعمة المعلبة والمشروبات الغازية (العادية والدايت) والأطعمة المقلية
وقد تختلف أعراض داء باركنسون من شخص إلى آخر. وقد تكون الأعراض المبكرة خفيفة، بل إنها قد لا تلاحظ. وغالبا ما تبدأ الأعراض في جانب واحد من الجسم، ثم تؤثر في كلا الجانبين. وعادةً ما تكون الأعراض أسوأ في جانب واحد من الآخر. كما تتشابه بعض أعراض داء باركنسون مع أعراض الاضطرابات الأخرى.
وقد تشمل أعراض داء باركنسون ما يأتي:
ـ الرُّعاش: يبدأ هذا الارتجاف المنتظم عادةً في اليدين أو الأصابع. وفي بعض الأحيان يبدأ الرُّعاش في القدم أو الفك. وقد يبدأ الشخص بالفرك على طول الإبهام والسبابة. وتُعرف هذه الحالة باسم رُعاش لفّ الأقراص. قد ترتعش يد الشخص عندما يكون في وضع الراحة أو عندما يكون متوترا. وقد يلاحظ أنه يرتجف بشكل أقل عندما ينجز مهمة ما أو يتحرك.
والحركة البطيئة، تُسمى أيضا بطء الحركة. وقد يؤدي داء باركنسون إلى إبطاء حركة الشخص، ما يجعل المهام البسيطة أصعب. فقد يكون من الصعب النهوض من الكرسي أو الاستحمام أو ارتداء الملابس. وقد تكون لديه تعبيرات أقل على وجهه. وقد يكون الرَّمش صعبا.
- تيبّس العضلات: قد يصاب الشخص بتيبس العضلات في أي جزء من جسمه. قد يشعر بتوتر وألم في عضلاته، وقد تكون حركات ذراعه قصيرة ومتشنجة.
- ضعف وضعية الجسم والتوازن: قد يتخذ الجسم وضعية منحنية. وقد يسقط أو يصاب بمشكلات في التوازن.
- فقدان الحركات التلقائية: قد تقل قدرته على فعل حركات معينة يفعلها عادةً دون تفكير، بما في ذلك الرَّمش أو الابتسام أو تأرجح الذراعين أثناء المشي.
- تغيُّرات الكلام: قد يتحدث الشخص بهدوء أو بسرعة أو يتلعثم أو يتردد قبل الكلام. وقد يكون الكلام على وتيرة واحدة أو بنبرة رتيبة، على غير طريقة الكلام المعتادة.
- تغيّرات في الكتابة: قد يواجه صعوبة في الكتابة، وقد تبدو كتابته مبهمة وبخط صغير.
- أعراض غير حركية: قد تشمل هذه الأعراض الاكتئاب والقلق والإمساك ومشكلات النوم. وقد تشمل أيضًا محاكاة الأحلام في الواقع، والحاجة إلى التبول بشكل متكرر، وصعوبة الشم، ومشكلات في التفكير والذاكرة، والشعور بالتعب الشديد.
ورغم أن تأثير الدهون المشبعة على باركنسون لا يزال قيد الدراسة، فإن بعض الأبحاث تشير إلى أن الأنظمة الغذائية التي تحتوي على نسب عالية من الدهون المشبعة قد تزيد من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة، بما في ذلك مرض باركنسون.
وتشمل الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة:
لحوم الأبقار والزبدة والجبن وزيت النخيل والمخبوزات والمقليات.
وبالمقابل، تشير دراسات محدودة إلى أن حمية الكيتو، التي تعتمد على نسب عالية من الدهون، قد توفر فوائد لبعض مرضى باركنسون، لكن الأدلة غير حاسمة.

وتُعد صعوبة المضغ والبلع من الأعراض الشائعة لباركنسون، حيث يعاني حوالي 80 في المئة من المرضى من مشاكل في البلع مع تقدم المرض. لذلك، يُفضل اختيار الأطعمة سهلة المضغ والبلع، مع استشارة معالج لغوي لتحسين عملية البلع.
وتوصي الدراسات بتقليل الأطعمة المصنعة، مثل: الأطعمة المعلبة والمشروبات الغازية (العادية والدايت) والأطعمة المقلية.
وترتبط هذه الأطعمة بتسريع تقدم المرض، كما قد تؤثر سلبا على صحة الأمعاء، مما يفاقم الأعراض.
وتعد الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة مفيدة لمرض باركنسون.
وتساعد مضادات الأكسدة في مكافحة الإجهاد التأكسدي، وهو خلل بين مضادات الأكسدة والجذور الحرة يحدث مع باركنسون.
تشمل الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة: المكسرات مثل الجوز، والمكسرات البرازيلية، الفستق والتوت: التوت الأزرق، والكرز، والخضراوات الليفية: السبانخ، الكرنب، والخضراوات من العائلة الباذنجانية: الطماطم، الباذنجان.
واعتماد نظام غذائي نباتي يعتمد على هذه المكونات قد يعزز من مستويات مضادات الأكسدة في الجسم.
ويحتوي الفول الأخضر على الليفودوبا، وهو مركب موجود في بعض أدوية باركنسون، ورغم فوائده المحتملة، إلا أن الكميات غير المحددة من الليفودوبا تجعل من الصعب استخدامه كبديل للأدوية الموصوفة.
كما تساهم أحماض أوميغا ـ 3 الدهنية في تحسين وظائف الدماغ لدى مرضى باركنسون. تتوفر هذه الأحماض في السلمون والسردين وبذور الكتان وفول الصويا.
كما أظهرت بعض الأبحاث أن النظام الغذائي المتوسطي، الغني بأوميغا -3 ومضادات الأكسدة، قد يقلل من خطر التدهور العقلي المصاحب لباركنسون.