الأطفال أكثر عرضة للعدوى بالسلالة الجديدة للفايروس

لندن- قال علماء إن سلالة جديدة من فايروس كورونا تنتشر بسرعة في بريطانيا تحمل طفرات قد تعني أن الأطفال معرضون للإصابة بهذه السلالة مثل الكبار خلافا للسلالات السابقة للفايروس.
وقال علماء من المجموعة الاستشارية للتهديدات الفايروسية الجديدة والناشئة للجهاز التنفسي الحكومية التي تتابع السلالة الجديدة في إيجاز للصحافيين عن أحدث النتائج، إنها أصبحت سريعا السلالة السائدة في جنوب بريطانيا وإنها قد تنتشر سريعا أيضا في أرجاء البلاد.
وقال بيتر هوربي، وهو أستاذ للأمراض المعدية الناشئة في جامعة أكسفورد ويرأس المجموعة الاستشارية، “لدينا الآن ثقة كبيرة في أن هذه السلالة لديها بالفعل صفة انتقال أكبر مقارنة بالسلالات الأخرى من الفايروس في المملكة المتحدة”.
وقال نيل فرجسون أستاذ وعالم الأوبئة والأمراض المعدية في لندن إمبريال كوليدج وعضو المجموعة الاستشارية “هناك إشارة إلى أن لديها ميل أعلى لإصابة الأطفال”. وأضاف “لم نثبت أي نوع من السببية بخصوص ذلك، لكن يمكننا رؤية ذلك في البيانات. لا نزال بحاجة إلى جمع المزيد من البيانات لنرى كيف تتصرف”.
وقالت ويندي باركلي، وهي أستاذة في المجموعة الاستشارية ومتخصصة في علم الفايروسات في لندن إمبريال كوليدج، إن من بين الطفرات في السلالة الجديدة تغيرات في طريقة دخولها الخلايا البشرية التي قد تعني “أن الأطفال، ربما قد يكونوا معرضين كذلك للإصابة بهذا الفايروس مثل البالغين”. ومضت تقول “بالتالي، من المتوقع أن نرى إصابة عدد أكبر من الأطفال”.
وكانت دراسات سابقة خلصت إلى أن معظم الأطفال الذين يصابون بالفايروس تكون إصابتهم معتدلة أو لا تظهر عليهم أي أعراض. بيد أن السلالة الجديدة تلقي الضوء حول مسألة لم تُحل بعد؛ هي إلى أي مدى يمكن للأطفال أن يتسببوا في نقل الفايروس إلى الآخرين وتفشي المرض.
وسبق أن أكد البروفيسور راسل فينر عميد الكلية الملكية لطب وصحة الطفل البريطانية أن العلماء متأكدون من أن الأطفال قد يلتقطوا الفايروس، إلا أنه أشار أيضا إلى أن البيانات المستخلصة من فحوصات الأجسام المناعية في الدم تشير إلى أنهم أقل عرضة لالتقاط الفايروس من البالغين، ولاسيما الأطفال تحت سن 12 عاما.
كما أن العلماء واثقون جدا من أن الأطفال أقل احتمالا من البالغين لأن يصبحوا مرضى، حتى لو التقطوا الفايروس، والعديد منهم لا تظهر عليهم أي أعراض إطلاقا. وهذا ما أكدته دراسة علمية بريطانية نشرت الجمعة.
ويؤكد الأطباء على أهمية استمرار العمل بقواعد التباعد الاجتماعي والنظافة والتعقيم بشكل جيد مع عودة الأطفال إلى الدوام في المدارس. وتقول دراسة استبانية سابقة إن 47 في المئة من الأطفال الذين يصابون بفايروس كورونا المستجد لا تظهر عليهم أي أعراض لمرض كوفيد – 19.
أما بين من ظهرت عليهم الأعراض، فكانت الحرارة أكثر شيوعا بنسبة 70.6 في المئة، ثم الصداع (24.5 في المئة) والإعياء (24.3 في المئة) ثم الإسهال (16.3 في المئة). وحتى حين تظهر أعراض كوفيد – 19، فإنهم قلما يدخلون المستشفى لأجل تلقي العلاج، على غرار الأكبر سنا، ممن يشكل الوباء خطرا فعليا على حياتهم.