الأطعمة غير الصحية تحصد خمس وفيات العالم

الأغذية ذات المستويات العالية من السكر والملح والدهون المضرة بالصحة تمثل عوامل خطورة تسبب الكثير من أمراض القلب والجلطات والسكري وأيضا السرطان.
الخميس 2019/04/11
الأغذية السيئة مسؤولة عن وفيات أكثر من أي عامل خطورة آخر في العالم

تولي الأخبار المتخصصة في الصحة والتغذية أهمية كبرى للتنبيه لخطر الأطعمة كثيرة الملح والسكر واللحوم الحمراء والمصنعة، بشكل يوحي للمتابع أنها وحدها تشكل النظام الغذائي غير الصحي وهذا يعني أن التخفيض منها أو التوقف عن تناولها يضمن الحصول على صحة جيدة، لكن الحقيقة أن ذلك غير كاف بالمرة وأن النظام الصحي يرتكز أساسا على رفع كميات الفواكه والخضروات والمكسرات لأن في قلتها خطرا أكبر.

واشنطن- أظهرت دراسة عالمية أن 11 مليون حالة وفاة مسجلة في العالم عام 2017 ارتبطت بأغذية غير صحية شملت مستويات عالية من السكر والملح واللحوم المصنعة ساهمت في الإصابة بأمراض القلب والسرطان والسكري.

ووجدت الدراسة التي نشرت نتائجها في دورية لانست الطبية أن من بين 195 دولة غطتها الدراسة كانت النسبة الأعلى للوفيات المرتبطة بالأغذية في أوزبكستان. وجاءت الولايات المتحدة في المرتبة الثالثة والأربعين، بينما حلت بريطانيا والصين والهند في المراكز 23 و140 و118 على الترتيب.

وفي المتوسط كان استهلاك أغذية أكثر فائدة للصحة مثل المكسرات والبذور واللبن والحبوب الكاملة منخفضا للغاية. وتناول الناس المشروبات المحلاة واللحوم المصنعة والملح بصورة مفرطة. وتسبب هذا في واحدة من بين كل خمس وفيات مسجلة عام 2017 ارتبطت بأغذية غير صحية.

وتتبعت الدراسة التي حملت عنوان “العبء العالمي للأمراض” اتجاهات استهلاك 15 عنصرا غذائيا خلال الفترة بين عامي 1990 و2017. وقال كريس موراي مدير معهد القياسات الصحية والتقييم بجامعة واشنطن والذي قاد الدراسة إنها “تؤكد ما كان يعتقده كثيرون لسنوات عديدة”. وأضاف موراي “الأغذية السيئة مسؤولة عن وفيات أكثر من أي عامل خطورة آخر في العالم”.

ووجدت الدراسة أن الناس تناولوا 12 بالمئة فقط من كمية المكسرات والحبوب الموصى بها وهي ثلاثة غرامات في المتوسط يوميا مقارنة بنحو 21 غراما موصى بها وكان استهلاكهم من المشروبات المحلاة أكثر من عشرة أضعاف الكمية المسموح بها.

ووفقا للدراسة، من بين الأطعمة الصحية الغائبة عن معظم الوجبات الغذائية حول العالم هي المكسرات والبذور. وقد بينت أهميتهما الشديدة نتائج دراسة “النظام الغذائي لكوكب الأرض”، التي نشرت في يناير الماضي وأوضحت آنذاك أنها من بين سبل إنقاذ أرواح البشر والكوكب.

وقالت البروفيسور نيتا فوروهي من جامعة كامبريدج “التصور هو أنها (المكسرات) عبوات صغيرة من الطاقة ستجعلك بدينا، في حين أنها مليئة بالدهون الجيدة. ومعظم الناس لا يرون المكسرات كطعام رئيسي، والمشكلة الأخرى هي التكلفة”.

ومن المعلوم أيضا أن الأغذية ذات المستويات العالية من السكر والملح والدهون المضرة بالصحة تمثل عوامل خطورة تتسبب في الكثير من أمراض القلب والجلطات والسكري وأنواع كثيرة من السرطان.

ووفق هيئة الإذاعة البريطانية، يقول الباحثون إن هذه الدراسة لا تتعلق بالسمنة، وإنما بالأغذية “رديئة الجودة”، التي تضر بالقلب وتسبب السرطان.

واستخدم التحليل الأخير تقديرات للعادات الغذائية للدول، لتحديد كيف ترتبط العادات الغذائية غالبا بالوفاة المبكرة

الترويج للألياف والمكسرات يساعد على ترشيد الخيارات
الترويج للألياف والمكسرات يساعد على ترشيد الخيارات

وكانت الأنظمة الغذائية الخطرة هي التي تشمل الآتي:

  • كميات كبيرة من الملح؛ 3 ملايين حالة وفاة.
  • كميات قليلة للغاية من الحبوب الكاملة؛ 3 ملايين حالة وفاة.
  • كميات قليلة للغاية من الفاكهة؛ 2 مليون حالة وفاة.

كما شملت المستويات القليلة- من المكسرات والبذور والخضروات والمأكولات البحرية الغنية بالأوميغا 3 والألياف- الأسباب الرئيسية الأخرى للوفاة. وأكد البروفيسور موراي “توصلنا إلى أن النظام الغذائي هو أحد العوامل الرئيسية المؤثرة على الصحة حول العالم. إنه خطير حقا”.

وفي تحليل الطريقة التي تتسبب فيها الأطعمة غير الصحية بالوفاة، نشرت هيئة الإذاعة البريطانية تقريرا تفصيليا بينت فيه أن نحو 10 ملايين، من بين 11 مليون حالة وفاة مرتبطة بالنظام الغذائي، كانت بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية، وهذا ما يفسر لماذا يمثل الملح مشكلة كبيرة.

فتناول كميات كبيرة من الملح يرفع ضغط الدم، وهذا بدوره يزيد من مخاطر الإصابة بنوبات قلبية وسكتات دماغية. ويمكن أن يكون للملح أثر مباشر على القلب والأوعية الدموية، ما قد يؤدي إلى فشل في وظائف القلب، عندما لا يعمل بفعالية.

بينما للحبوب الكاملة والفواكه والخضروات تأثير معاكس، فهي “وقائية للقلب والأوعية الدموية” وتقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب.

ويتسبب مرض السرطان والسكري من الفئة الثانية في بقية حالات الوفاة، المرتبطة بالأنظمة الغذائية. وتجدر الإشارة إلى أنه لا وجود لدولة بالعالم بها نظام غذائي مثالي، وتفضل كل دولة جزءا ما من نظام غذائي صحي مقارنة بغيرها.

وفي الوقت الذي أطنبت فيه الأخبار المتخصصة في الصحة والتغذية، خلال السنوات الأخيرة، في الحديث عن أضرار الدهون مقابل السكر والارتباط بين اللحوم الحمراء والمصنعة ومرض السرطان، لم تتطرق بنفس الدرجة إلى خطر الإقلال من الفواكه والخضروات.

ويقول البروفيسور موراي “إنها قد تكون ضارة كما نثبت، لكنها أقل ضررا بكثير من انخفاض مستويات الحبوب الكاملة والفواكه والبذور والخضروات المتناولة”.

ويقول الباحثون إن الوقت قد حان للنشطاء في مجال الصحة، لكي ينتقلوا من الحديث عن العناصر الغذائية مثل الدهون والسكر، إلى الترويج للأطعمة الصحية. وبينوا أن الأنظمة الغذائية السيئة تقلل عامين من العمر المتوقع للأشخاص حول العالم.

 الباحثون يؤكدون أن المكسرات والبذور تعد من بين الأطعمة الصحية الغائبة عن معظم الوجبات الغذائية حول العالم

وذكرت الدراسة أن الدول ذات الأنظمة الغذائية الجيدة هي دول البحر المتوسط، وخاصة فرنسا وإسبانيا، حيث كان لديها أقل معدل من أعداد الوفيات، المرتبطة بالنظام الغذائي في العالم. أما دول جنوب وجنوب شرق ووسط آسيا فلها أعلى المعدلات، حيث يستهلك الصينيون كميات هائلة من الملح وفول الصويا وأنواع الصلصة المالحة الأخرى، التي تشكل جزءا رئيسيا من مطبخ البلاد، بينما يختلف الأمر في اليابان.

ويقول البروفيسور موراي “اليابان مثيرة جدا للانتباه، لأنك إذا رجعت إلى ما بين 30 إلى 40 عاما إلى الوراء، ستجد اليابانيين مثل الصين حاليا، حيث كانوا يستهلكون كميات هائلة من الملح”.

ويضيف أن الملح لا يزال مشكلتهم الرئيسية، لكن استهلاكه انخفض بشكل قياسي. ويتابع “اليابانيوين لديهم نظام غذائي يتمتع بمستويات عالية من أشياء عديدة وقائية ضد أمراض القلب مثل الخضروات والفواكه”.

17