الأشخاص الذين يعانون من الحساسية تجاه الطعام أقل عرضة للإصابة بكورونا

واشنطن – كان العلماء يتسابقون لمعرفة من هو الأكثر تعرضا لخطر الإصابة بفايروس سارس كوف ـ 2 منذ بداية جائحة كورونا.
ووجدت دراسة سكانية جديدة من المعاهد الوطنية للصحة دليلا على أن الأشخاص الذين يعانون من الحساسية تجاه الطعام أقل عرضة للإصابة بفايروس سارس كوف ـ 2، المسبب لكوفيد – 19، مقارنة بأولئك الذين لا يعانون منها.
وفي حين أن الأبحاث السابقة حددت السمنة كعامل خطر للإصابة بمرض كوفيد – 19 الحاد، حددت الدراسة الجديدة السمنة وارتفاع مؤشر كتلة الجسم على أنهما مرتبطان بزيادة خطر الإصابة بعدوى سارس كوف ـ 2.
وفي المقابل حددت الدراسة أن الربو لا يزيد من خطر الإصابة بعدوى انتقال الفايروس، على الرغم من أنه يؤثر على الجهاز التنفسي. كما توصلت الدراسة إلى أن الأطفال الذين تبلغ أعمارهم 12 عاما أو أقل عرضة للإصابة بالفايروس مثل المراهقين والبالغين، ولكن 75 في المئة من الأطفال المصابين لا تظهر عليهم أعراض. وبالإضافة إلى ذلك أكدت الدراسة أن نسبة انتقال الفايروس داخل الأسر التي لديها أطفال مرتفعة.
وفي تحليل أجري على أكثر من 4000 شخص عاشوا جميعا في منازل تضم قاصرين، لاحظ الباحثون عدة اتجاهات مثيرة للفضول في ما يتعلق بعدوى سارس كوف ـ 2، من ذلك مثلا أن الأشخاص الذين يعانون من حساسية تجاه الطعام كانوا أقل عرضة للإصابة بالعدوى بمقدار النصف.
وتتطابق النتائج مع الأبحاث الحديثة الأخرى التي وجدت أن حالات الحساسية، مثل الربو، قد توفر بعض الحماية ضد الحالات الشديدة من كوفيد – 19. لكن الاكتشاف المتعلق بالحساسية تجاه الطعام قد يكون الاكتشاف الأكثر بروزا في الدراسة الحديثة.
وقال الدكتور أنتوني فاوسي مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، وهو جزء من المعاهد الوطنية للصحة، “الباحثون ليسوا متأكدين من السبب الذي يجعل الناس الذين لهم حساسية تجاه الطعام أقل عرضة للإصابة بسارس كوف ـ 2، ولكن هناك بعض التفسيرات المحتملة”.
وزعم نصف المشاركين في الدراسة أنه تم تشخيصهم على أن لديهم حساسية تجاه الطعام أو مصابون بالربو أو الأكزيما أو التهاب الأنف التحسسي. ثم تم دعم هذه التقارير الذاتية من خلال مجموعة فرعية من اختبارات الدم، والتي كشفت عن وجود أجسام مضادة مرتبطة بأمراض الحساسية.
ثم تتبع الباحثون انتشار فايروس كوفيد – 19 في الأسر المشاركة من مايو 2020 إلى فبراير 2021. ولم يُظهر المصابون بالأكزيما والربو ضعفا إضافيا تجاه الفايروس، لكن لا يبدو أنهم يتمتعون أيضًا بالحماية.
وفي غضون ذلك كان أولئك الذين يعانون من الحساسية تجاه الطعام أقل عرضة للإصابة بعدوى سارس كوف ـ 2 بنسبة 50 في المئة.

وليست كل أشكال الربو تأتبية (تُعرف أيضا بالحساسية الشديدة)، وقد أظهرت الدراسات السابقة أن المصابين بالربو التأتبي فقط يعبرون عن مستويات منخفضة في مجرى الهواء من مستقبل الإنزيم المحول للأنجيوتنسين، وهو ما يرتبط به سارس كوف – 2.
ويشير هذا إلى أن الفايروس ليس لديه العديد من الطرق لغزو الخلايا في رئتي المصابين بحساسية الجهاز التنفسي.
ويمكن أن يحدث شيء مشابه بين الأشخاص الذين يعانون من الحساسية تجاه الطعام، على الرغم من أن الباحثين نظروا فقط في عدوى سارس كوف ـ 2 وليس شدة العدوى.
وكتب الباحثون “من غير المعروف ما إذا كان هذا هو الحال أيضا لدى الأشخاص الذين يعانون من حساسية تجاه الطعام، ولكن من المغري التكهن بأن الالتهاب من النوع الثاني -وهو سمة من سمات حساسية الطعام- قد يقلل من مستويات ‘أ سي أي 2’ في مجرى الهواء وبالتالي يقلل من خطر الإصابة”.
وأضافوا “دعما لهذا الاحتمال، وجدنا مستويات أعلى بشكل ملحوظ من التأتب العام بين أولئك الذين يعانون من حساسية تجاه الطعام المبلغ عنها ذاتيا، مقارنة بأولئك الذين لا يعانون من هذا النوع من الحساسية، وحتى أولئك الذين يعانون من الربو”.
ومن المثير للاهتمام أنه بينما تشير بعض الدراسات إلى أن الربو التحسسي يقي من الحالات الشديدة لكوفيد – 19، وجدت الدراسة الحالية أن الحالة لا تحمي من التقلص الأولي للفايروس.
وعندما أصيب أحد المشاركين المصابين بالربو أو الحساسية تجاه الطعام بفايروس كورونا لم يكن من المحتمل أن يكونوا دون أعراض.
وهناك حاجة إلى المزيد من البحث لتفكيك الآليات الكامنة وراء النتائج الجديدة، لكن المؤلفين يأملون في أن تقدم أبحاثهم طرقا جديدة للوقاية من كوفيد – 19.