الأسعار في مصر تشهد ارتفاعا كبيرا قُبيل حلول رمضان

القاهرة - توقّعت بلومبيرغ الأميركية في تقرير لها أن يكون شهر رمضان المقبل هو الأصعب على المصريين منذ سنوات عديدة؛ فقد تشهد أسعار المواد الغذائية ارتفاعا كبيرا، خاصة بعد ارتفاع أسعار الوقود وزيادة الطلب على الغذاء.

وأعلن الجهاز المركزي للإحصاء في فبراير الماضي أن أسعار المواد الغذائية والمشروبات، وهي أكبر عنصر موجود في قائمة التضخم، قفزت بنسبة 48 في المئة خلال يناير 2023، وارتفع مؤشر أسعار المستهلك الرئيسي بنسبة 25.8 في المئة على أساس سنوي، بزيادة قدرها 21.3 في المئة عن الشهر السابق.

واعتادت العائلات المصرية على شراء مستلزمات رمضان، وخاصة الياميش (فواكه مجففة ومكسرات) والفوانيس، كل عام قبل حلول شهر الصيام، لكن يبدو أن الأمر سيختلف هذا العام بسبب الغلاء.

وقال نائب شعبة العطارة بالغرفة التجارية في القاهرة “من يرغب في شراء الياميش أو الفوانيس سيفكّر ألف مرّة قبل اتخاذ قراره، وسيقرر في نهاية الأمر استبدالهما بالمواد الغذائية الأساسية”، متوقّعاً “تراجع الطلب على ياميش رمضان نظرا لزيادة الأسعار والحالة الاقتصادية للمواطنين بعد انخفاض قيمة الجنيه أمام الدولار مؤخّرا”.

وأعلنت شعبة القصابين بالغرف التجارية المصرية عن تخطي سعر كيلو اللحم البلدي 300 جنيه في مصر لأول مرة في التاريخ.

ويأتي ذلك بعد ارتفاع أسعار العجول القائمة في مصر نتيجة استمرار ارتفاع أسعار الأعلاف وزيادة الطلب قبل شهر رمضان.

وقال هيثم عبدالباسط، نائب رئيس شعبة القصابين بالغرفة التجارية، في تصريحات صحفية إن سعر كيلو اللحوم البلدية يتراوح بين 250 و320 جنيها حسب المنطقة. وتوقع رئيس شعبة القصابين أن يتم طرح اللحوم التشادية الجديدة في منافذ الحكومة كبداية، ثم يتم ضخها في السوق، موضحا أن سعر كيلو اللحوم البلدية في منافذ التموين أقل من سعر السوق الحرة.

ويبحث الجميع عن أسعار اللحوم حسب أحدث تحركات الأسعار، داخل الأسواق والمحال التجارية العامة، خاصة أن ذلك يتزامن مع اقتراب شهر رمضان الذي يكثر فيه الإقبال على شراء منتجات اللحوم.

وشهدت أسعار اللحوم في مصر ارتفاعات كبيرة خلال الفترة الماضية، عززتها مجموعة من العوامل المتزامنة، ضمن تداعيات ارتفاع الأسعار عالمياً على وقع التطورات الجيوسياسية التي ألقت بظلالها على مختلف الأسواق منذ بدء الأزمة في أوكرانيا في الرابع والعشرين من شهر فبراير من العام الماضي.

وتحتدّ أزمة أسعار اللحوم في مصر مع قرب حلول شهر رمضان الذي عادة ما ترتفع فيه معدلات طلب السلع الأساسية واستهلاكها، ومن بينها اللحوم الحمراء، فيما تعمل الحكومة المصرية على ضبط الأسواق وتحقيق التوازن في الأسعار.

وبحسب بيان رسمي للجهاز المركزي للإحصاء ارتفعت أسعار اللحوم والدواجن بنسبة 20.6 في المئة، كما ارتفعت أسعار الأسماك والمأكولات البحرية بنسبة 9.4 في المئة.

وتسعى الحكومة المصرية للسيطرة على أسعار المنتجات الغذائية من خلال عدة إجراءات، كمعرض “أهلا رمضان” الذي يعرف تزاحما وإقبالا شديديْن من قبل المواطنين لشراء السلع الأساسية بتخفيضات تصل إلى 30 في المئة، وذلك بالتزامن مع قرب حلول شهر الصيام.

ويحتوي المعرض على مختلف المواد الغذائية والسلع التموينية (السكر والدقيق والعدس والأرز والزيوت واللحوم الطازجة والمجمدة والخضروات والبلح وياميش رمضان…).

ودشنت وزارة الداخلية مبادرة “كلنا واحد”، وتهدف هذه المبادرة إلى توفير السلع الغذائية بأسعار مخفضة (تصل التخفيضات إلى نسبة 60 في المئة) من خلال 1026 منفذا ثابتا ومتحركا على مستوى الجمهورية.