الأسد في أول تصريح بعد الإطاحة: لم أغادر سوريا بشكل مخطط كما أشيع

الرئيس السوري السابق يؤكد أنه ترك منصبه في اليوم التالي لسقوط دمشق، أي بعد سقوط آخر المواقع العسكرية وما تبعه من شلل باقي مؤسسات الدولة.
الاثنين 2024/12/16
الأسد: مع سقوط الدولة بيد الإرهاب يصبح المنصب فارغاً لا معنى له

موسكو - أصدر الرئيس السوري السابق بشار الأسد اليوم الاثنين، بيانا من العاصمة الروسية موسكو يتحدث فيها عن كواليس تركه للحكم وخروجه من دمشق.

ونشرت صفحة الرئاسة السورية على فيسبوك البيان، الذي يفترض أنه صدر من الأسد من موسكو بتاريخ 16 ديسمبر بعنوان "تصريح للرئيس بشار الأسد بشأن مغادرته سوريا".

وقال الأسد "لم أغادر الوطن بشكل مخطط له كما أشيع ". وذكر أن "من رفض منذ اليوم الأول للحرب أن يقايض خلاص وطنه بخلاص شخصي، لا يمكن أن يكون هو نفس الشخص الذي يتخلى عن شعبه الذي ينتمي إليه أو يغدر به وبجيشه".

ومما جاء في البيان "مع تمدد الإرهاب في سوريا، ووصوله العاصمة دمشق مساء السبت 7 ديسمبر 2024 بدأت الأسئلة تطرح عن مصير الرئيس ومكانه، وسط سهل من اللغط والروايات البعيدة عن الحقيقة وبما شكل استنادا لعملية تنصيب الإرهاب الدولي ثورة تحرر السورية".

وأضاف "في لحظة تاريخية فارقة من عمر الوطن ينبغي أن يكون فيها للحقيقة مكان، فإن ثمة ما يستدعي توضيحه عبر بيان مقتضب، لم تسمح تلك الظروف وما تلاها من انقطاع تام للتواصل لأسباب أمنية بالإدلاء به، والذي لا يغني بنقاطه المختصرة عن سرد تفاصيل كل ما جرى لاحقاً، حين تسنح الفرصة".

وقال الأسد "بداية لم أغادر الوطن بشكل مخطط له كما أشيع، كما أنني لم أغادره خلال الساعات الأخيرة من المعارك، بل بقيت في دمشق أتابع مسؤولياتي حتى ساعات الصباح الأولى من يوم الأحد 8 ديسمبر 2024".

وأضاف "ومع تعدد الإرهاب داخل دمشق، انتقلت بتنسيق مع الأصدقاء الروس إلى اللاذقية لمتابعة الأعمال القتالية منها".

وألمح الأسد في بيانه إلى ما يشبه الخيانة قائلا "وعند الوصول إلى القاعدة حميميم صباحا تبين انسحاب القوات من خطوط القتال كافة وسقوط آخر مواقع الجيش مع ازدياد تدهور الواقع الميداني في تلك المنطقة، وتصعيد الهجوم على القاعدة العسكرية الروسية نفسها بالطيران المسير، وفي ظل استحالة الخروج من القاعدة في أي اتجاه طلبت موسكو من قيادة القاعدة العمل على تأمين الإخلاء الفوري إلى روسيا مساء الأحد 8 ديسمبر، أي في اليوم التالي لسقوط دمشق، وبعد سقوط آخر المواقع العسكرية وما تبعه من شلل باقي مؤسسات الدولة".

وأوضح "خلال تلك الأحداث لم يطرح موضوع اللجوء أو التنحي من قبلي أو من قبل أي شخص أو جهة، والخيار الوحيد المطروح كان استمرار القتال دفاعاً في مواجهة الهجوم الإرهابي".

وقال "في هذا السياق، أوكد على أن من رفض منذ اليوم الأول للحرب أن يقايض خلاص وصله بخلاص شخصي، أو يساوم على شعبه بعروض وإغراءات شتى، وهو ذاته من وقف مع ضباط وجنود جيشه على خطوط الدار الأول، وعلى مسافة عشرات الأمتار من الإرهابيين في أكثر بؤر الاشتباك سخونة وخطراً، وهو ذاته من لم يغادر في أصعب سنوات الحرب وبقي مع عائلته وشعبه يواجهان الإرهاب تحت القصف وخطر اقتحام الإرهابيين للعاصمة أكثر من مرة خلال أربعة عشر عاما من الحرب. وأن من لم يتخل عن غير السوريين من مقاومة في فلسطين ولبنان. ولم يغدر بحلقاته الذين وقفوا معه، لا يمكن أن يكون هو نفس الشخص الذي يتخلى عن شعبه الذي ينتمي إليه، أو يغتر به وبجيشه".

وذكر أنه "لم أكن في يوم من الأيام من الساعين للمناصب على المستوى الشخصي، بل اعتبرت نفسي صاحب مشروع وطني استمد دعمه من شعب أمن به، وقد حملت اليقين بإرادة ذلك الشعب وبقدرته على صون دولته والدفاع عن مؤسساته وخياراته حتى اللحظة الأخيرة ومع سقوط الدولة بيد الإرهاب، وفقدان القدرة على تقديم أي شيء يصبح المنصب فارعاً لا معنى له، ولا معنى البقاء المسؤول فيه، وهذا لا يعني بأي حال من الأحوال التخلي عن الانتماء الوطني الأصيل إلى سورية وشعبها، انتماء ثابتاً لا يغيره منصب أو ظرف انتماء ملؤه الأمل في أن تعود سوريا حرة مستقلة".

وكان نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف قد أكد لشبكة "إن.بي.سي نيوز" في مقابلة بثت الثلاثاء الماضي، أن روسيا نقلت الرئيس السوري السابق إلى موسكو بشكل آمن للغاية بعد الإطاحة به في هجوم خاطف شنته قوات المعارضة، مضيفا "هو آمن وهذا يظهر أن روسيا تتصرف كما هو مطلوب في مثل هذا الموقف الاستثنائي"، مضيفا أنه لن يوضح "ما حدث وكيف تم حل الأمر".

وقال الكرملين الاثنين الماضي إن الرئيس فلاديمير بوتين اتخذ قرارا بمنح الأسد حق اللجوء في روسيا. ويشكل سقوطه ضربة كبيرة لإيران وروسيا، اللتين تدخلتا في الحرب الأهلية السورية التي استمرت 13 عامًا لمحاولة دعم حكمه على الرغم من المطالب الغربية برحيله عن السلطة.

وقدمت روسيا الدعم سوريا منذ بداية الحرب الباردة، واعترفت باستقلالها في عام 1944 عندما سعت دمشق للتخلص من الحكم الاستعماري الفرنسي. وكان الغرب ينظر لسوريا باعتبارها دولة تابعة للاتحاد السوفييتي.