الأزياء الافتراضية موضة تشتريها ولا تلبسها في الواقع

المئات من الفساتين والمجوهرات والقطع الفنية الرقمية مقابل أقل من عشرة دولارات شهريا.
الخميس 2021/10/07
عالم يستهوي الشباب ما دون العشرين

باريس - يتوقع رواد الموضة الرقمية أن يتمكن الجميع يوما ما من ارتداء ملابس بألوان وتصميمات تبدو مستحيلة، من خلال التنزه في مستودعات افتراضية ضخمة، وتجربتها فوريا ثم التخلص منها ومعاودة التجربة.

وفيما بدأت عروض الأزياء الحضورية تعود تدريجا إلى عواصم الموضة الكبرى، بات في إمكان محبي أحدث الصيحات الظهور بملابس يمكن ارتداؤها حصرا على الشبكات الاجتماعية أو ألعاب الفيديو، في ظاهرة أججتها تدابير الإغلاق العالمية ومن شأنها إحداث رجة كبيرة في القطاع.

وتتراوح أسعار هذه الملابس الاستشرافية التي ينجزها مصممون يافعون، بين بضع عشرات من الدولارات أو البتكوين والآلاف منها في حال أراد الزبون التمتع بتصميم حصري عالميا. وتحصل هذه التداولات من خلال تكنولوجيا “أن.أف.تي” (الرموز غير القابلة للاستبدال)، وثمة أيضا أزياء يمكن للأشخاص إلباسها للصورة الرمزية “أفاتار” المفضلة لديهم.

ويتشكّل بذلك عالم مليء بصور مركبة وأشخاص مزودين بنظارات سوداء سميكة، يتحركون تبعا لما يظهر لهم في هذا الـ”ميتافيرس” (عالم مواز)، كما في فيلم “ريدي بلاير وان” لستيفن سبيلبرغ الصادر سنة 2018.

وتقول الناطقة باسم شركة “ذي فابريكنت” الهولندية الناشئة ميكاييلا لاروس “نحن نبدع من دون أي شيء مادي بتاتا. الموضة هي تجربة قبل أي شيء. لا نحتاج حكما إلى أن يتكوّن لدينا بصورة مادية الشعور المتأتي من ارتداء ملابس مذهلة”.

وبدأت “ذي فابريكنت” في صنع ملابس رقمية سنة 2018 مع حوالي عشرين مصمم أزياء وغرافيك، لكن إيرادات الشركة حققت ارتفاعا كبيرا مع جائحة كورونا، وفق لاروس.

Thumbnail

وتعمل الشركة مع ماركات بارزة بينها “بوما” و”تومي هيلفيغر” لتصميم ملابسها بالأبعاد الثلاثية، ما يتيح تقليص نفقاتها الإنتاجية.

لكن ما تسعى إليه “ذي فابريكنت” يتخطى هذه الحدود ويتجه نحو عالم “ميتافيرس”، وهو “تشكيلة من العوالم الافتراضية”، بحسب لاروس.

ومع هوية افتراضية ونظارات، يمكن للزبون التحدث مع مستشارين افتراضيين أيضا وشراء ملابس وإعادة بيعها لمستهلك آخر.

وبذلك تساعد الشركة الزبون على التعبير عن ذوقه في الملابس من دون استخدام مواد أولية أو إصدار انبعاثات لثاني أكسيد الكربون.

وتقول لاروس “إذا ما اخترتم الذهاب عراة، فلا مشكلة في ذلك أبدا. يمكنكم اختيار لباس خفيف”.

ورفضت ثلاث ماركات كبرى الحديث خلال أسبوع باريس للموضة، بشأن مشاريعها في مجال “ميتافيرس”، غير أن هذه المشاريع موجودة.

وعلى سبيل المثال، تسللت دار “بالنسياغا” إلى عالم لعبة الفيديو الشهيرة “فورتنايت”، من خلال عرض ملابس وأحذية رياضية للاعبين الذين يفوق عددهم 250 مليونا.

لكن جان بول غوتييه، الرائد في نواح عدة من الموضة، يقول إن هذا المجال الجديد لا يستهويه.

Thumbnail

ويوضح غوتييه “أنا من زمن آخر وسعيد جدا بمغامرتي المفعمة باللمس مع الأزياء الحقيقية”.

ويضيف “لا أشاهد ألعاب الفيديو، لذا ما كان من الممكن لي أن أصمم مثل هذه الأزياء”.

لكن مؤرخة الفنون ميرين أرزالوز، وهي مديرة متحف قصر غالييرا للموضة في باريس، ترى أن هذا الاتجاه الجديد “مذهل”.

وتقول أرزالوز إن “العالم الرقمي يقدم فرصة رائعة لتصور الموضة والتمتع بتجربة مختلفة”.

ويتيح تطبيق “دريس اكس” الذي أبصر النور قبل عام في سان فرانسيسكو، المئات من الفساتين والمجوهرات والقطع الفنية الرقمية في مقابل أقل من عشرة دولارات شهريا، وهو سعر يضاهي تكلفة الاشتراكات بخدمات بارزة مثل “نتفليكس” أو “سبوتيفاي”.

وتشير ناتاليا مودينوفا، إحدى مؤسستي التطبيق، إلى وجود مشكلات يتعين حلها، خصوصا على صعيد المحاسبة، لكنها تؤكد أن هذا المنحى له مستقبل واعد.

وتوضح شريكتها في تأسيس التطبيق داريا شابافالوفا “كما حصل في بدايات الإنترنت: بعض الماركات كانت مترددة في طرح منتجاتها للبيع إلكترونيا”، لكن “كلما حسّنتكم موقعكم، سارت الأمور على نحو أفضل”.

24