الأردن يعتقل عددا من مثيري الشغب في مخيم البقعة للاجئين الفلسطينيين

الأمن الأردني يتعهد بالتعامل بكل حزم مع المعتدين على أمن المجتمع وبتتبع المتورطين بالمشاركة والتحريض على إثارة الشغب والتخريب.
الأحد 2024/03/31
تدخل أمني ناجح

عمان - أعلنت مديرية الأمن العام في الأردن في بيان الأحد أن قوة أمنية ألقت القبض على عدد من "مثيري الشغب" ممن حاولوا الاعتداء على عناصر الأمن والممتلكات في مخيم البقعة للاجئين الفلسطينيين شمال عمان السبت.

ونقل البيان عن الناطق الإعلامي باسم مديرية الأمن العام عامر السرطاوي قوله إن "قوة أمنية ألقت القبض على عدد من مثيري الشغب في منطقة البقعة إثر قيامهم بأعمال شغب وتخريب، وإشعال النيران وإلقاء الحجارة على المركبات بالطريق العام".

وأضاف أنه "جرى ضبط الأشخاص للتحقيق معهم واتخاذ الإجراءات القانونية كافّة بحقهم".

وأكد السرطاوي أن "مديرية الأمن العام ستتعامل بحزم ودون تهاون مع كل مَن يعتدي على أمن المجتمع ويستهدف التخريب والإضرار بالممتلكات والمقدّرات، وتعطيل حياة المواطنين والاعتداء على حقوقهم من خلال محاولة قطع الطريق".

وأشار إلى أن "العمل جارٍ لمتابعة كل من يثبت تورّطه بالمشاركة والتحريض على إثارة الشغب والتخريب، وأنه سيصار إلى متابعتهم حتى القبض عليهم وتقديمهم ليد العدالة".

ويعاقب قانون العقوبات الأردني مثيري الشغب وملحقي الأضرار بالممتلكات العامة والخاصة بأحكام عقابية تتراوح بين أسبوع وحتى ثلاث سنوات.

ونشرت مديرية الأمن العام على صفحتها على منصة إكس السبت تسجيلين مصورين قصيرين مدتهما 31 ثانية و34 ثانية تضمنا مشاهد من أعمال شغب وإشعال نيران وإغلاق طرق، ومحاولات اعتداء على رجال الأمن من خلال رمي حجارة وزجاجات تجاههم.

ويشهد الأردن حيث نحو نصف عدد السكان من أصول فلسطينية، منذ السابع من أكتوبر الماضي تظاهرات تضامنية مع قطاع غزة.

ويواجه الأردن منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، اتهامات وروايات عدة، تهدف إلى تشويه وشيطنة دوره تجاه القضية الفلسطينية بشكل عام، والأحداث في غزة تحديدا، إلاّ أنّ وتيرة تلك المواجهة اشتدّت على نحو لافت خلال الأيام القليلة الماضية.

تزامن ذلك مع عودة التظاهرات الحاشدة إلى محيط السفارة الإسرائيلية في عمان، واستمرار دعوات حركة "حماس" للأردنيين إلى اتخاذ تصعيد الموقف الشعبي والزحف نحو الحدود، وهو ما ترفضه عمان وتعتبره تحريضاً على فتنة داخلية وخلق صدامات بين المواطنين والأجهزة الأمنية والعسكرية.

وقال وزير الاتصال الحكومي مهند المبيضين الجمعة لقناة "المملكة" الرسمية إن "الأردنيين خرجوا منذ بداية هذه الحرب (حرب غزة) بتعبير وطني محترم مسؤول ضمن القانون لدعم الأهل في قطاع غزة، و(لكن) بعض الأطراف تريد اختطاف الشارع وممارسة الشعبوية".

وأوضح أن "الأردن القوي هو الأردن المتحد والصلب الذي يدعم فلسطين، وليست الفوضى التي تدعم فلسطين".

ومخيم البقعة الذي يضم أكثر من مئة ألف لاجئ فلسطيني هو الأكبر في الأردن ويقع على بعد 20 كيلومترا شمال مدينة عمان.

وهو واحد من مخيمات "الطوارئ" الستة التي تم تأسيسها في عام 1968 بهدف استيعاب اللاجئين الفلسطينيين والنازحين الذين تركوا الضفة الغربية وقطاع غزة نتيجة حرب العام 1967.

ويعيش أكثر من مليوني لاجئ فلسطيني مسجل في الأردن، وهو أكبر عدد من لاجئي فلسطين في جميع مناطق الأونروا. يتمتع معظمهم بالمواطنة الكاملة.

ويعيش حوالي 18 في المئة في المخيمات العشرة المعترف بها للاجئين الفلسطينيين في جميع أنحاء البلاد. هناك أيضا ثلاثة مخيمات غير رسمية.

وأدى هجوم 7 أكتوبر الذي شنته حركة حماس على إسرائيل إلى مقتل أكثر من 1160 شخصا في الجانب الإسرائيلي، معظمهم من المدنيين بحسب تعداد لوكالة الصحافة الفرنسية استنادا إلى أرقام رسمية إسرائيلية. خُطف خلال هجوم حماس نحو 250 شخصاً ما زال 130 منهم رهائن في غزة، ويُعتقد أن 34 منهم لقوا حتفهم.

وأدت الحرب التي تشنها إسرائيل في قطاع غزة ردا على الهجوم إلى مقتل أكثر من 32705 أشخاص حتى الآن، غالبيتهم من النساء والأطفال، بحسب وزارة الصحة التابعة لحركة حماس.