الأدوية المحتوية على اللاكتوز.. هل يُسمح بها لمرضى عدم التحمل؟

برلين - يتساءل الكثير من مرضى عدم تحمل اللاكتوز (سكر الحليب) عما إذا كان يُسمح لهم بتناول الأدوية المحتوية على اللاكتوز أم لا.

وللإجابة عن هذا السؤال، قالت الصيدلانية الألمانية أورسولا زيلربيرغ إنه يُسمح لمرضى عدم تحمل اللاكتوز بتناول الأدوية المحتوية على هذه المادة، معللة ذلك بأن الأدوية تحتوي على كمية ضئيلة من اللاكتوز تقدر بالملليغرام، ومن ثم لا تمثل مشكلة في الغالب.

وأضافت زيلربيرغ أنه لا يتعين على المرضى بالضرورة تناول الأقراص المحتوية على إنزيم اللاكتاز كإجراء وقائي، مشيرة إلى أن هذا الأمر يتوقف على الأعراض الفردية؛ فإذا كان الدواء الذي يتم تناوله هو المصدر الوحيد للاكتوز، فليس من الضروري حينئذ تناول أقراص اللاكتاز.

جدير بالذكر أن عدم تحمل اللاكتوز هو عدم قدرة الجسم على امتصاص السكر الموجود في الحليب ومنتجات الألبان أو امتصاصه بشكل سيء، وذلك بسبب نقص إنزيم اللاكتاز، وبدلا من ذلك يتم امتصاصه بواسطة بكتيريا الأمعاء، مما يؤدي إلى المعاناة من بعض المتاعب مثل آلام البطن والشعور بالامتلاء والانتفاخ والغثيان والإسهال وأعراض غير مميزة كالصداع.

وتتم مواجهة عدم تحمل اللاكتوز من خلال التخلي عن المنتجات المحتوية عليه وتناول الأقراص المحتوية على إنزيم اللاكتاز الذي يساعد الجسم على امتصاص اللاكتوز.

وفي حالة المصابين بعدم تحمل اللاكتوز الناتج عن حالة طبية كامنة، قد يساعد علاج الحالة على استعادة قدرة الجسم على هضم هذه المادة، رغم أن تلك العملية قد تستغرق شهورًا.

ولأسباب أخرى، يمكن تجنب الانزعاج الناتج عن عدم تحمل اللاكتوز باتباع نظام غذائي منخفض اللاكتوز.

ولتقليل كمية اللاكتوز في النظام الغذائي، ينبغي التقليل من تناول الحليب ومشتقاته الأخرى، وإضافة حصص صغيرة من مشتقات الحليب إلى الوجبات العادية، ومعرفة المقدار الذي يمكن أكله أو شربه منها دون أن الشعور بانزعاج.

ويصاب عدد قليل من الأشخاص بعدم تحمل اللاكتوز الشديد إلى درجة أنهم يضطرون إلى الامتناع عن تناول جميع منتجات الحليب وتوخي الحذر من الأطعمة التي لا تحتوي على مشتقات الحليب أو الأدوية التي تحتوي على اللاكتوز.

ولا يعني تقليل استهلاك مشتقات الحليب أنه لا يمكن الحصول على ما يكفي من الكالسيوم. إذ يوجد الكالسيوم في العديد من الأطعمة الأخرى مثل البروكلي (القرنبيط الأخضر) والخضروات الورقية الخضراء.