الأتراك في الخارج مترددون في الذهاب إلى قنصليات بلادهم

نيل أويا
يشعر المواطنون الأتراك الذين فروا إلى الخارج في أعقاب محاولة الانقلاب الفاشلة التي جرت في شهر يوليو من العام 2016، بقلق من الذهاب إلى قنصليات بلادهم لخوفهم من أن يصادر مسؤولو القنصليات جوازات سفرهم أو يسلموهم أوراقا قضائية.
وبدأت السلطات التركية في مصادرة جوازات سفر بعض الصحافيين ورجال الأعمال ونشطاء المجتمع المدني لمنعهم من السفر إلى الخارج في أعقاب محاولة الانقلاب الفاشلة.
وفرّ الآلاف من الأتراك إلى الخارج منذ محاولة الانقلاب سعيا للهرب من حملة الإجراءات الصارمة واسعة النطاق التي جرى شنّها على المعارضة في أعقابها. والآن، يخشى البعض من زيارة السفارات أو القنصليات التركية في الخارج كي لا تتم مصادرة جوازات سفرهم أيضا.
وأشار البعض إلى أن ذلك من أسباب عدم تصويتهم في القنصليات والسفارات التركية في الانتخابات العامة التي جرت في شهر يونيو.
وقال عيسى أرتار، رئيس التحرير السابق لمجلة سياست الإخبارية السياسية الصادرة باللغة التركية، إن موظفي القنصلية التركية في برلين رفضوا تجديد بطاقة هويته وإعطاءه الأوراق التي يحتاجها لتوكيل محام في تركيا للدفاع عنه في قضية يواجه فيها اتهامات بسبب مقال نشره. وأضاف أرتار “لم أتسلم أي نوع من أوامر الاعتقال أو الإخطارات”.
وأشار إلى أنه لم يعلم بأمر الاعتقال إلا بعد الاستقرار في ألمانيا، حيث شاهده على النظام الحكومي الإلكتروني على الإنترنت.
ويقول أرتار إنه يحتاج من أجل الدفاع عن نفسه في هذه القضية إلى تقديم توكيل رسمي في تركيا، لكنّ موظفي القنصلية رفضوا السير في الإجراءات الورقية.
وتابع “أخبروني بأنه يمكنني الاستئناف فحسب. لكنهم قالوا أيضا إن الاستئناف سيُرفض لأن هناك دعوى قضائية معلقة بحقي. وفوق ذلك، طلبوا مني جواز سفري. لم أعطهم إياه لأنه كان من الممكن أن يقولوا لي إن جواز سفري قد تمّ إلغاؤه”.
ثمة مواطن تركي آخر، طلب عدم ذكر اسمه، أكد أنه يخشى الذهاب إلى القنصلية التركية. وقال “أعيش في ألمانيا منذ قرابة العام حتى الآن. أنا واحد من أولئك الذين اضطروا إلى مغادرة البلاد. بعد شن حملة تشويه على المؤسسة التي كنت أعمل بها، رأيت أن بقائي في تركيا سيكون أمرا محفوفا بالمخاطر التي تهدد أمني، ومن ثم غادرت متجها إلى ألمانيا. سرعان ما أخذت حقيبتي، وبعدما جهّزت جواز سفري وتأشيرتي وغادرت البلاد”.
وأضاف “بالطبع أحتاج في بعض الأحيان لاستكمال إجراءات بيروقراطية تتعلق بحياتي في تركيا، لكن لا يمكنني أن أخاطر بالذهاب إلى القنصلية أو السفارة لاستكمل أي منها. أخشى ألا أستعيد بطاقة هويتي الشخصية مرة أخرى أو مصادرة جواز سفري. بعض الناس يخرجون دون استكمال إجراءاتهم، ومنهم من تمت مصادرة جواز سفره. لا أزور ولا أفكر في زيارة القنصلية لقلقي من أن أتعرض لنفس الشيء، فأنا لا أشعر بأمان هناك”.