"الآن هو أبد الدهر" معرضٌ فني في رحاب أهرامات الجيزة

أهرامات الجيزة تستضيف أعمالا فنية تجمع بين التراث والمعاصرة.
السبت 2022/10/29
خطوط وزخارف في رسالة بيئية

الفن رسالة أو لا يكون، هكذا يقول المبدعون الحقيقيون. فالمعرض الذي تشهده أهرامات الجيزة جمع ثلة من الفنانين من دول مختلفة قدموا أعمالا فنية مركبة ومنحوتات تعتمد على رؤية جديدة للأهرامات تجمع بين التراث والمعاصرة في رسالة حضارية وبيئية.

القاهرة - تشهدُ منطقة أهرامات الجيزة الأثرية في مصر هذه الأيام الدورة الثانية من معرض فني دولي تحت عنوان “الآن هو أبدُ الدهر” بمشاركة 12 فنانا من 11 دولة من مختلف أنحاء العالم، وتحديدا من السعودية والإمارات وتونس وإيطاليا وبريطانيا والسويد والولايات المتحدة وإسبانيا والكاميرون وفرنسا، بالإضافة إلى مصر.

وتقيم مؤسسة “آرت دي إيجيبت” على مدار ما يقرب من شهر معرضها الذي يعد تمثيلا للاندماج بين التراث القديم والفن المعاصر، ويتضمن أعمالا فنية مركبة ومنحوتات تعتمد على رؤية الأهرامات باعتبارها جزءا منها، والذي يقام في الفترة من السابع والعشرين أكتوبر إلى الثلاثين نوفمبر.

وقالت مؤسسة “آرت دي إيجيبت” نادين عبدالغفار “لقد حفزنا نجاحنا العالمي العام الماضي على تطوير خطط جديدة ستذهل العالم مرة أخرى، لقد عملنا بجد على مر السنين، ونحن فخورون بأن نقدم هذا المعرض الضخم للمرة الثانية في منطقة الأهرامات، أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو، فهو موقع عالمي التأثير، فنحن نعمل علي تنشيط مجد الحضارات القديمة بالفن العام والأهمية المعاصرة، ونربط بين القديم والجديد، والماضي بالمستقبل من خلال الأعمال الفنية التي يقدمها فنانون دوليون وإقليميون في تلك المنطقة التاريخية”.

وتجسد الأعمال الفنية التي عرضت هذا العام موضوع الخلود، حيث أكد عدد من الفنانين المشاركين عن مخاوفهم بشأن الاستدامة في عصر الأزمة البيئية، ولذلك فإن العديد من أعمالهم مصنوعة من مواد متنوعة من الألياف الزجاجية والصلب إلى الحجر والرخام.

وقالت النحاتة المصرية تيريز أنطوان عن هذا المعرض الذي تمتد الأعمال الفنية المشاركة فيه فوق رمال الصحراء، إن “هكذا فعاليات تجعل الناس أقرب إلى فهم الفنّ المعاصر”، موضحة،  أن المعرض “مفتوح أمام الجميع، حتى لأولئك الذين ليسوا على دراية بالفن”.

وقدمت التشكيلية الإماراتية زينب الهاشمي مجسما يتمثل في مسلّة تحمل عنوان “تمويه الجمل”، وذلك تجسيدا للمباني المصرية القديمة. وتم تصنيع المجسم من جلد الإبل، سفينة الصحراء ورمز الحضارة العربية.

ونظرا إلى اهتمامها بالبيئة والتراث، فقد اعتمدت على الجلد لتبين معنى لجمال الإبل الصبورة مختلفا عن الذي اعتاده الجميع عن هذا الحيوان الذي رافق العرب في مسيرتهم عبر التاريخ.

وعلى بعد خطوات قدم الفنان السعودي محمد الفرج مجسما يحمل اسم “حارس الريح”، ويتكون من أنابيب وجذوع وأغصان النخيل وأجزاء من مراكب الصيد، وخيوط صنارة من الصيادين تم تجميعها معا لإخراج العمل على شكل يماثل الأهرامات.

ويريد الفرح من خلال عمله أن يعبر عن أحلام وآمال الناس وخيباتهم، فعندما تجتمع المكونات التي استخدمها تصدر صفيرا مع هبوب الرياح، والذي يعبر عن صوت الناس بوجه عام.

وقال إن “الفكرة تشكّل جزء منها قبل قدومه إلى مصر، ليكتمل التصوير مع تجميع الأدوات”، مؤكدا أن “النخلة تشكل رمزا دينيا وثقافيا واجتماعيا ودينيا في بلاده، وتحديدا في مدينة الإحساء السعودية الوافد منها”.

وجسد المصري أحمد قرعلي هرما يتناسب مع العصر بشكل متطور على عكس الأهرامات القدمية والتي بُنيت بالحجارة، قائلا “صممته ليكون مفرغا مصنوعا من الخشب والحديد والألياف الزجاجية”، موضحا أن الهرم يحمل اسم “هرم بمفردات بناء أخرى”.

وجسد الفنان السويدي من أصول سورية جوان يوسف مجسما فريدا من نوعه باسم “الرمال الحيوية” تحمل اللون الأبيض النقي، حيث صمم انعكاسا للذاتية من خلال أنف وفم،.

أما الفنان التونسي إل سيد فقد قدم عملا فنيا ضخما يحمل عنوان “أسرار الزمن” عن عظمة الأهرامات وقيمتها، وكونها حضارة مصرية وترمز إلى البقاء في الحياة القصيرة، والقوة بالرغم من أن القوة سريعة الزوال في هذا الزمن.

20