اكتشاف قناة مائية أثرية بولاية عبري في سلطنة عُمان

مسقط - أعلنت سلطنة عُمان اكتشاف قناة مائية في ولاية عبري بمحافظة الظاهرة بعد الحالة الجوية والمنخفض الجوي الذي تأثرت به المحافظة وباقي المحافظات الشمالية للسلطنة وأدت إلى هطول الأمطار ونزول وادي الكبير في الولاية عدة مرات.
ووفق وكالة الأنباء العُمانية الأربعاء ظهرت هذه القناة المائية جراء إزاحة الوادي الكبير للرمال وجرف التربة التي كانت تغطي القناة المدفونة تحت الرمال حيث إنها تقطع الوادي بشكل عرضي لتواصل امتدادها “جبل كاواس” القريب من مركز ولاية عبري.
وقال هلال بن عامر القاسمي، باحث في الآثار والأفلاج العُمانية ومؤلف كتاب “الأفلاج العُمانية البناء الهندسي عبر التاريخ” إن الوادي قد جرف بعضا من الركام مما أدى إلى ظهور قناة مائية مبنية من الحجر والجص وبداخلها تجويف أنبوبي الشكل مصنوع من القرميد ومغلفة بجدار من مادة الصاروج والحجر لغرض حمايتها من الانسداد والانجراف.
وأوضح أن بداية هذا الفلج أو المنبع الرئيس للفلج يقع في منطقة الغبي الأثرية من الجهة الشمالية، بينما يقع أيضا منبع فلج المفجور شرق هذه البلدة.
وأضاف القاسمي أنه تم التعرف على القناة وتحديد معالمها، فهو فلج منفرد ومنبعه الافتراضي حوالي 15 مترا، موضحا أنه قد بُنيت قصبة أفقية لساقية الفلج تحت الوادي على امتداد مجراه، وهذه تقنية مثيرة للاهتمام في الابتكار الهندسي لحماية سواقي الأفلاج آنذاك التي تعددت أنواعها.
وبين أحمد بن علي الناصري، باحث ومهتم في دراسة التاريخ أن طول القناة الافتراضي حوالي 115 مترا وقطرها (67 سم) مع وجود فتحة في الأعلى تسمح بالدخول للقناة من أجل تنظيفها وصيانتها، مشيرا إلى أن المنطقة الواقعة حول مركز الولاية على محاذاة وادي الكبير كان تُسقى من قبل ثلاثة أفلاج وهي المبعوث والمفجور وهذا الفلج الذي اندثر خلال السنوات الماضية، إذ أنه كان يسقي المنطقة المحاذية للوادي التي توجد بها حاليًّا منطقة سكنية تعرف بـ“كاواس”.
وكان هذا الفلج يسمى قديما فلج “الرديدة” وهو من أقدم أفلاج الولاية وكان يسقي منطقة كاواس والمناطق المجاورة لها.
وذكر عبدالله بن حمد الجساسي وكيل أفلاج عبري أن المنطقة التي كان يسقيها فلج الرديدة تسمى “المُليّنة”. وحسب الوكالة “تبرز هذه المعالم الأثرية مدى دقة وإتقان عمارة الأفلاج التي وصلت إليه الحضارة العُمانية وتعكس عبقرية ونشاط الإنسان العُماني وإنتاجه الفكري والعملي بشتى فنون العلم والحياة”.
وفبراير الماضي، أعلنت بعثة المركز الفرنسي للبحوث العلمية، بالتعاون مع وزارة التراث والسياحة العمانية، عن اكتشاف مواقع أثرية جديدة في ولاية "عبري". وأفادت البعثة، في بيان لها، باكتشاف منازل تعود للألف الثالث قبل الميلاد، وتحتوي على غرفتين ومواقع متعددة لإشعال النار، فيما بنيت قاعدة المنزل من الصخور، بينما تم بناء الجدران من الطوب الطيني. وتضم المكتشفات الجديدة مواقع وآثارا لبقايا سبعة أبراج، وما يقرب من ألف مدفن قديم تعود للألفية الثالثة قبل الميلاد.