اكتشاف حفريات لأسماك مصرية عاشت في درجة الغليان

القاهرة- عثر باحثون في منطقة صحراوية شرقي العاصمة المصرية القاهرة على حفريات سَمكية عمرها 56 مليون عام، تظهر أن الأسماك كانت قادرة على العيش في بحار حرارتها تقترب من درجة الغليان.
وشمل الاكتشاف الذي عثر عليه في الصخر الزيتي الرمادي الداكن في موقع بالصحراء الشرقية يعرف باسم رأس غارب قرب البحر الأحمر، أكثر من 12 مجموعة مختلفة من الأسماك العظمية التي كانت تعيش في تلك الحقبة التي تعرف بالعصر الباليوسيني والإيوسيني، وفيه كانت درجة حرارة البحار عالية.
ويُنظر إلى الظروف التي حدثت خلال العصر الحراري الأقصى للباليوسيني والإيوسيني، وهي فترة درجات حرارة عالمية مرتفعة للغاية، على أنها “أفضل نظير قديم” لارتفاع درجة حرارة الكوكب حاليا.
ووفقا لصحيفة ديلي ميل البريطانية قالت سناء السيد، المؤلفة الرئيسية للدراسة، إن الحفريات المكتشفة حديثا تعطي الباحثين أول صورة واضحة لكيفية بقاء الأسماك العظمية وازدهارها خلال العصر الباليوسيني والإيوسيني، مما يسلط الضوء على عدد من نسب الأسماك وبيئتها.
وأضافت “الأدلة الحفرية المتاحة لا تشير إلى أزمة واسعة النطاق بين الأسماك البحرية في ذلك الوقت”.
وأوضح مات فريدمان، عالم الحفريات بجامعة ميشيغان، في بيان أن “تأثير طبيعة العصر على الحياة في ذلك الوقت كان ذا أهمية كبيرة، لكن كانت هناك فجوة في فهمنا لكيفية استجابة الحياة في المناطق المدارية، إذ لم يتم أخذ عينات منها بشكل جيد للعديد من مجموعات الحفريات”.
وتابع فريدمان، المشارك في الدراسة التي نُشرت نتائجها في المجلة العلمية “جيولوجي”، “الموقع المصري يقدم أول نظرة خاطفة لنا عن المناطق المدارية، فعلى أساس الأدلة الضئيلة التي لدينا عن الأسماك يبدو أن هذه المخلوقات تجاوزت فترة هذا العصر بشكل جيد، وهناك حتى تلميحات إلى أن التنوع المهم في المجموعة ربما حدث في هذا الوقت أو بعده مباشرة”.
ولا يزال الباحثون بحاجة إلى المزيد من الوقت لإجراء تقييم دقيق لسبب قدرة الأسماك في رأس غارب على التأقلم مع ظروف تلك الفترة القاسية.
ويعتبر فريدمان أن هذه الدراسة “بداية مشروع بحثي؛ الحفريات القديمة يمكن أن تمنح الباحثين رؤى جديدة حول كيفية قدرة المخلوقات على التعامل مع أنماط الطقس المتغيرة وكيفية تفاعلها مع بعضها البعض”.
وأشار إلى أن “التأثيرات على النظم البيئية تنطوي على تفاعل مجموعات متعددة، لا ينبغي اعتبار بقاء مجموعة واحدة في عزلة دليلا على أن تغير المناخ أمر يجب تجاهله”.