اكتشاف جينات جديدة لسرطان الثدي لدى نساء من أصول أفريقية يحسّن التنبؤ بالمرض

النساء السود في الولايات المتحدة يعانين من معدلات إصابة أعلى بسرطان الثدي قبل سن الخمسين.
الأربعاء 2024/05/15
عوامل الخطر الجينية تختلف حسب العرق

واشنطن - حددت دراسة كبيرة 12 جينا من جينات سرطان الثدي لدى نساء من أصول أفريقية قد تساعد يوما ما على التنبؤ بشكل أفضل بمخاطر الإصابة بالمرض وتسلط الضوء على اختلافات المخاطر المحتملة على النساء من أصل أوروبي.

وكانت الدراسات التي أجريت لتحديد الطفرات الجينية المرتبطة بسرطان الثدي قد ركزت بالأساس على النساء من أصل أوروبي.

واستخلصت الدراسة النتائج الجديدة من أكثر من 40 ألف امرأة من أصل أفريقي في الولايات المتحدة وأفريقيا وبربادوس، من بينهن 18034 مصابة بسرطان الثدي.

وكتب الباحثون في دورية “نيتشر جينتيكس”، حيث نشرت نتائج الدراسة، الاثنين أن بعض الطفرات التي تسنى تحديدها لم تكن مرتبطة من قبل بالمرض، أو لم تكن مرتبطة به بقوة كما في هذا التحليل الجديد، مما يشير إلى أن عوامل الخطر الجينية “قد تختلف بين الإناث من أصول أفريقية وأوروبية”.

وقال الباحثون إن إحدى الطفرات التي حددوها في الآونة الأخيرة كانت مرتبطة على وجه الخصوص بالمرض بشدة و”نادرا ما لوحظت” في مجال علم الوراثة المتعلق بالسرطان.

وأشاروا أيضا إلى أن بعض الجينات الأخرى المعروفة بأنها تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي لدى النساء البيض لم تكن مرتبطة بالمرض في هذه الدراسة.

الدراسات التي أجريت لتحديد الطفرات الجينية المرتبطة بسرطان الثدي كانت قد ركزت بالأساس على النساء من أصل أوروبي

وتُلفت جمعية السرطان الأميركية إلى أن النساء السود في الولايات المتحدة يعانين من معدلات إصابة أعلى بسرطان الثدي قبل سن الخمسين، وارتفاع معدل الإصابة بأنواع منه يصعب علاجها، ومعدل وفيات بالمرض أعلى بنسبة 42 في المئة من النساء البيض.

وارتبطت ست طفرات من الطفرات الجينية بارتفاع خطر الإصابة بما يعرف بسرطان الثدي الثلاثي السلبي، وهو الشكل الأكثر شراسة للمرض. وأظهرت أبحاث سابقة أن النساء السود لديهن خطر متزايد للإصابة بهذا النوع من سرطان الثدي يصل إلى نحو ثلاثة أضعاف مثيله لدى النساء البيض.

ووجدت الدراسة أن النساء اللاتي يحملن الجينات الستة كلها أكثر عرضة بمعدل 4.2 مرة لتشخيص الإصابة بسرطان الثدي الثلاثي السلبي مقارنة باللائي ليس لديهن أي جين من هذه الجينات أو واحد فقط منها.

وقال المعد الرئيسي للدراسة الدكتور وي تشنغ من المركز الطبي بجامعة فاندربيلت في ناشفيل “إن فائدة المتغيرات الجديدة تحتاج إلى المزيد من التقييم قبل أن يصبح اختبارها متاحا بشكل روتيني”.

وتقول جمعية السرطان الأميركية “إن الكثير من الطفرات الجينية التي جرى تحديدها في الماضي على أنها من عوامل خطر الإصابة بسرطان الثدي لدى النساء البيض ترتبط أيضا ارتباطا قويا بمخاطر المرض لدى النساء السود”، وتنصح بإجراء الاختبارات الجينية لجميع المريضات بغض النظر عن العرق.

احتمال إصابة الأميركيات السود اللائي تقل أعمارهن عن 35 عاما بسرطان الثدي يزيد بنسبة 50 في المئة عن البيض

وأظهرت دراسة طبية جديدة أن النساء المنحدرات من أصول أفريقية أكثر عرضة من النساء البيض للإصابة بنوع أكثر خطورة من سرطان الثدي الذي يصيبهن أيضا في مرحلة عمرية مبكرة مقارنة بمثيلاتهن من البيض. وخلصت إلى أن صورة مختلفة من سرطان الثدي تصيب النساء في أفريقيا في مرحلة عمرية أصغر.

وقالت “بينما يقل احتمال إصابة السوداوات في أميركا الشمالية بسرطان الثدي عن النساء البيض فإن أصولهن الأفريقية تجعلهن أكثر عرضة للإصابة بصورة سرطان الثدي الموجودة في أفريقيا”.

وقُدمت الدراسة التي تقوم على مقارنة سرطان الثدي في نيجيريا والسنغال وأميركا الشمالية في اجتماع الرابطة الأميركية لأبحاث السرطان.

وقالت الباحثة فونمي أولوباد من جامعة شيكاغو إن الاكتشاف يعني “أن علينا أن نعيد النظر في التوقيت الواجب لبدء إجراء فحوص لسرطان الثدي وفي وتيرة إجراء الفحوص على النساء المعرضات للإصابة بأخطر أنواع سرطان الثدي”.

وأضافت أن المعايير الحالية “وضعت وفقا لمعرفتنا العميقة بسرطان الثدي لدى النساء الأكبر سنا المنحدرات من أصول أوروبية ولكن نتائجنا تعني أن الكثير من البيانات الأميركية والأوروبية لا تنطبق على أنواع سرطان الثدي التي تصيب الأفريقيات”.

وأوضحت أولوباد “يتعين علينا أن نعيد النظر في كيفية فحص النساء السود بشأن صورة أقل شيوعا لكنها تبدأ في سن مبكرة وتتحرك بسرعة أكبر. ومن الواضح أن إجراء أشعة بشكل سنوي على الثدي عند بلوغ المرأة الخمسين ليس الطريقة المثلى لاكتشاف المرض في مرحلة مبكرة لدى الأفريقيات اللائي يصبن بالمرض ويتوفين. كما يجب تعديل أسلوب فحص الأميركيات المنحدرات من أصول أفريقية”.

ويزيد احتمال إصابة الأميركيات السود اللائي تقل أعمارهن عن 35 عاما بسرطان الثدي بنسبة 50 في المئة عن البيض، بيد أن النسبة تصبح متساوية في الخمسين وبعد هذه السن يقل احتمال إصابتهن بسرطان الثدي عن البيض.

وقالت أولوباد التي ترأس مركز الوراثة والسرطان في جامعة شيكاغو “كان يُعتقد أن سرطان الثدي يختلف في أفريقيا ولكن لم توجد معلومات عما إذا كان هذا الاختلاف ناجما عن أسباب بيولوجية أم عن عوامل بيئية”.

وأضافت “لدينا الآن دليل واضح على أن الطبيعة تلعب دورا كبيرا. هذه الأورام تختلف بيولوجيا إلى حد كبير، ما يجعلها أشد خطرا”.

16