اكتشاف آلية مقاومة سرطان المبيض للعلاج الكيميائي

الإشارات المتبادلة بين الخلايا السرطانية تساعدها على مقاومة الأدوية.
السبت 2025/03/29
البيئات الخلوية داخل أجسام المريضات تؤثر على عمل الخلايا

خلص باحثون طبيون روس إلى أن دخول الحويصلات المحتوية على سلاسل الحمض النووي الريبي والبروتينات إلى الخلايا السرطانية يؤدي إلى زيادة مقاومتها للعلاج الكيميائي، وهو ما يفسر فقدان فاعلية الأدوية في معظم حالات الإصابة بسرطان المبيض. وتفرز الخلايا السرطانية الحويصلات خارج الخلوية أثناء العلاج الكيميائي، وتخترق هذه الحويصلات الخلايا السرطانية المجاورة وتجعلها أكثر مقاومة للأدوية.

موسكو ـ اكتشف العلماء الروس أن مقاومة الأورام الخبيثة في المبيض للعلاج الكيميائي تعتمد على مدى نشاط تبادل الإشارات بين الخلايا السرطانية الحية والمحتضرة.

وتساعد بعض هذه الإشارات الخلايا على مقاومة تأثير الأدوية، وفق ما أفاد به مركز العلاقات العامة في معهد موسكو للفيزياء والتكنولوجيا.

وركزت الدراسة على عملية اكتساب خلايا سرطان المبيض للمقاومة تجاه العلاج الكيميائي، ولاحظ الباحثون أن الخلايا السرطانية تزيد بشكل كبير من إفراز الحويصلات خارج الخلوية أثناء العلاج الكيميائي. وتخترق هذه الحويصلات الخلايا السرطانية المجاورة وتجعلها أكثر مقاومة للأدوية.

وقالت د. فيكتوريا شيندر رئيسة مختبر الأورام الجزيئية في مركز “لوبوخين” الفيدرالي للكيمياء الحيوية “اكتشفنا أن الخلايا السرطانية المحتضرة تطلق حويصلات تحتوي على كميات كبيرة من بروتينات ‘أس أن أي 13’ و’أس يو أن سي أر أي بي’، ولاحظنا أنه أثناء العلاج الكيميائي تقوم الخلايا السرطانية بزيادة إفراز الحويصلات التي تخترق الخلايا السرطانية المجاورة الناجية وتجعلها أكثر مقاومة للعقاقير.”

وللكشف عن آليات تطور هذه المقاومة تتبعت شيندر وفريقها البحثي الجزيئات التي تنتجها الخلايا السرطانية المتنامية والمحتضرة عند تعرضها للعلاج الكيميائي، كما قاموا بدراسة شاملة للبيئات الخلوية التي توجد فيها داخل أجسام المريضات.

الخلايا السرطانية تفرز الحويصلات خارج الخلوية أثناء العلاج الكيميائي، وتخترق هذه الحويصلات الخلايا السرطانية المجاورة وتجعلها أكثر مقاومة للأدوية

وكشفت هذه التجارب أن الخلايا المحتضرة تفرز حويصلات تحتوي على كميات كبيرة من بروتين “أس أن أي 13” وبروتين “أس يو أن سي أر أي بي”، وهذه البروتينات عادة ما توجد في نوى الخلايا فقط.

واكتشف العلماء من خلال التجارب التي أجريت على مزارع الخلايا أن هذه الجزيئات تعزز نشاط الجينات المرتبطة بتنظيم الدورة الخلوية وإصلاح الحمض النووي.

وقد خلص الباحثون إلى أن دخول الحويصلات المحتوية على سلاسل الحمض النووي الريبي والبروتينات إلى الخلايا السرطانية يؤدي إلى زيادة مقاومتها للعلاج الكيميائي، ما يفسر فقدان فاعلية الأدوية في معظم حالات الإصابة بهذا النوع من السرطان.

وسرطان المِبيَض هو نمو للخلايا المتكونة في المِبيَضين. تتضاعف هذه الخلايا سريعًا ويمكن أن تغزو أنسجة الجسم السليمة وتدمرها.

ويحتوي الجهاز التناسلي الأنثوي على مِبيضين، يقع كل واحد منهما على أحد جانبي الرحم. وينتج الـمِبيَضان (يبلغ حجم الواحد منهما حجم حبة اللوز) البُوَيضات بالإضافة إلى هرموني الأستروجين والبروجستيرون.

ويقتضي علاج سرطان المبِيض عادةً الجراحة والعلاج الكيميائي.

ولم تتضح بعد أسباب الإصابة بسرطان المِبيَض، رغم أن الأطباء قد حددوا عدة عوامل يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بهذا المرض.

من الممكن أن تغزو الخلايا السرطانية الأنسجة القريبة، وقد تنفصل عن الورم الأولي لتنتشر في الأجزاء الأخرى من الجسم

ويَعلَم الأطباء أن سرطان المِبيَض يبدأ عند حدوث تغييرات (طفرات) في الحمض النووي للخلايا الموجودة في أنسجة المِبيَض أو الخلايا المجاورة لها. ويحتوي الحمض النووي للخلية على التعليمات التي تخبر الخلية بما يجب عليها فعله. لكن هذه التغيرات تخبر الخلية بضرورة أن تتكاثر بمعدل سريع لتُشكل كتلة (ورمًا) من الخلايا السرطانية. وتستمر الخلايا السرطانية في النمو بينما تموت الخلايا السليمة. ومن الممكن أن تغزو الخلايا السرطانية الأنسجة القريبة، وقد تنفصل عن الورم الأولي لتنتشر في الأجزاء الأخرى من الجسم.

ويكشف نوع الخلية التي بدأ فيها السرطان عن نوع سرطان المِبيَض، ويساعد الطبيب على تحديد العلاجات التي تناسب حالة المريض على أفضل وجه. وتشمل أنواع سرطان المبيض ما يلي:

  • سرطان المبيض الظِّهاري: هذا النوع هو أكثر الأنواع انتشارًا. ويشمل عدة أنواع فرعية، منها الساركومة المصلية والساركومة المخاطية.
  • الأورام السّدية: تُشخَّص هذه الأورام النادرة عادة في مرحلة أبكر من الأنواع الأخرى من سرطان المبيض.
  • أورام الخلايا الجنسية: تصيب هذه الأنواع النادرة من سرطان المبيض المرأة في سن مبكرة غالبًا.

وتتضمن العوامل التي يمكن أن تزيد خطر الإصابة بسرطان المبيض ما يلي:

  • التقدم في العمر: يزداد خطر الإصابة بسرطان المبيض مع التقدم في العمر. فهو ينتشر أكثر لدى البالغين الأكبر سنًّا.
  • تغيرات الجينات الموروثة: تعود أسباب نسبة ضئيلة من سرطانات المبيض إلى تغيرات الجينات الموروثة من الوالدين. وتشمل الجينات التي تزيد خطر الإصابة بسرطان المبيض “بي أر سي إيه 1″ و”بي أر سي إيه 2” . كما أنّ هذه الجينات تزيد خطر الإصابة بسرطان الثدي. وهناك العديد من التغيرات الجينية الأخرى المشهورة بزيادة خطر الإصابة بسرطان المبيض، منها التغيرات الجينية المقترنة بمتلازمة لينش.
  • سجل مرضي عائلي يشير إلى الإصابة بسرطان المبيض: إذا كانت لدى المريضة قريبات مصابات بسرطان المبيض، فربما كانتِ أكثر عرضة لخطر الإصابة بهذا المرض.
  • زيادة الوزن أو السمنة: يرفع الوزن الزائد أو البدانة خطر الإصابة بسرطان المبيض.
  • العلاج ببدائل الهرمونات ما بعد سن اليأس: قد يزيد العلاج ببدائل الهرمونات بهدف السيطرة على مؤشرات وأعراض انقطاع الطمث خطر الإصابة بسرطان المبيض.
  • انتباذ بطانة الرحم: انتباذ بطانة الرحم هو اضطراب مؤلم شائع غالبًا، وفيه تنمو أنسجة مشابهة للأنسجة المبطنة للرحم من الداخل خارج الرحم.
  • سن بداية الحيض وانقطاعه: بداية الحيض في سن مبكرة، أو انقطاع الطمث في سن متأخرة، أو حدوث كليهما، قد يزيد خطر الإصابة بسرطان المبيض.
  • عدم حدوث الحمل مطلقًا: إذا لم يسبق للمرأة الحمل من قبل مطلقًا، فقد تكون أكثر عُرضة لخطر الإصابة بسرطان المبيض.
15