افتتاح متجر للأسطوانات ينعش شارع أكسفورد في لندن

متجر "إتش إم في" يُخصص مساحة للعروض والتواقيع، إضافة إلى مجموعة واسعة من المقالات عن ثقافة البوب.
السبت 2023/11/25
عودة الرونق إلى الشارع

هناك محلات تجارية تجعل من نفسها علامة بارزة من الشوارع الرئيسية في عواصم العالم ولا يستغني عنها، مثال ذلك محل "إتش إم في" لبيع الأسطوانات والذي أعيد افتتاحه في شارع أكسفورد الشهير بلندن.

لندن - أعادت شركة الأسطوانات البريطاني "إتش إم في" الجمعة افتتاح متجرها الشهير في أكسفورد ستريت وسط لندن، بعد أربع سنوات على إغلاقه، مما يعزز الآمال في إعادة إحياء شارع التسوق الذي يشهد تراجعاً في معدلات ارتياده. 

ومنذ إفلاس شركة توزيع الأسطوانات التي افتتحت أول متجر لها في أكسفورد ستريت سنة 1921، استحال المكان متجرا لبيع السكاكر، مما أثار استياء سكان لندن ومحبي الموسيقى. ويعتبر شارع أكسفورد واحدا من أهم الأماكن السياحية ليس في لندن فحسب، وإنما على مستوى العالم أجمع، وذلك لما يقدمه هذا الشارع الهام لزواره من مجموعة كبيرة ومتنوعة من المتاجر وأماكن التسوق.

وأعيد الجمعة إلى واجهة أحد مباني أوكسفورد ستريت، شعار المجموعة البريطانية، وهو كلب يستمع إلى صوت صاحبه المتوفى عبر جهاز لتشغيل أسطوانات الفينيل، ومن هنا أتى اسم الشركة "إتش إم في" وهي الأحرف الأولى من عبارة "هيز ماسترز فويس" أي صوت صاحبه. وتوضح المجموعة أن المتجر الجديد “سيعكس تطور المفهوم التجاري لـ'إتش إم في'، مع تخصيص مساحة للعروض والتواقيع، بالإضافة إلى مجموعة واسعة من المقالات عن ثقافة البوب".

ويقول عضو مجلس بلدية وستمنستر جيف باراكلاف، في حديث إلى وكالة فرانس برس، إنّ هذا "بالضبط ما نريد أن يصبح عليه أكسفورد ستريت: تجربة تتجاوز التجارة بالتجزئة التقليدية"، مرحباً بإعادة افتتاح المتجر. ودخل متجر "إتش إم في" في أكسفورد ستريت تاريخ المجال الموسيقي سنة 1962 عندما أحضر براين إبستين، مدير أعمال فرقة البيتلز، نسخة من شريط فيديو يعرض مسيرة الفرقة ولاقى استحسان المنتجين في "آي إم آي"، الدار التي كانت تملك "إتش إم في" آنذاك، مما كان عاملاً مساعداً للفرقة في الحصول على عقد عمل.

◙ إعادة افتتاح متجر "إتش إم في" يشكّل نقطة تحوّل لأكسفورد ستريت
 ◙ إعادة افتتاح متجر "إتش إم في" يشكّل نقطة تحوّل لأكسفورد ستريت

وواجهت "إتش إم في" مذّاك صعوبات مالية مستمرة، على خلفية كساد في سوق الأسطوانات في ظل المنافسة مع الموسيقى التي تُبث عبر الإنترنت. وأشهرت شركة "إتش إم في" في نهاية عام 2018 إفلاسها، بعدما كانت عانت إفلاساً أوّل سنة 2013 بسبب التحميل المتزايد للموسيقى والأفلام عبر المواقع الإلكترونية.

ثم اشترى رجل الأعمال الكندي دوغ بوتمان، صاحب متاجر "صَن رايز" للأسطوانات،  شركة "إتش إم في" بمبلغ لم يُعلَن عنه، لكنه اضطر إلى إغلاق 27 نقطة بيع، بينها المتجر الشهير في وسط لندن. وبعد أربع سنوات، تمكنت المجموعة من معاودة تحقيق أرباح، وأعلنت في أبريل أنها ستفتح من جديد متجرها في أكسفورد ستريت قبل عيد الميلاد، "نزولاً عند طلب شعبي".

وعلى غرار بريطانيين كثر، يستذكر ديف جيكوبس (60 عاماً)، وهو عامل سقالة في لندن، بتأثّر المرحلة التي كان خلالها يطّلع على أغلفة الأسطوانات ويشتري الأعمال الموسيقية من هذا المتجر. ولا يبدي انزعاجه من بدء متاجر حلوى كثيرة يعتبر أنها غيّرت طابع إكسفورد ستريت، إقفال أبوابها. وخلال السنوات الأخيرة، شهد شارع التسوق الرئيسي في العاصمة البريطانية تغييرات، إذ أُقفلت متاجر كبرى فيه منها "دبنهامز" و"هاوس أوف فريزر" بينما افتُتحت العشرات من متاجر الحلويات والهدايا التذكارية خلال مرحلة جائحة كوفيد - 19.

وتتهم السلطات المحلية هذه المحال غير العريقة، بممارسات تجارية يحوم حولها الشك، فضلا عن تخلفها عن دفع ضرائب تجارية بالملايين من الجنيهات الإسترلينية. ويبحث سائحون من بينهم براندي فوندز (51 عاماً) التي حضرت من الولايات المتحدة لزيارة لندن مع ابنتها، عن متاجر تعبّر عن هوية العاصمة البريطانية، لكنّهما لم تجدا أياً منها.

ويعتبر جيف باراكلاف أنّ إعادة افتتاح متجر "إتش إم في" يشكّل نقطة تحوّل لأكسفورد ستريت. ويقول "يعود الرونق إلى أحد شوارع التسوق الأكثر شعبية في البلاد". ويُنتظر بفارغ الصبر افتتاح متجر لسلسلة "إيكيا" لبيع الأثاث المريح خلال العام المقبل سيكون الأول في وسط العاصمة البريطانية.

◙ فرصة لاستكشاف الجديد
◙ فرصة لاستكشاف الجديد 

18