اغتيال الناشط اللبناني المعارض لحزب الله لقمان سليم

بيروت – عثرت السلطات الأمنية اللبنانية على الناشط الشيعي المعارض لحزب الله لقمان سليم مقتولا في سيارة بجنوب البلاد الخميس.
وقال مصدر أمني لوسائل إعلام محلية إن لقمان سليم، وهو ناشط وناشر يدير مركزا للأبحاث، قتل بإطلاق نار في رأسه داخل سيارة في العدوسية في جنوب لبنان، ولم تتضح الدوافع بعد.
وحذر تيار المستقبل التابع لرئيس الحكومة المكلف سعد الحريري من عودة مسلسل الاغتيالات واستهداف الناشطين.
وأعرب في بيان الخميس عن استنكاره لهذه "الجريمة النكراء"، مطالبا الجهات المختصة بالعمل على جلاء الحقيقة بأسرع وقت.
ويعرف لقمان سليم بمعارضته لحزب الله، وله مواقف كثيرة من سياسة الحزب في لبنان والعالم العربي، وقد تعرض للكثير من حملات التخوين من قبل المقربين من الحزب وأذرعه الإعلامية.
وكانت عائلة الناشط والباحث السياسي أبلغت عن اختفائه مساء الأربعاء.
وكتبت شقيقته رشا لقمان الأمير، على صفحاتها بمواقع التواصل الاجتماعي أنه قد تم فقدان الاتصال به بعد خروجه من منزل أحد أصدقائه في بلدة صريفا، قضاء صور في جنوب لبنان.
وذكرت الأمير أن شقيقها "لا يجيب على هاتفه منذ أكثر من 5 ساعات كان في نيحا الجنوب مع (صديقه) شبيب الأمين، ثمّ غادر عائدا ولم يصل بعد. أرجو مساعدتي لمعرفة أين هو من خارج الروتين الإداري. (مخفر وبلاغ)".
وسليم من مواليد الضاحية الجنوبية لبيروت عام 1962، وهو حاصل على شهادة في الفلسفة من جامعة السوربون في فرنسا، وأسس عام 1990 دار الجديد للنشر، والتي تهتم بنشر الأدب العربي ومقالات ذات محتوى مثير للجدل.
وشارك في عام 2004 في تأسيس مؤسسة أمم للأبحاث والتوثيق، ومركزها حارة حريك في ضاحية بيروت الجنوبية، وهي تُعنى بإنشاء أرشيف مفتوح للمواد المتعلقة بالتاريخ الاجتماعي والسياسي في لبنان، وتهتم بجمع شتات ذاكرة الحرب اللبنانيّة.
وفي ديسمبر من العام 2019، أعلن سليم أن مجمعا يضمّ منزله الشخصي ومنزل العائلة ومنازل لأبناء عمومته، تعرض للاعتداء بالتزامن مع اعتداء مماثل نفذه موالون لحزب الله وحركة أمل، استهدف خيمة لنشطاء في بيروت يعتبرون من المعارضين للحزب وسياسته.
وكان تعرض سابقا لحملات تخوينية عدة من قبل موالي وأنصار حزب الله وحركة أمل، حتى أنهم دخلوا العام الماضي حديقة منزله، تاركين له رسالة تهديد، وملوحين برصاص وكاتم صوت، ما دفع الباحث إلى إصدار بيان حمّل فيه أمين عام حزب الله حسن نصرالله، وحركة أمل برئاسة رئيس مجلس النواب نبيه بري مسؤولية تعرضه لأي اعتداء.
وفي حوار سابق له مع صحيفة "العرب" كان سليم قد شدد على أن هاجسه في الحياة "كان دائما يتعلق بالتأكيد أن حزب الله ليس مكتوبا في اللوح المحفوظ وليس مصيره الأبدية. أنا واثق أن هناك شيئا من حزب الله سيبقى في نفوس الشيعة كأيقونة، وأنه في قعر الفنجان الشيعي سيبقى دوما الحنين إلى لحظة البطولة كما يمثلها الحزب، ولكن هناك فرقا بين من يحمل سيفا وترسا ويهجم عليك، وبين حزب تحول إلى صورة على الحائط. أنا مع تحول حزب الله إلى بوستر للذاكرة ضمن بوسترات أخرى".