اضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة يُصيب البالغين أيضا

برلين - تظهر على جميع الأشخاص تقريبا علامات تشبه اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط عند نقطة ما في حياتهم. وقد يصعب تشخيص اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط لدى البالغين نظرًا إلى تشابُه أعراضه مع الأعراض التي تُسبِّبها حالات أخرى مثل اضطرابات القلق أو اضطرابات المزاج. كما أن العديد من البالغين المصابين باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط تكون لديهم إحدى حالات الصحة العقلية الأخرى مثل الاكتئاب أو القلق.

وقالت الرابطة الألمانية للأطباء المعالجين لاضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة إن “اضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة هو اضطراب نفسي يحدث بسبب تأخر النمو العصبي، وهو يبدأ في مرحلة الطفولة، كما أنه قد يصيب البالغين أيضا”.

وأوضحت الرابطة أن أسباب الإصابة باضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة غير معلومة على وجه الدقة، ولكن يرجح الأطباء أن العوامل الوراثية والعوامل الكيميائية العصبية تتفاعل وتؤدي إلى تغيرات في الدماغ، حيث تطرأ تغيرات على عملية نقل مادة “الدوبامين” في النطاقات المسؤولة عن الذاكرة والتعلم.

كما تزيد بعض العوامل من خطر الإصابة باضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة مثل التدخين وشرب الخمر أو تعاطي المخدرات أثناء الحمل. وفي مرحلة الطفولة تتمثل الأعراض الرئيسية لاضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة في قلة الانتباه وفرط النشاط الحركي والاندفاعية، وبالتالي يواجه الأطفال صعوبة في التركيز ويتشتت انتباههم بسهولة ويكونون أكثر قلقا وإهمالا وأقل صبرا من الأطفال الآخرين.

وغالبا ما تتوارى الأعراض المميزة لدى البالغين ويحل محلها الاضطراب الداخلي الشديد والتوتر العصبي وسرعة الاستثارة وصعوبة التحكم في الدوافع، بالإضافة إلى صعوبة التخطيط التنظيمي والزمني، وهو ما يتجلى على سبيل المثال في صعوبة الالتزام بالمواعيد. ويتم علاج اضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة بواسطة الأدوية والعلاج النفسي مثل العلاج السلوكي.

واضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط لدى البالغين هو اضطراب مرتبط بالصحة العقلية، ويتضمن مجموعة من المشكلات المستمرة، مثل صعوبة الانتباه، وفرط الحركة، والسلوك الاندفاعي. وقد يُؤدِّي اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط لدى البالغين إلى علاقات غير مستقرةٍ، وضعف العمل أو الأداء المدرسي، وتراجع الثقة بالنفس، وغيرها من المشكلات.

وعلى الرغم من أنه يُسمَّى اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط لدى البالغين، فإن الأعراض تبدأ في مرحلة الطفولة المبكِّرة، وتستمرُّ حتى سن البلوغ. غير أنه في بعض الحالات، لا يتمُّ التعرُّف على اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط لدى البالغين أو تشخيصه حتى يصل الشخص إلى مرحلة البلوغ. وقد لا تكون أعراض الاضطراب لدى البالغين بنفس وضوح الأعراض لدى الأطفال. وبالنسبة إلى البالغين، قد ينخفض فرط الحركة، ولكن قد تستمر أعراض الاندفاع والهياج وتشتُّت الانتباه.

ويُشبه علاج اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط لدى البالغين علاجه لدى الأطفال. ويتضمَّن علاج المرض لدى البالغين الأدوية واستشارات الصحة العقلية (العلاج النفسي) وعلاج أي أمراض صحة عقلية تُصاحب هذا الاضطراب.

وتظهر أعراض أقل عند بعض المصابين باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط كلما تقدَّموا في العمر، ولكن تستمرُّ الأعراض الأساسية عند بعض البالغين إلى درجة تعوق الأداء اليومي. وقد تشمل السمات الرئيسية لاضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط عند البالغين صعوبة في الانتباه، والاندفاع والتململ. وتتراوح الأعراض ما بين البسيطة والحادَّة.

ولا يعي العديد من البالغين المصابين باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط بإصابتهم به ولكنهم فقط يعلمون أن ما عليهم فعله يوميًا يمثل مهمة صعبة. وقد يواجه البالغون المصابون به صعوبة في التركيز وترتيب الأولويات؛ مما يُؤدِّي إلى نسيان المقابلات والخطط الاجتماعية وعدم الالتزام بالمواعيد النهائية. ويُمكن أن يتراوح عدم القدرة على التحكُّم في الانفعالات بين عدم تحمل الانتظار في الصفِّ أو القيادة في أوقات الذروة وحتى التقلُّبات المزاجية ونوبات الغضب.

وبينما لا يزال السبب الحقيقي لاضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط غير واضح، لا تزال جهود الأبحاث مستمرة بشأنه. ومن ضمن العوامل التي يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بالمرض الجينات الوراثية.

كما يمكن أن يكون مرض اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط متوارثًا بين العائلات، حيث أوضحت الدراسات أن العوامل الوراثية تلعب دورًا. وهناك عوامل بيئية معينة أيضًا يمكنها أن تزيد من خطورة الإصابة بهذا المرض، مثل التعرض للرصاص أثناء فترة الطفولة. ويمكن لوجود مشكلات في الجهاز العصبي المركزي في أوقات أساسية من النمو أن يلعب دورًا في ذلك.

وقد يزداد خطر الإصابة باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط في حالة إذا كان لدى المريض أحد الأقارب بالولادة، مثل أحد الوالدين أو الإخوة، مصابا بالمرض أو أي من اضطرابات الصحة العقلية الأخرى. كما أن تدخين الأم أو تناوُلها المشروبات الكحولية أو المخدِّرات أثناء الحمل يعرُّض الشخص أثناء طفولته للسموم البيئية، مثل الرصاص، والذي يوجد في المقام الأول في الطلاء والأنابيب في المباني القديمة.