اضطراب الغدة الدرقية يضرّ بخصوبة المرأة ويصعّب الحمل

فرط النشاط أو قلته يخلّان بالتوازن الهرموني ويؤثران سلبا على نضج البويضة.
الأربعاء 2025/02/26
صعوبة في الحمل

يؤكد خبراء الصحة على وجود علاقة بين اضطراب الغدة الدرقية وخصوبة المرأة، مشيرين إلى أن فرط النشاط أو قلته يحدثان خللا في التوازن الهرموني، ما يؤثر سلبا على نضج البويضة، لذلك يوصون بفحص الغدة الدرقية ومستوى اليود بالجسم عند الرغبة في الإنجاب. وتدخل هرمونات الغدة الدرقية في كافة عمليات التمثيل الغذائي كما لها علاقة بسلامة الحمل وصحة الأم والجنين.

برلين - ثبت أن نقص هرمونات الغدة يصعّب حدوث الحمل، لهذا توصي الرابطة الألمانية للطب النووي بفحص الغدة الدرقية ومستوى اليود بالجسم عند الرغبة في الإنجاب. وتؤكد الرابطة أن الأمر ذاته يسري أيضاً على المرأة الحامل خلال الأسابيع الأولى من الحمل، لافتة إلى أن التغذية لا تكفي وحدها لسد الحاجة المتزايدة إلى اليود خلال هذه الفترة. لذلك تُوصى الحوامل في بعض الأحيان بتناول أقراص اليود.

والغدة الدرقية واحدة من أهم الغدد الصماء في جسم الإنسان. والغدد الصماء هي الغدد التي تفرز هرموناتها مباشرة إلى الدم من دون الحاجة إلى قنوات خاصة لنقلها. وتدخل هرمونات الغدة الدرقية في كافة عمليات التمثيل الغذائي التي تحصل في الجسم، فتعزز نمو الجسم من كافة الجوانب العقلية والبدنية، وتنظم جهاز القلب والأوعية الدموية وتقي من اضطرابات نبض القلب مثلا، وتحافظ على سلامة الجهاز الهضمي، وتدعم صحة الجلد ونضارة البشرة، إضافة إلى التأثيرات الإيجابية النفسية الأخرى. ومن أهم وظائف الغدة الدرقية دورها المهم في الإنجاب وسلامة الحمل وصحة الأم والجنين.

وأفادت مجلة “ستايل بوك” بأن اضطراب الغدة الدرقية قد يحرم المرأة من الإنجاب؛ لأن له تأثيرا سلبيا على الخصوبة. وأوضحت المجلة في موقعها على الإنترنت أن الغدة الدرقية الموجودة في الرقبة تتحكم في العديد من العمليات الهرمونية في الجسم ولها تأثير مباشر على الخصوبة، مشيرة إلى أن فرط النشاط وقلته يمكن أن يؤديا إلى حدوث خلل في التوازن الهرموني، وهو ما يؤثر سلبا على نضج البويضة، كما أن عدم السيطرة الكافية على الغدة الدرقية يمكن أن يزيد من خطر الإجهاض.

وأضافت المجلة المعنية بالصحة أن الهرمون المركزي في هذا السياق هو الهرمون المحفز للغدة الدرقية، والذي يحفز الغدة الدرقية على إنتاج الهرمونات. وإذا كانت قيمة هذا الهرمون مرتفعة، فهذا يشير إلى تباطؤ الغدة الدرقية، وقد يكون إنتاج الهرمونات المهمة مثل “الثيروكسين”  و”ثلاثي يودوثيرونين” غير كافٍ. وإذا كانت القيمة منخفضة جدا، فإن الغدة الدرقية تعمل بكامل سرعتها. وفي كلتا الحالتين قد تتأثر الخصوبة بشكل سلبي.

◙ الغدة الدرقية الموجودة في الرقبة تتحكم في العديد من العمليات الهرمونية في الجسم ولها تأثير مباشر على الخصوبة
◙ الغدة الدرقية الموجودة في الرقبة تتحكم في العديد من العمليات الهرمونية في الجسم ولها تأثير مباشر على الخصوبة

وغالبا ما يتجلى قصور الغدة الدرقية في الخمول والتعب وزيادة الوزن وتقصف الأظافر وجفاف الجلد، في حين تتمثل أعراض فرط نشاط الغدة الدرقية في القلق وسرعة دقات القلب واضطرابات النوم. وعند ملاحظة هذه الأعراض أو عند مواجهة مشاكل في الحمل، ينبغي إجراء فحص للغدة الدرقية، علما بأن إمداد الجسم بالهرمونات بشكل جيد لا يسهم في تحسين الخصوبة فحسب، بل يعمل أيضا على دعم الحمل الصحي.

وأشارت “ستايل بوك” إلى أنه أثناء الحمل تزداد الحاجة إلى هرمونات الغدة الدرقية بشكل كبير لأنها ضرورية لنمو دماغ الطفل وجهازه العصبي، محذرة من أن الرعاية غير الكافية يمكن أن تكون لها عواقب وخيمة على الأم الحامل والطفل. ويتعين على المرأة، التي تتناول بالفعل دواءً لعلاج اضطراب الغدة الدرقية، استشارة الطبيب لمعرفة ما إذا كان هذا الدواء مسموحا به أثناء الحمل أيضا؛ لأنه في حالة فرط نشاط الغدة الدرقية هناك مواد فعالة يمكن أن تكون مضرة بالجنين.

وأوضحت الدكتورة عبير محمد بن خميس، استشارية الأمراض الباطنية والغدد الصماء والسكري في جامعة الملك عبدالعزيز، أن شكل الغدة الدرقية يشبه الفراشة الصغيرة ولا يزيد حجمها عن 20 سنتيمترا مكعبا، ووزنها 60 غراما، وتقع في الرقبة أمام القصبة الهوائية، وتتكون من فصين، يحتوي كل منهما على خلايا مسؤولة عن تصنيع وإفراز هرمونات الغدة الدرقية، ويعتبر اليود العنصر الأساسي لإنتاج هذه الهرمونات.

وأضافت الدكتورة بن خميس أن هرمون الغدة الدرقية “ثايروكسين” يلعب دورا رئيسيا في عملية التمثيل الغذائي (الأيض) بالإضافة إلى تنظيم العديد من وظائف الجسم كوظائف القلب والجهاز الهضمي وتطور الدماغ وصحة العظام والعضلات، فضلا عن تنظيم عملية التبويض لدى المرأة، أي أنه يؤثر على جميع أجهزة الجسم تقريبا ما يعني أن يكون معدل هرمونات الغدة الدرقية في الدم بنسبة طبيعية أمرا ضروريا للصحة؛ فأي خللٍ أو اضطراب في نشاط هذه الغدة سوف يُؤثران على كامل وظائف الجسم، ويجعلان من الصعب على الإنسان أداء العديد من المهام بسبب الإرهاق الذي يُسببه الخلل أو الاضطراب في نشاط الغدة.

ويحدث قصور الغدة الدرقية عندما لا تقوم الغدة بإنتاج ما يكفي من الهرمونات، وهو ما يؤدي إلى تباطؤ في بعض وظائف الجسم، وغالبا ما يحدث ذلك بسبب الإصابة بمرض المناعة الذاتية، والتي يقوم فيها الجسم بمهاجمة الغدة الدرقية، أو بسبب الاستئصال الجزئي أو الكلي للغدة الدرقية نتيجة تضخم الغدة أو الإصابة بسرطان الغدة الدرقية، أو في حالة تم استخدام العلاج الإشعاعي في علاج أورام الرأس والرقبة، وكذلك أمراض الغدة النخامية، أو بعض الأدوية أو نقص اليود في الغذاء.

ومن الأعراض الشائعة لقصور الغدة الدرقية الخمول والشعور بالإعياء والاكتئاب وآلام العضلات والمفاصل والشعور بوخز في أصابع اليدين والقدمين وجفاف في الجلد وزيادة الوزن رغم ضعف الشهية وعدم انتظام الدورة الشهرية.

16