اضطراب الشره القهري: الأسباب والعلاج

برلين – اضطراب الشره القهري هو اضطراب نفسي يصيب النساء في الغالب، وهو يعني تناول كميات كبيرة من الطعام تزيد عما يحتاج إليه الجسم، ما يؤدي غالبا إلى زيادة الوزن بصورة كبيرة، وفق ما قالته الجمعية الألمانية للطب النفسي والعلاج النفسي وطب الأعصاب.
وأوضحت الجمعية أن أسباب الإصابة بنوبات الشره هذه يمكن أن ترجع إلى الشعور بالخوف أو الغضب أو الإحباط أو الحزن وانخفاض الثقة بالنفس وقلة الدعم الاجتماعي وكذلك الإصابة بأعراض الاكتئاب.
وغالبا ما يلجأ المرضى إلى نوبات الشره لاتخاذها وسيلة تمنح الشعور بالراحة النفسية، ولكنهم غالبا ما يخجلون من أنفسهم ويدخلون في نوبات اكتئاب شديدة بعد ذلك.
وإلى جانب العبء النفسي الناتج عن اضطراب الشره القهري يمكن أن يؤدي هذا الاضطراب إلى الإصابة بالأمراض الناتجة عن زيادة الوزن كارتفاع ضغط الدم مثلا، لاسيما إذا لم يتم الخضوع للعلاج بشكل مبكر.
وأشارت الجمعية إلى أن أولى خطوات معالجة هذا الاضطراب النفسي تتمثل في إدراك المريض أنه مصاب بأحد اضطرابات الأكل، التي تستلزم الخضوع للعلاج.
ويلعب العلاج السلوكي المعرفي دورا كبيرا في معالجة هذا الاضطراب؛ حيث يتعلم المريض خلال العلاج كيفية إدراك المواقف التي يلجأ فيها إلى تناول الطعام للشعور بالراحة النفسية، كي يمتنع عن القيام بذلك ويلجأ إلى وسائل أخرى صحية كممارسة الرياضة أو إحدى تقنيات الاسترخاء مثل التدريب العضلي التقدمي، الذي يتم خلاله شد العضلات وإرخاؤها بشكل مقصود.
ويُعد اضطراب الأكل القهري أو ما يسمى بمتلازمة الشره القهري، والذي تم تشخيصه مؤخرًا، أحد الاضطرابات النفسية في تناول الأكل، والتي تدفع المصاب بها إلى تبني عادات أكل ضارة، مثل المبالغة في الأكل، وذلك نتيجة أنماط سلوكية وفكرية وعاطفية.
وفي غالبية الحالات تسبب هذه الاضطرابات حالات نفسية، مثل الاكتئاب والضغط والتوتر النفسييْن، والقلق بأنواعه المختلفة.
ويتميز اضطراب الأكل القهري بتناول الطعام دون ضوابط، بحيث تكون نتيجته الارتفاع الكبير في وزن الجسم، إذ يستهلك الأشخاص المصابون كميات كبيرة من الطعام تتجاوز شعورهم بالشبع.
وعلى الرغم من تشابه الأعراض بين المصابين باضطراب الأكل القهري ومرضى النهام العصابي إلا أن الأشخاص المصابين باضطراب الأكل القهري لا يميلون إلى التخلص من الطعام عن طريق التقيؤ أو استعمال مواد مسهّلة.
ويستعمل معظم الأشخاص المصابين باضطراب الأكل القهري الطعام كوسيلة للتغلب على المشاعر السيئة؛ لأنهم لم يتعلموا كيفية التصرف الصحيح في حالات الضغط النفسي، كما أن الكثير من هؤلاء المرضى يعانون من شعور حاد بالذنب بسبب عدم قدرتهم على التحكم في عادات تناول الطعام، وهو ما يزيد من الضغط النفسي.
ووفق خبراء “مايو كلينيك” تختلف الأعراض حسب نوع اضطراب الأكل. ويعد فقدان الشهية العصبي ومرض الشَّرَه العصبي واضطراب الإسراف في تناول الطعام أكثر الاضطرابات شيوعًا عند تناول الغذاء. وتتضمن اضطرابات تناول الغذاء الأخرى اضطراب الاجترار واضطراب تناول الطعام الاجتنابي (المقيَّد).
وتكون المراهقات وصغيرات السن عُرضة للإصابة بمرض فقدان الشهية، أو الشَّرَه المرَضي، أكثر من المراهقين وصغار السن. ولكن يشكو الذكور من اضطرابات الأكل أيضًا، على الرغم من أن اضطرابات الأكل يمكن أن تحدث في نطاق عمري عريض، وهي عادةً ما تتطوَّر عند المراهقين والشباب في بداية العشرينات.