"اصنع عطرك بنفسك" في متجر صومالي غير تقليدي

"أفرو فرنسا" للعطور يوفر مساحة للزبائن لاختيار تركيبة عطرهم دون خوض عناء تجربة روائح العطور المعدة مسبقا.
الجمعة 2023/08/11
لكل زبون رائحته

عشاق العطور لهم أمزجة مختلفة، والأغنياء منهم يشترون الأنواع الفاخرة في حين يشتري الآخرون العطور المقلدة، إلا أن متجرا للعطور في مقديشو صار يقدم عطورا ذات رائحة يختار الإنسان تركيبتها بنفسه وكأنه هو من صنعها.

مقديشو - على عكس الطريقة التقليدية والاعتيادية لشراء العطور في الصومال يوفر متجر "أفرو فرنسا" للعطور مساحة للزبائن لاختيار تركيبة عطرهم، من دون خوض عناء تجربة روائح العطور المعدة مسبقا. ومن خلال فروع المتجر في مقديشو، يحرص القائمون عليه على تحرير عشاق العطور من دوامة تعدد ماركات عطور ذات روائح مفضلة، أو الوقوع في فخ اقتناء عطر بعينه من الانطباع الأول.

ويتميز المتجر الذي افتتح حديثا بصناعة الرائحة المفضلة لدى الزبون حسب اختياره من خلال مزج عدة روائح وبنسب دقيقة للغاية، لإنتاج رائحة قوية ومثبتة حسب طلب الزبون وبأسعار مناسبة. ومن بائع لكيلوغرامات من العطور إلى متجر كبير يوفر المئات من الماركات من العطور للزبائن، هكذا اقتحم خليل حسن صاحب متجر "أفرو فرنسا" عالم صناعة العطور.

يقول حسن إن "عشقه لعالم التجارة دفعه إلى عالم صناعة العطور بعد فشله في تجارب تجارية أخرى، لكنه استقر أخيرا في عالم العطور واسع المجالات ومتعدد الروائح والماركات". وأضاف أن متجر "أفرو فرنسا" يتميز عن غيره من المتاجر التي تبيع العطور بأنه "يمنح الزبون حرية اختيار نوع رائحة العطر الذي يريده، بينما لا توفر المتاجر الأخرى هذه الميزة، فيضطر الزبون إلى شراء عطور مجهزة مسبقا".

◙ كل يعشق عطره المفضل
◙ كل يعشق عطره المفضل 

وأشار حسن إلى أنه يستورد "المواد الخام من العطور والعود من فرنسا وتركيا اللتين تنتجان أجود أنوع العطور، إلى جانب الزجاجات والماكينات لتعليب العطور". وعملية صناعة روائح العطور من خلال دمج روائح متعددة واستخلاصها برائحة فريدة "ليست بالأمر اليسير، بل تتطلب معرفة وكيفية تفاعل روائح العطور مع بعضها البعض، إلى جانب دقة وتوازن بين الكميات والجزئيات" وفق حسن.

ويضيف أن "عالم صناعة العطور مثل عالم الفن والطبخ كل شيء فيه يخضع للذوق، حيث يحرص العاملون على مزج العديد من العطور من أجل استخلاص رائحة خاصة حسب طلب الزبون". وأشار حسن إلى أن "أي خلل في توازن كمية العطر والكحول والماء والزيت يفقد المنتج جودته، ولإنتاج قارورة عطر ذات جودة عالية عليك التريث في كل المراحل من بدء اختيار الزبون حتى إنتاج العطر المطلوب".

وحول اختلاف أنواع العطور من حيث الجودة والثبات والقيمة، يقول حسن إن "نسبة الزيت العطري هي الفارق بين العطور وهي التي تحدد القيمة وثبات الرائحة، فكلما زادت نسبة الزيت تكون الجودة عالية والثمن باهظا على عكس العطر الذي تكثر فيه نسبة الكحول". والحصول على رائحة عطرية خاصة هو الهدف الأساسي لدى الكثير من عشاق العطور عند قيامهم بالتسوق في محلات العطور، لكن غياب الخيارات لدى الزبائن عند الشراء قد يشكل تحديا لاقتناء العطر المفضل لديهم.

يستقبل فروع متجر "أفرو فرنسا" في حي هدن وسط العاصمة يوميا العشرات من الزبائن من محبي العطور، الذين يبحثون عن رائحة خاصة لهم غير روائح الماركات الشائعة والمتوفرة في السوق. ويحضر صاحب المتجر لزبائنه أنواعا مختلفة من العطور فوق الطاولة للتجربة تمهيدا لدمجها لإنتاج رائحة تلبي طلب الزبون. وتقول حفصة محمد، واحدة من زبائن المتجر، إن قدومها لهذا المتجر "مختلف" عن التسوق في محلات العطور، فهي "ترغب بالحصول على رائحتها الخاصة، فعند اقتناء عطر فريد يمكن بذلك ترك انطباع جيد للآخرين".

◙ المتجر الذي افتتح حديثا يتميز بصناعة الرائحة المفضلة لدى الزبون حسب اختياره من خلال مزج عدة روائح وبنسب دقيقة للغاية

وأضافت "سعيدة جدا بهذه الخدمة الجديدة، وحصلت على رائحتي المطلوبة من خلال دمج بعض روائح العطور المفضلة لدي، بعد اليوم لن نضيع وقتنا في البحث عن روائح عطور مجهزة مسبقا". ويقدم المتجر إلى جانب العطور معطرات للجو وأنواعا مختلفة من البخور التي تستخدم لتعطير المنازل والفنادق والقاعات. ورغم توفير متجر "أفرو فرنسا" أفضل ماركات العطور وأغلاها، إلا أن أسعاره مناسبة للجميع، بحسب القائمين على المتجر.

يقول القائمون على المشروع إن المتجر “يقدم خدماته لمختلف الطبقات الاجتماعية، حيث تتوفر فيه عطور يبلغ سعرها 400 دولار، وأخرى لا يتجاوز سعرها الـ20 دولارا". ويقول أحمد جلير، أحد الزبائن، “قصدت هذا المتجر كغيري من عشاق العطور لأن لديه خدمات جديدة لم تكن متوفرة في السوق". ويتابع "ما يجذبنا إلى هذا المتجر هو أسعاره المعقولة، نقتني رائحة عطور فريدة بقيمة تناسب ظروفنا الاقتصادية".

 

18