استهلاك اللحوم له علاقة بأمراض القلب والأوعية الدموية

نيويورك ـ قادت ماري سكولينج أستاذة جامعة مدينة نيويورك وزملاؤها دراسة نُشرت في مجلة “بي أم سي ميدسين” من أجل اختبار”إل كارتينيتين”، وهو مؤشر حيوي لاستهلاك اللحوم باستخدام تصميم دراسة مشابهة لتجربة عشوائية محكومة بـ”ميزة التوزيع العشوائي الجيني”، وللمزيد من التحقيق في دور استهلاك اللحوم في أمراض القلب الإقفارية.
ووجدت الدراسة أن” إل كارتينيتين” مرتبط بشكل إيجابي بمرض نقص تروية القلب، خاصة عند الرجال، وتساعد هذه النتائج في تفسير المعدلات المرتفعة لأمراض القلب لدى الرجال، بالإضافة إلى إثبات النصيحة الغذائية الأصلية لتقليل استهلاك اللحوم، وقالت سكولنغ إنه بالنظر إلى البصمة البيئية لاستهلاك اللحوم، فإن اتباع هذه النصيحة يمكن أن يقلل أيضا من التأثيرات البيئية الغذائية.
وأضافت سكولنغ أن “تقليل استهلاك اللحوم يمكن أن يكون وسيلة لتحسين صحة الكوكب وصحة الرجال، وتحديد الدوافع أو العواقب الكامنة الخاصة بالجنس من ‘إل كارتينيتين’ فربما تفيد في تحديد المزيد من التدخلات”.
"إل كارتينيتين" وهو مؤشر حيوي لاستهلاك اللحوم مرتبط بشكل إيجابي بمرض نقص تروية القلب، خاصة عند الرجال
وكانت لجنة مختارة من مجلس الشيوخ الأميركي قد شجعت، في ظل انتشار أمراض القلب بشكل كبير، على تناول كميات أقل من اللحوم، وبعد ذلك غيرت اللجنة نصيحتها لما اعتبره الخبراء الضغط من تجار اللحوم، إلى التركيز على تقليل الدهون المشبعة.
وقد أظهرت الدراسة الجديدة أن تناول اللحوم الحمراء أدى إلى زيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. بمعنى آخر، يجب أن يكون معظم الناس حذرين من كمية اللحوم الحمراء التي يستهلكونها، ولكن هذا ينطبق بشكل خاص على أولئك الذين يعانون من مشاكل في القلب.
وفي هذه الدراسة، قاس الباحثون مستويات المستقلبات (مادة تُصنع أو تُستخدم عندما يكسر الجسم الطعام أو الأدوية أو المواد الكيميائية أو أنسجته) في عينات الدم. كانت العوامل الأخرى التي تم فحصها هي نسبة السكر في الدم والالتهابات وضغط الدم والكوليسترول في الدم. وقد فحص الباحثون ما إذا كانت هذه العوامل قد لعبت أيضًا دورًا في ارتفاع مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية المرتبطة باستهلاك اللحوم الحمراء.
واستخدمت الدراسة بيانات من المشاركين في دراسة صحة القلب والأوعية الدموية السابقة. كما قارن الباحثون خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بين المشاركين الذين تناولوا كميات متفاوتة من الأطعمة من مصادر حيوانية، بما في ذلك اللحوم الحمراء واللحوم المصنعة والأسماك والدجاج والبيض.
وأشار البحث النهائي إلى أن تناول المزيد من اللحوم الحمراء والمعالجة كان مرتبطًا بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وتصلب الشرايين؛ ففي المتوسط، يعادل ذلك خطرًا أعلى بنسبة 22 في المئة لكل ما يقرب من 1.1 حصة في اليوم.
وشملت بعض اللحوم الحمراء التي تمت دراستها لحم البقر ولحم الخنزير وثور البيسون ولحم الغزال.
ويُعزى حوالي عُشر هذا الخطر المرتفع إلى زيادة مستقلب أكسيد ثلاثي ميثيل أمين الموجود في الدم. إذ يحتوي على كميات عالية من مادة “إل كارتينيتين” الكيميائية وتنتجها بكتيريا الأمعاء لهضم اللحوم الحمراء. والشيء نفسه ينطبق على المستقلبات الأخرى ذات الصلة الموجودة.
وفي هذا الاطار، لاحظ الباحثون أيضًا أن ارتفاع نسبة السكر في الدم والالتهابات قد يسهمان أيضًا في زيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية المرتبطة باستهلاك اللحوم الحمراء. فيما كانت العوامل غير المرتبطة هي ضغط الدم والكوليسترول.