استقالة مديرة ديوان الرئيس التونسي تثير جدلا على مواقع التواصل

تونس – أثار خبر استقالة نادية عكاشة مديرة ديوان الرئيس التونسي قيس سعيّد جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي إذ حاول البعض تفسير الدوافع الخفية والظاهرة وراء ذلك.
وفيما عبّر تونسيون عن آرائهم المتوجسة من هذه الاستقالة، سارع معارضو سعيّد في قراراته الأخيرة التي اتخذها منذ الخامس والعشرين من يوليو الماضي إلى توظيف الحادثة لصالحهم.
ورأى رئيس حزب المجد عبدالوهاب الهاني أن استقالة عكاشة تأتي “في الوقت الذي تعيش فيه الدولة والإدارة حالة شلل تام، وتواجه فيه البلاد إحدى أشرس الأزمات في تاريخها منذ الاستقلال بغياب الدستور وغياب البرلمان لأوّل مرّة في التاريخ، في أزمة شاملة خانقة متعدِّدة الأبعاد المُؤسسيّة والسياسيّة والاقتصاديّة والاجتماعية والأمنيّة، مع تصاعد العزلة الخارجيّة”.
وقال الهاني في تدوينة على صفحته بموقع فيسبوك إن عكاشة انسحبت “لفائدة شق وزير الداخلية توفيق شرف الدين، واللوبيات الأمنية والجهويّة والماليّة والأيديولوجيّة التي تقف وراءه، ولكن أيضا لفائدة سطوة العائلة والدّور المتصاعد لعائلة الرئيس وعلى رأسها شقيقه نوفل وشقيقته وزوجته والمحيط المتسربل والمتسلِّل حولها”.
وذهبت الصحافية شهرزاد عكاشة في تأكيد هذا الرأي حيث كتبت “السبب المباشر لاستقالة عكاشة هو أنها حاولت الوقوف أمام تضخم نفوذ شرف الدين ولوبي كمال اللطيف وتعمّدهم عزل الرئيس ومراكمة الأخطاء”.
ومساء الاثنين أعلنت عكاشة عبر منشور على فيسبوك عن استقالتها من منصبها واكتفت بتأكيد “وجود اختلافات جوهرية في وجهات النظر”.
ورأى الصحافي الهاشمي نويرة أن هذه الاستقالة تحقق حلم حركة النهضة التونسية التي تجندت وحلفاؤها لإجبارها بشتى السبل على القيام بهذه الخطوة.
وكتب “ذات يوم من أيام شهر الصيام قبل الماضي قال لي شيخ ‘النهضة’ إن الرئيس سعيّد ممتاز ولكنّ المشكلة في ‘سيّدة القصر’ عُكاشة.. فهمت أنّ المرأة مُستهدفة، فحاولت درء الخطر عنها لعلمي ويقيني أنّها النقطة المضيئة الوحيدة في محيط الرئيس، وقلت للغنّوشي: لا هذه غير مؤثّرة، ولكنّه عاد وأكّد أنها ‘خطيرة’.
اليوم نجحوا في دفعها إلى الاستقالة من منصب مديرة ديوان الرئيس بعد أن فشلوا مرارا في حملها على الخروج بشتّى المناورات بل وصلت بعض هذه المناورات إلى أن عُرضت عليها منصب رئيسة حكومة، المهم تخرج من القصر ومن محيط الرئيس الضيّق.
لا أعلم الأسباب ولكنّ استقالتها اليوم عرّت ظهر الرئيس وحرمته من أهمّ واقٍ له من صدمات أعدائه”.
وتعرضت عكاشة خلال الأشهر الأخيرة إلى واحدة من أشرس حملات الشيطنة، حيث كيلت لها التهم، وشاركت جهات عدة من الداخل والخارج في تلك الحملة، وتم الترويج لتسريبات مزعومة بهدف إرباك مؤسسة الرئاسة وإظهارها للعموم على أنها مخترقة، وتحولت إلى هدف يومي من خلال الصفحات الممولة على موقع فيسبوك.
وعلقت مغردة على خبر الاستقالة:
وتضاربت الآراء بين من رأى أن عكاشة استقالت وبين من قال إنها أقيلت أو استبقت صدور قرار إقالتها.
ورأى مغرّد:
xEzu8uE2ZBBv57t@
بعد رشيدة النيفر نادية عكاشة تغادر قصر قرطاج Derelict هل هي إقالة أم استقالة؟
وبينما تضاربت التحليلات والتأويلات لأسباب الاستقالة، رأى مغرّد:
فلماذا استقالت؟ وهل استبقت الإقالة باستقالة؟