استعراض الناتو شرقا لن يؤثر على خطط بوتين

زيادة الوجود العسكري للناتو قد لا يكون أكثر من إيحاء بأن الحلف موجود وأنه لن يترك لروسيا فرصة استعادة نفوذها القديم.
الأحد 2022/02/13
التوتر يتصاعد

بروكسل - اتجه حلف شمال الأطلسي (ناتو) إلى تعزيز وجوده العسكري شرقي أوروبا بعد زيادة التوترات مع روسيا فيما يتعلق بأزمة أوكرانيا الأخيرة. لكنّ مراقبين يقولون إن التحشيد الغربي قد لا يعني شيئا بالنسبة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يخطط لحماية الأمن القومي لبلاده من خلال منع تمركزات الناتو في دول الجوار.

ويعتقد المراقبون أن زيادة الوجود العسكري لحلف الناتو قد لا يكون أكثر من إيحاء بأن الحلف موجود وأنه لن يترك لروسيا فرصة استعادة نفوذها القديم، لكن على الأرض الأمر مرهون بخطط بوتين وإن كان جادا فعلا في غزو أوكرانيا وتكرار تجربة القرم أم أن الأمر مجرّد تهويش لإجبار حلف الأطلسي على احترام المسافات.

وأعلن الناتو هذا الأسبوع أنه سيرسل طائرات وسفنًا حربية أخرى إلى شرق وجنوب شرق أوروبا في خطوة تعزيزية لأنظمة الردع والدفاع.

وفي هذا الإطار سترسل الدنمارك فرقاطة إلى بحر البلطيق بالإضافة إلى أربع مقاتلات من طراز إف – 16 إلى ليتوانيا لدعم الدوريات الجوية لحلف الناتو في المنطقة.

كما وصلت مقاتلات أميركية من طراز إف – 15 لقاعدة أماري الجوية بإستونيا. وستكون مهمتها تعزيز الدوريات الجوية للناتو بدول البلطيق. وستبقى الطائرات في القاعدة حتى نهاية الأسبوع المقبل.

بالإضافة إلى ذلك تخطط إسبانيا لإرسال مقاتلات إلى بلغاريا، كما سترسل سفنا حربية إلى المنطقة لدعم القوات البحرية للحلف.

كذلك أعلنت فرنسا عن استعدادها لإرسال قوات إلى رومانيا، وأعلنت هولندا أنها سترسل مقاتلتين من طراز إف – 35 إلى بلغاريا للمشاركة في الدوريات الجوية اعتبارًا من أبريل المقبل

وبالإضافة إلى شرق وجنوب شرق أوروبا يوجد الناتو أيضاً في البحر المتوسط. ومؤخراً انطلقت تدريبات “نبتون سترايك 2022” البحرية في المتوسط بمشاركة حاملة الطائرات الأميركية هاري ترومان.

وبتلك التدريبات البحرية، تتم عملية نقل المجموعة الهجومية التابعة لحاملة الطائرات ترومان إلى قيادة الناتو في سابقة هي الأولى من نوعها منذ الحرب الباردة.

وتقوم السفن الحربية التابعة لقيادة قوات الهجوم والدعم البحرية بحلف الناتو إلى جانب الأسطول السادس الأميركي بدوريات في البحر المتوسط.

وعقب ازدياد التوتر مع روسيا أصدرت الإدارة الأميركية تعليمات للمجموعة الهجومية التابعة لحاملة الطائرات بالبقاء في المتوسط لتقديم ضمانات أمنية للدول الأوروبية.

وبدلاً من انتقال حاملة الطائرات ترومان والسفن الخمس التابعة لها إلى منطقة القيادة المركزية التي تضم شمال شرق أفريقيا، والشرق الأوسط، وجنوب آسيا تقرر بقاءها في منطقة العمليات الأوروبية.

ويجد حلف الأطلسي نفسه في إحراج شديد خاصة بعد أن نفذ بوتين تهديداته في القرم ولاحقا في كازاخستان حيث نجحت قوات خاصة في منع “ربيع” جديد على الحدود الروسية، فضلا عن تدخلات أخرى مثل الدور التركي في أذربيجان ما أوحى بأن الحلف لم يعد قادرا على حماية مصالحه، وأنه قد يصبح مجبرا على القبول بلاءات روسيا.

Thumbnail

وكانت روسيا قدمت في ديسمبر الماضي مسودة اقتراحات إلى حلف الناتو والولايات المتحدة بشأن “الضمانات الأمنية في أوروبا” طلبت فيها التزام الناتو بعدم توسعه شرقاً.

كما تتضمن مسودة الاتفاقية طلبات بعدم إنشاء قواعد عسكرية في دول الاتحاد السوفياتي السابق، وفي الدول غير الأعضاء في حلف الناتو، وكذلك عدم استخدام البنية التحتية لهذه الدول للقيام بأيّ أنشطة عسكرية وعدم التعاون مع هذه الدول عسكرياً.

ومن الدول التي يقصدها الاتفاق إستونيا ولاتفيا وليتوانيا في منطقة البلطيق، وهي دول كانت ضمن حدود الاتحاد السوفياتي، وأصبحت أعضاء في حلف الناتو منذ عام 2004. وفي العام نفسه انضمت رومانيا وبلغاريا أيضاً إلى الحلف.

كما ترغب كل من أوكرانيا وجورجيا، وهما أيضا من دول الاتحاد السوفياتي السابق، الانضمام إلى حلف الناتو وتندرجان الآن ضمن الدول التي يُطلق عليها شركاء الناتو، إذ تتعاونان مع الحلف منذ سنوات.

وكان الناتو قد عزز من وجوده على الجانب الشرقي بأربع وحدات قتالية متعددة الجنسيات، وتشمل إستونيا ولاتفيا، وليتوانيا وبولندا، بعد قيام روسيا بضم شبه جزيرة القرم الأوكرانية إليها بشكل غير قانوني في 2014.

كما قرّر الحلف زيادة وجوده في منطقة البلطيق ورومانيا وبلغاريا بعد تصاعد التوترات مع روسيا في الأشهر الأخيرة.

ووفقاً لمعلومات جمعها مراسل الأناضول فإن وجود الناتو في شرق أوروبا يتمثل فيما يلي:

توجد وحدات قتالية متعددة الجنسيات لدى الناتو في إستونيا ولاتفيا وليتوانيا وبولندا تسمّى ”الوجود الأمامي المعزز”. وتضم هذه الوحدات ما يقرب من 4000 جندي من دول الناتو.

وتقود الولايات المتحدة القوات في بولندا، بالإضافة إلى وجود قوات من كرواتيا ورومانيا وإنجلترا.

Thumbnail

بينما تقود بريطانيا وحدات الناتو بإستونيا، وتضم قوات من الدنمارك وفرنسا وأيسلندا.

كما تقود ألمانيا، وحدات الناتو في ليتوانيا، حيث تتكون من جنود من بلجيكا والتشيك وأيسلندا ولوكسمبورغ وهولندا والنرويج.

أما الوحدات الموجودة في لاتفيا فتقودها كندا وتضم جنوداً من ألبانيا والتشيك وأيسلندا وإيطاليا والجبل الأسود وبولندا وسلوفاكيا وسلوفينيا وإسبانيا.

وتنتشر وحدات الدبابات ووحدات الدفاع الجوي والمراقبة والاستخبارات في دول البلطيق وبولندا. وتقوم مقاتلات الناتو بدوريات جوية في المنطقة. وتتولى القيادة الجوية للحلفاء في ألمانيا مهمة قيادة الدوريات الجوية لحلف الناتو في المنطقة.

كما تقوم قوات متعددة الجنسيات بالعديد من المهمات للحلف في بحر البلطيق، وفي هذا الإطار تُنفذ دوريات في المنطقة الموجودة تحت سيادة الدول الأعضاء بالحلف وفي المياه الدولية.

ويتمثل العنصر الرئيسي لوجود الناتو في رومانيا في القوات البرية، ويصل تعدادها إلى حوالي 4000 فرد.

وتقوم رومانيا وبلغاريا بالدوريات الجوية بنفسها، وأحيانا يدعم الحلفاء بالناتو هذه المهمة بإرسال طائرات حربية.

علاوة على هذا توجد قوات أميركية في قواعد عسكرية مختلفة في رومانيا وبلغاريا.

6