استعدادات استثنائية لإقامة أضخم معرض كتاب في تاريخ العراق

منظمو معرض بغداد الدولي للكتاب يأملون أن يكون أضخم معرض في تاريخ العراق بفضل حجم المشاركات الذي تجاوز الـ700 دار نشر عربية وأجنبية وستكون السعودية ضيفة شرف.
الأربعاء 2019/02/06
بداية جديدة لبغداد من خلال الكتاب

على خطى دورته السابقة ينتظم معرض بغداد الدولي للكتاب هذا العام، محاولا أن تكون دورته الجديدة الأضخم في تاريخه، وأن يعود له إشعاعه، لكن وقبل أيام من افتتاحها، تشهد بغداد جريمة بشعة، حيث اغتيل الكاتب العراقي علاء مشذوب على يد مجهولين، ما يجعل من افتتاح المعرض كئيبا رغم استمرار المحاولات لتحدي الواقع المأزوم.

يفتتح معرض بغداد الدولي للكتاب بنسخته الجديدة يوم 7 فبراير الجاري بعد النجاح غير المتوقع لمعرض الكتاب للعام الماضي، ولهذا فإن بغداد تستعد لاستضافة أكبر معرض كتاب في تاريخها الكتبي والثقافي، لاسيما وأنّ الظروف الأمنية في العاصمة في أفضل حالاتها الآن، ومع هذا فقد استنفرت وزارة الداخلية جهودها الكبيرة لحماية المعرض وزواره وتوفير الأجواء الإيجابية للجميع، بينما أعدت وزارة النقل باصات كثيرة لنقل الزوار من أطراف بغداد إلى داخلها.

 وبذلك تكون الرسالة الواضحة أن بغداد بعد أن كانت تقرأ وتكتب وتنشر، تعود اليوم ومع هذا المعرض الاستثنائي لتقول في لافتة عامة “كتاب واحد أكثر من حياة” بمعنى أن الثقافة الكتبية العامة هي إحدى الوسائل القديمة المتجددة التي تفتح آفاق الحياة بالرغم من تكنولوجيا الاتصالات فائقة السرعة وشيوع الكتاب الإلكتروني، وأن الثقافة مشروع إنساني لا يتوقف حتى لو اعترضته ظروفٌ عاتية وغير طبيعية، كالهجمات الشرسة التي تعرضت لها بغداد في الأعوام السابقة.

أضخم معرض

استعدادات مبكرة واستثنائية وكبيرة لجعل معرض بغداد هذا العام على أفضل وأكمل صورة، وهو الذي ينتظم من 7 إلى 18 فبراير الجاري، بل وأضخم معرض في تاريخ العراق؛ كما يأمل منظّموه وكما تبلور حجم المشاركات فيه الآن ليكون أكثر استيعابا لمئات من دور النشر العربية والأجنبية التي أعلنت مشاركاتها، ولذلك اتخذت المشاركات الإعلامية والإعلانية والترويجية واسعة النطاق صورتها الواسعة في البلاد لحشد الشارع العراقي عبر مواقع التواصل الاجتماعي والصحافة اليومية والفضائيات المختلفة، وعدّ هذا المعرض استثناء ثقافيا وتعويضا عن كل الأعوام التي مضت عندما كان الإرهاب حاجزا ومانعا قويا لإقامة الأنشطة الثقافية والأدبية وسواها، حتى لا تستعيد بغداد ألقها الثقافي والتاريخي والإنساني، لذلك فالنشاط الإعلاني ودعوات الحضور الواسعة والتي يمكن ملاحظتها هذا العام ليسا اعتياديين، ليكون المعرض بشعاره الإنساني الدافع إلى الحياة في بداية جديدة تعيد لبغداد شيئا من مجدها الذي كاد يضيع في سنوات الحروب والدمار.

ضيفة الشرف لهذه الدورة ستكون السعودية التي ستحضر بمستويات ثقافية متعددة، وستقام حلقات نقاشية بين مثقفين سعوديين وعراقيين بشؤون ثقافية مشتركة، مع مشاركة خليجية وعربية وأجنبية واسعة النطاق تفوق الـ700 دار نشر التي أعلنت مشاركاتها الرسمية وتهيأت للحضور إلى بغداد بعد ضمان الأمن والاستقرار الواسع في العاصمة؛ والتي تشهد نشاطات ثقافية مكثفة لا حصر لها، لهذا فتحت إدارة المعرض قاعة أخرى واسعة لاستيعاب دور النشر التي عزمت على المشاركة رسميا، لاسيما وأنّ عددا غير قليل من دور النشر الجديدة أبدت رغبتها في المشاركة الفاعلة في المعرض وحجزت لها مكانا بين المئات من دور النشر.

استعدادات مبكرة واستثنائية لإنجاح المعرض
استعدادات مبكرة واستثنائية لإنجاح المعرض

النجاح المتحقق لمعرض العام الماضي والمراهنة على إنجاحه وقتها، دفعا الكثير من دور النشر العربية إلى أن تشارك في هذه الدورة الكبيرة والاستثنائية، بعد استتباب الأمن بشكل ظاهر وشيوع الظاهرة الثقافية العراقية قراءة وكتابة ونشرا وانتشارا، الأمر الذي دعا أكثر من 100 دار نشر مصرية إلى أن تشارك بهذا الزخم القوي وهي الأكثر عددا حتى الآن من بينها: مدبولي والهلال والمعارف والدار المصرية والمشرق العربي وغيرها، تليها دور النشر اللبنانية المعروفة بأكثر من 60 دار نشر تتقدمها دور النشر المعروفة كالآداب والساقي والتنوير والفارابي وهاشيت أنطوان وضفاف والعربية للعلوم ورياض الريس والعودة وسواها، إضافة إلى دور نشر أجنبية وبنسب متفاوتة مع مشاركة واسعة لدور النشر العراقية من المحافظات كلها.

وعلى هامش المعرض ستقام حفلات توقيع للإصدارات الجديدة من دور نشر عراقية وعربية، بينما ستعرض الكثير من الإصدارات الأدبية والفكرية الجديدة حصريا ولأول مرة في معرض بغداد، في إشارة إلى التنافس الكتبي الذي يلجأ إليه الناشرون في مناسبة كبيرة كهذه المناسبة.

ضيوف المعرض

وحرض منظمو المعرض على إيلاء الدعوات الخارجية اهتماما خاصا، لتنفيذ البرنامج الثقافي الذي يُقام على هامش هذه الدورة، وسارت الدعوات على خطين متوازيين كدعوات الأدباء العراقيين المقيمين خارج العراق من الذين سيساهمون في رفد البرنامج الثقافي بحضور شخصي مساهمة مباشرة.

الدورة الجديدة من المعرض تعدّ استثناء ثقافيا وتعويضا عن كل الأعوام التي مضت على العراق بين الإرهاب والحروب

إضافة إلى ذلك تمت دعوة بعض الأدباء العرب والأجانب كالشاعر والروائي البرتغالي الفونسو كروش الذي أرسل موافقته للحضور(من أشهر مؤلفاته كتاب “هيا نشتر شاعرا“)  والشاعر اللبناني زاهي وهبة الذي أفردت له إدارة المعرض أمسية شعرية خاصة، والروائي الفلسطيني إبراهيم نصرالله الحائز على جائزة بوكر 2018 والكاتبة بثينة العيسى والناقد كاظم نادر من البحرين، ومن عراقيي الخارج الناقد عبدالله إبراهيم والروائي سنان أنطوان والقاص حسن بلاسم والروائي شاكر الأنباري والمفكر عبدالحسين شعبان والناقد سعيد الغانمي والباحث حيدر سعيد. بينما سيكون الإعلامي المعروف جورج قرداحي أحد الضيوف المشاركين في المعرض.

سيكون البرنامج الثقافي المصاحِب للمعرض متنوع الفقرات الأدبية والثقافية ويغطي بعض الشؤون التي تشغل الساحة الأدبية في العراق والعالم العربي ويلامس الكثير من التوجهات الأدبية التي تشغل بال المثقفين عموما، وسيكون بمحاور متعددة عبر الندوات المفتوحة التي ترافق أيام المعرض من بينها “الفولكلور في الأدب العراقي”، “السير الذاتية في الرواية”، {العنف والدراما}، “التنوع والتعايش”، “القصة القصيرة في العراق”، “الترجمة واللسانيات”. وسيحاضر في هذه المحاور والفقرات الكثير من ضيوف المعرض والأدباء العراقيين الذين سيتواجدون تلقائيا في هذا المحفل الجديد.

14