استدعاء الصدر لـ"سرايا السلام" من أجل التصدي لداعش أم للجم القوى الموالية لإيران

بغداد - تقول مصادر عراقية مطلعة إن دعوة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر لميليشيا “سرايا السلام” إلى الاستعداد لردع أي تهديد محتمل هي رسالة مزدوجة موجهة إلى أكثر من طرف ومن بينها القوى الموالية لإيران.
وتشير المصادر إلى أن الصدر يريد من خلال استدعاء “سرايا السلام” إيصال رسالة تفيد بأنه يملك من القوة ما يكفي لصد أي محاولة تستهدف النيل من النتائج التي حققها في الانتخابات التشريعية الأخيرة، وأنه لن يبقى مكتوف اليدين أمام مساعي بعض الأطراف إلى تأجيج التوترات لإعادة خلط الأوراق، سواء من خلال استهداف مقرات أحزاب أو إعادة النفخ مجددا في رماد التهديد الذي يمثله عناصر داعش لتبرير وجود بات مرفوضا.
ودعا الصدر في تغريدة على حسابه في تويتر السبت “سرايا السلام” لأن تكون على “أهبة الاستعداد لردع أي خطر محتمل”.
وقال رجل الدين الشيعي إن “العدو الإرهابي يُشيع بأنه قادم فإذا أنتم قادمون، فنحن قادرون لكن المشكلة الأكبر هي ما يقوم به البعض من تضخيم الأمر ليشيع الخوف والرعب والطائفية في أوساط الشعب العراقي فيكون بنظرهم حامي الأرض والعرض”.
وأضاف “كلا، إننا كمجاهدين ومقاومين لا نمن على أحد بمقاومتنا ولا بجهادنا.. بل الشكر كل الشكر لله سبحانه وتعالى أن وفقنا لذلك، والشكر موصول للشعب العراقي العظيم الذي ارتضي بنا أن نكون من المدافعين عنه”.

مقتدى الصدر: على سرايا السلام أن تكون على أهبة الاستعداد لردع أي خطر محتمل
وتابع الصدر “عموما نحن على أتم الاستعداد والتأهب وعلى سرايا السلام أن تكون على أهبة الاستعداد جنبا إلى جنب مع القوات الأمنية لردع أي خطر محتمل، وعلى الحكومة تعزيز قدرات الجيش العراقي الذي تقع على عاتقه حماية العراق والشعب وأن لا يقصر في ذلك”.
وشدد قائلا “لكن لا يجب أن تكون مثل هذه الأخبار مثبطة لعزيمة المجاهدين ولا للشعب الصابر الحبيب ولا للمصلحين بإتمام (حكومة الأغلبية الوطنية) فلعلها حجج من أجل العودة إلى نقطة الصفر”.
ولم تخل تغريدة الصدر المطولة من تشكيك في وجود أجندة لتضخيم خطر داعش، خاصة بعد العمليات الأخيرة المنسوبة إلى التنظيم الجهادي، وآخرها مقتل أحد عشر جنديا عراقيا في محافظة ديالى.
ويرى مراقبون أن الصدر باستدعائه سرايا السلام بعد أن كان جمد عملها في أكتوبر الماضي في أكثر من محافظة عراقية يريد التأكيد بأنه مستعد لمواجهة كافة السيناريوهات وأنه لن يقبل الخضوع لعمليات لي ذراع من هذه الجهة أو تلك.
وكان الصدر أمر الجمعة بإجراء تغييرات على مستوى قيادة سرايا السلام من خلال تنصيب أبومصطفى الحميداوي مسؤولا جديدا عن الميليشيا، وعلي شرهان نائبا له.
وقبلها بأيام سُجّلت عمليات انتشار لافتة لعناصر هذه الميليشيا في بعض مناطق العاصمة بغداد، وذلك بعد ساعات قليلة من إعلان الصدر أنه “لا مكان للميليشيات في العراق”.
و”سرايا السلام” هي الجناح العسكري للتيار الصدري، وتضم نحو 30 ألف مقاتل بحسب الإحصائيات الرسمية. ورغم أنها ضمن الحشد الشعبي الذي يضم أيضا الميليشيات الموالية لإيران فإنها تخضع عمليا لمقتدى الصدر.