استخدام تيك توك وصفة جديدة لشيخوخة سعيدة

نسبة المسنين الأميركيين (فوق 65 عاما) من مستخدمي المنصات الاجتماعية أصبحت 45 في المئة عام 2021.
الاثنين 2023/05/01
كما لو كانوا خالدين

لم تعد للسن اليوم علاقة بما كانت عليه في السابق إثر سقوط الصور النمطية بفضل منصات التواصل الاجتماعي مثل تيك توك، حيث لجأ الكثير من المسنين إلى الترفيه وإسعاد أنفسهم بمقاطع فيديو مضحكة، مزيلين بذلك الأحكام المسبقة حيالهم.

باريس - في سن التاسعة والثمانين تعيش دولوريس التي تستخدم اسم “دولي برودواي” على تيك توك “أفضل أيام حياتها” وتشارك مقاطع فيديو طريفة لمتابعيها البالغ عددهم 2.4 مليون.

ومثلها، ينشر مسنّون على المنصة الاجتماعية فيديوهات مضحكة لأنفسهم، مزيلين الأفكار المسبقة. وعلى منصة تيك توك الشهيرة خصوصا بين الجيل زد، تظهر الأميركية دولوريس باولينو بمقاطع فيديو طريفة ترسم الابتسامة على وجه كل من يشاهدها. ولا شيء يوقف هذه “السيدة الكبيرة” اللبقة التي تظهر تارة وهي ترقص على أغاني فرقة “آبا” وتارة تظهر وهي تشرب الكحول في حانات.

وقال سيرج غيران عالم الاجتماع والمتخصص في الشيخوخة لوكالة فرانس برس “لم يعد للسن اليوم علاقة بما كان عليه في السابق”، ومع سقوط الصور النمطية “لم يعد المسنون أشخاصا يحتاجون حصرا إلى الأدوية والهدوء، بل يمكنهم أيضا أن يكونوا في أفضل أحوالهم!”. خصوصا أنهم أصبحوا يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي بشكل متزايد.

وأفاد معهد “بيو” الأميركي للبحوث أنه في حين كانت نسبة المسنين الأميركيين (فوق 65 عاما) من مستخدمي المنصات الاجتماعية 10 في المئة فقط في العام 2010، أصبحت 45 المئة في العام 2021.

uu

وفي أوروبا يشهد العدد المتزايد لـ”المؤثرين المسنين” كما يطلق عليهم عبر المحيط الأطلسي، على ذلك. ومن بين هؤلاء الألمانية إريكاريشكو البالغة 83 عاما والشغوفة باللياقة البدنية والتي لديها 1.3 مليون متابع، والفرنسية ستوديو دانيال التي تنشر مقاطع فيديو فكاهية، ونيكول تونال يوتيوبيز البالغة 72 عاما وهي خبيرة تجميل تدعو إلى “التقدم في العمر بشكل جميل”.

ودخلت هذه الأخيرة النشطة على يوتيوب وإنستغرام عالم تيك توك قبل ستة أشهر. وقالت “في البداية كانوا يقولون: ماذا تفعل هذه المرأة العجوز على هذا التطبيق؟”، موضحة أن عدد المؤثرين المسنين ما زال قليلا في فرنسا بخلاف الولايات المتحدة.

واليوم، مع حوالي 140 ألف متابع، تقدم نيكول نصائح تجميلية للنساء من جيلها، من دروس في الماكياج إلى تنسيق الملابس.

ويتيح لها هذا النشاط أيضا تحقيق بعض المكاسب المادية بفضل عدد قليل من الشراكات المدفوعة، كما يسلط الضوء على مسألة حق المسنين في أن يكونوا موجودين على الشبكات الاجتماعية. وأوضحت “لا ينبغي أن يكون المسنون موضوعا من المحرمات. نعم، نحن موجودون وحتى نهاية حياتنا!”.

وقال غيران “تتجذر الأحكام المسبقة والمتصلة بالعمر في مجتمعاتنا، حيث غالبا ما يتم إخفاء الهشاشة والمرض والموت” في وقت صار كثر من أبناء جيل طفرة الأطفال في الستينات متقاعدين.

وفي الولايات المتحدة تثير بعض مقاطع الفيديو الخاصة بليليان درونياك البالغة 93 عاما والتي لديها تسعة ملايين متابع، الجدل من خلال تطرقها إلى هذه المسألة. وعلى سبيل المثال، نشرت مقطع فيديو وهي ترتقب مسار جنازتها، من قائمة المدعوين إلى الملابس التي ترغب في ارتدائها وأحمر الشفاه الذي تريد أن يوضع لها في ذلك اليوم.

tt

وفي كاليفورنيا يشهد أربعة أصدقاء مثليين تتراوح أعمارهم بين 66 و79 عاما (ميك وجيسي وبيل وروبرت) أيضا نجاحا كبيرا مع حسابهم “ذي أولد غايز” الذي أنشئ نهاية العام 2020 والذي لديه حوالي 11 مليون متابع.

وقال بيل البالغ 79 عاما “إن التفاعل مع الأصغر سنا (عبر المنصة) أمر يعطي الحيوية، فهذا لا يحدث بتاتا في الواقع! إنهم يستمعون إلى نصائحنا والبعض يعتبروننا أجدادهم”.

وقال الأربعة خلال مقابلة عبر الفيديو من كاثيدرال سيتي إن هذه الفيديوهات هي “إرثهم”.

من جهته، يرى جيسي البالغ 69 عاما أنها طريقة للاستمرار في الوجود في المجتمع، موضحا “اعتقدت أنني سأمضي سنواتي الأخيرة في الظلام، لكن الآن أصبح الأمر كما لو كنا خالدين”.

18