استئجار سيارة يكشف للسياح روعة ناميبيا

ويندهوك – يمكن للسياح معايشة أجواء السفاري الرائعة واستكشاف روعة ناميبيا بواسطة سيارة دفع رباعي وخيمة، لكي يجوبوا أنحاء هذا البلد الواقع في جنوب غرب أفريقيا، وخلال هذه الرحلة السياحية يمكن للسياح مشاهدة الأنهار الجافة وقد يتعرضون لتهديد القرود المخادعة.
وتبدأ الرحلة مع استلام السيارة المستأجرة والتوقيع على العقد، ثم الانطلاق في أجواء المغامرة بواسطة سيارة دفع رباعي، التي تحمل فوقها خيمة تعرف باسم “Rooftop Tent”.
وتعد هذه الخيمة بمثابة مكان إقامة قابل للطيّ والفرد في دقائق معدودة، بعد التدريب على عملية نصبها من قبل المختصين، وتتمثل مزايا هذه الخيمة في إمكانية استكشاف البلاد بتكلفة زهيدة نسبيا، كما أن الوضع المرتفع للنوم يحمي السياح من خطر التعرض للثعابين والعقارب.
ويتم الوصول إلى المحطة الأولى في مسار الرحلة المخطط مسبقا بعد أقل من ساعة، وهي منطقة أوكاهانديا، التي تعتبر العاصمة التاريخية لقبيلة هيريرو. وتضم معدات التخييم في السيارة ذات خيمة السقف أسطوانة غاز وطقم طبخ مع مقلاة، وبالتالي يمكن للسياح إعداد طعام العشاء والاستمتاع بتناول فِطر الأوماجوفا الشهي.
وتقع أشهر محمية طبيعية في ناميبيا على مسافة 250 كلم تقريبا أو مسافة 3 ساعات بالسيارة، وتمتد محمية إتوشا الوطنية على مساحة تزيد عن 22 ألف كيلومتر مربع، ولم تعد أهمية هذه المحمية الطبيعية الممتدة حول حقول الملح إتوشا تقتصر على توفير الحماية للحيوانات البرية، ولكنها أصبحت من أهم عوامل الجذب السياحي في البلاد.
غير أن ذلك له عواقب ملحوظة في المحمية؛ حيث تسود فوضى في المخيمات الثلاثة الرئيسية، كما يمكن التعرف على أماكن وجود الحيوانات البرية مثل الأسود خلال ذروة الموسم السياحي من خلال وجود 5 إلى 10 سيارات دفع رباعي تقف بجوار الحيوانات.
وبالنسبة للسياح من عشاق الهدوء والعزلة فإنه يمكنهم مواصلة السير في المناطق الجافة الواقعة غرب ناميبيا، ولم تعد هناك طرق أسفلت في منطقة دامارالاند، ولكن يمكن للسياح أن يسلكوا دروب الحصى لاستكشاف المناظر الطبيعية في هذه المنطقة، كما أن اللافتات المرورية هنا دائما ما تحذّر قائدي السيارات من عبور الحيوانات للطريق مثل الفيلة، ولكن نظرا إلى أن موسم الأمطار لم يبدأ هذا العام فإن موظفة الاستقبال في مخيم ماديسا كامب أوضحت أن الفيلة لم تظهر هنا منذ فترة طويلة؛ لأن المنطقة يسودها الجفاف الشديد.
ومع ذلك فإن الأجواء المطيرة ليست بعيدة؛ حيث ظهرت الغيوم فوق خيمة السقف بعد يومين في محمية ناميب ناوكلوفت وخلال توقف الرحلة في مدينة سواكوبموند الساحلية، وتضم المخيمات هنا أكثر من مجرد لافتة ومكان للشواء وغطاء خارجي ومساحة من الأرضية المستوية، ولا يوجد أي أشخاص آخرون، حتى أنه من النادر أن يتم العثور على حارس للمخيم، وعادة ما يتم دفع الرسوم مقدما في أحد المكاتب التابعة لوزارة البيئة.
ويمكن خلال الليل سماع أصوات الحيوانات، وفي النهار يمكن مشاهدة الزرافة تجول حول المخيم، وعلى أطراف الكثبان الرملية يظهر ثاني أهم معلم سياحي في ناميبيا، ويتمثل في الأشجار المتحجرة وسط الجبال الرملية الحمراء، ومع هطول الأمطار تنتشر في الأجواء رائحة ترابية وبعد ذلك يبدأ العشب في النمو بعد بضعة أسابيع.
وإذا لم ينتظر السياح إلى أن ينمو العشب مرة أخرى، فيمكنهم الانطلاق إلى المحطة الأخيرة في الرحلة الاستكشافية في ناميبيا، إلى جبال ناوكلوفت؛ حيث يظهر عالم آخر على مسافة 100 كلم في الاتجاه الشمالي الشرقي. وتنتشر هنا مسارات التجول والتنزه سيرا على الأقدام وسط المناظر الطبيعية البديعة بمحاذاة المسطحات المائية.
وفي الوديان تظهر مجموعة كبيرة من قرود البابون، التي تتغذى على ثمار الأشجار وتربي صغارها، وإذا رأوا السياح يتناولون الطعام أمامهم، فإنهم سيحاولون الحصول عليه، ودائما ما يحذر موظفو الاستقبال السياح من هذه الحيوانات المخادعة، ومع ذلك فإن القرود لا تحاول الوصول إلى الأطعمة المخزنة في الثلاجة المدمجة في السيارة.