ازدياد معدلات اكتئاب ما بعد الولادة بالولايات المتحدة خلال العقد الماضي

معظم الأمهات الحديثات يصبن "بالكآبة النفاسية"، وتتسم هذه الحالة عادة بتقلبات مزاجية ونوبات من البكاء والقلق وصعوبة في النوم.
الأربعاء 2024/11/27
الأعراض تستمر حتى سنة بعد الولادة

سان فرانسيسكو (الولايات المتحدة) ـ توصلت دراسة علمية إلى ارتفاع معدلات الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة في الولايات المتحدة خلال الفترة ما بين عامي 2010 و2021.

وتبيّن أيضا من الدراسة التي نشرتها الدورية العلمية “جاما نتورك أوبن” المتخصصة في الأبحاث العلمية أن هذا الارتفاع تم رصده في مختلف العرقيات وشرائح مؤشر كتلة الجسم لدى النساء اللاتي أنجبن خلال العقد الماضي.

وتقول الباحثة نيها خادكا من مستشفى “كايسر بيرمانينت” بجنوب كاليفورنيا في الولايات المتحدة إن الدراسة تناولت الصلة بين احتمالات الإصابة بأعراض اكتئاب ما بعد الولادة وعوامل مثل العرقية ومؤشر كتلة الجسم وغيرها من البيانات الحيوية للمرأة، وشملت عمليات الإنجاب بعد عشرين شهرا من الحمل بالنسبة لـ442 ألفا و308 أمهات أنجبن خلال الفترات ما بين 2010 و2021.

ووجد الباحثون أن معدلات الإصابة بأعراض اكتئاب ما بعد الحمل ارتفعت بواقع الضعف خلال فترة الدراسة، حيث زادت نسبتها من 9.4 في المئة عام 2010 إلى 19 في المئة عام 2021 مع بعض التباين حسب العرقيات والسمات الجسمانية للمشاركات في الدراسة.

هذه المعدلات تسلط الضوء على ضرورة تطوير آليات للتدخل لمنع تفاقم هذه المشكلة النفسية وتخفيف آثارها على صحة الأم والمولود

ورصدت الدراسة أكبر زيادة في حالات الإصابة بالاكتئاب لدى الآسيويات ومن ينحدرن من جزر المحيط الهادئ (280 في المئة) تليها النساء من أصحاب الأصول الأفريقية (140 في المئة). وفي ما يتعلق بمؤشر كتلة الجسم، جاءت أعلى معدلات الإصابة بالاكتئاب لدى النساء اللاتي يعانين من السمنة (الفئة الأولى) وكذلك من يعانين من السمنة المرضية (الفئتين 2 و3).

وذكر فريق الدراسة في تصريحات أوردها الموقع الإلكتروني “هيلث داي” المتخصص في الأبحاث الطبية أنه “في حين أن رصد هذا الارتفاع في معدلات اكتئاب ما بعد الولادة ربما يكون ناجما عن تحسن ممارسات التشخيص والاكتشاف، فإن هذه المعدلات تسلط الضوء على ضرورة تطوير آليات للتدخل لمنع تفاقم هذه المشكلة النفسية وتخفيف آثارها على صحة الأم والمولود.”

ويشير خبراء “مايو كلينيك” إلى أنه يمكن أن تحفز ولادة الطفل مشاعر متنوعة قوية بدءا من الإثارة والفرح إلى الخوف والقلق. لكن يمكن أن ينتج عنها شيء قد لا تتوقعه المرأة، وهو الاكتئاب.

وتصاب معظم الأمهات الحديثات “بالكآبة النفاسية”، وتتسم هذه الحالة عادة بتقلبات مزاجية ونوبات من البكاء والقلق وصعوبة في النوم. وتبدأ حالات الكآبة النفاسية خلال يومين أو ثلاثة بعد الولادة، وقد تستمر لمدة أسبوعين.

لكن تصاب بعض الأمهات الحديثات بنوع اكتئاب أكثر حدة وأطول زمنا، ويُعرف باكتئاب ما بعد الولادة. ويطلق عليه أحيانا اكتئاب الفترة المحيطة بالولادة لأنه يمكن أن يبدأ أثناء الحمل ويستمر لما بعد الولادة. وقد يظهر اضطراب مزاجي شديد بعد الولادة في حالات نادرة، ويسمى ذهان ما بعد الولادة.

لا يعني اكتئاب ما بعد الولادة خللا أو ضعفا في الشخصية. لكنه في بعض الأحيان يكون من مضاعفات الولادة. وإذا كانت المرأة مصابة باكتئاب ما بعد الولادة، فيمكن للعلاج السريع مساعدتها على التغلب على الأعراض ومساعدتها على الارتباط بطفلها.

وفي البداية قد تخطئ الأم في التفرقة بين اكتئاب ما بعد الولادة والكآبة النفاسية، لكن أعراض اكتئاب ما بعد الولادة تكون أكثر حدة وتدوم لفترة أطول. وفي نهاية المطاف، قد تؤثر هذه الأعراض في قدرتها على رعاية طفلها وأداء المهام اليومية الأخرى. عادة ما تظهر الأعراض في غضون الأسابيع القليلة الأولى بعد الولادة. لكنها قد تبدأ مبكرا، أي أثناء الحمل، أو تظهر في وقت لاحق حتى سنة بعد الولادة.

16