ارتفاع نسبة الولادات القيصرية في تونس يثير القلق

44.4 في المئة من الحوامل في تونس خضعن للولادة القيصرية سنة 2023.
السبت 2024/02/17
حالات كثيرة تستوجب إجراء العملية القيصرية

تونس - كشف المسح الوطني العنقودي متعدد المؤشرات حول وضع الأم والطفل، “أن 44.4 في المئة من الحوامل في تونس خضعن للولادة القيصرية سنة 2023 مقابل نسبة لم تتجاوز 20.5 في المئة سنة 2006.

وأشار المسح، الذي أعده المعهد الوطني للإحصاء بدعم من منظمة اليونسيف وبمساهمة مالية من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية والبنك الألماني للتنمية، إلى أن هذه النسبة التي تضاعفت خلال الـ 17 سنة الأخيرة، مثيرة للقلق باعتبارها تتجاوز بكثير النسبة التي تقرها منظمة الصحة العالمية والمتراوحة بين 10 إلى 15 في المئة من حالات الحمل.

وتوصي منظمة الصحة العالمية بضرورة إجراء العمليات القيصرية فقط عندما يكون هناك ما يبررها طبيا لتجنب تعريض الأم والطفل لمشاكل صحية على المدى القصير والمتوسط والطويل.

وسجلت نسبة الولادات القيصرية ارتفاعا في المناطق الحضرية ليبلغ معدلها 50.8 في المئة وتصل في إقليم تونس الكبرى إلى 55.4 في المائة، في حين لا تتجاوز نسبة الولادات القيصرية في الوسط الريفي نسبة 35 في المئة.

وتتابين هذه النسبة حسب المستوى المادي للأسرة وكذلك حسب المستوى التعليمي للحامل، إذ تقدر نسبة الولادات القيصرية لدى النساء المنتميات إلى الأسر الأكثر ثراء 57.2 بالمائة مقابل 37.9 بالمائة للأسر الأكثر فقرا.

وتصل هذه النسبة 53.6 في المئة بالنسبة للنساء صاحبات مستوى تعليمي جامعي مقابل 30.3 في المئة بالنسبة إلى النساء غير المتعلمات. وبين المسح العنقودي أن 76.7 في المئة من هذه العمليات تتم في مؤسسات صحية خاصة ويتم اتخاذ قرار اجراء 29.7 في المئة منها قبل بداية المخاض.

وشمل المسح الوطني العنقودي متعدد المؤشرات حول وضع الأم والطفل لسنة 2023 عينة متكونة من 11 ألف أسرة موزعة على كامل تراب الجمهورية (7326 أسرة في المناطق الحضرية و3674 أسرة في المناطق الريفية). وأنجزت تونس 5 جولات من المسح العنقودي متعدد المؤشرات حول وضع الأم والطفل بتونس وذلك سنوات 2002 و2006 و2012 و2018 و2023.

وأكد بشير الزواوي رئيس الجمعية التونسية لطب أمراض النساء والتوليد، أن نسبة الولادات القيصرية ما فتئت ترتفع من سنة إلى أخرى، مشيرا إلى أن هذه النسبة لم تكن تتجاوز 11 في المئة خلال التسعينات.

الارتفاع في عدد العمليات القيصرية، يعود إلى تأخر سن الزواج وتغير نمط الحياة وارتفاع السكري وضغط الدم لدى الحوامل

وأوضح رئيس الجمعية أن جملة من الأسباب تقف وراء هذا الارتفاع في عدد العمليات القيصرية، من بينها تأخر سن الزواج وتغير نمط الحياة وارتفاع السكري وضغط الدم لدى الحوامل إلى جانب الحالات المتعلقة بالجنين سواء النقص أو الزيادة في وزنه.

وفي كثير من الحالات تكون القيصرية عملية جراحية ضرورية ومنقذة للحياة وتعتبر مضاعفات المخاض والعوامل التي تُعيق الولادة المهبلية الطبيعية  من الحالات التي تستوجب إجراء العملية القيصرية ومن العوامل التي تعيق الولادة الطبيعية:

• تَعسُّر الولادة بسبب ضيق الحوض أو كبر حجم الجنين أو عدم قُدرة عنق الرحم على التوسُّع للحد الذي يَسمح بنزول الجنين إلى قناة الولادة، ما يمنعُ استكمال الولادة المهبلية الطبيعية.

• تَمزُّق جدار الرحم.

• ارتفاع ضغط دم لدى الأم أو الطفل.

• وجود مشاكل في المشيمة مثل المشيمة المنزاحة والمشيمة الملتصقة.

• وجود الجنين في وضعية خاطئة لا تَسمحُ ببدء المخاض بشكل طبيعي.

• انزلاق الحبل السري عبر عنق الرحم قبل خروج الجنين، تَحدُّ هذه الحالة من تدفق الدم للجنين.

• التفاف الحبل السري حول رقبة الجنين.

وجود روم ليفي كبير يَسدُّ قناة الولادة.

• حدوث خطر يهدد حياة الجنين مِمَّا يستدعي توليده قيصريا قبل أن يموت في بطن الأم.

• تجاوز عمر الجنين 40 أسبوعاً وعدم بدء الولادة.

• تَعرُّض المرأة للإرهاق وتوقفها عن المشاركة في عملية الولادة.

• كسل الرحم وتوقف الطلق.

• الحمل بعمر متقدم أو أن تكون الولادة الأولى بعد عقم طويل.

• الوزن الزائد.

وتختار بعضُ النساء القيصرية حتى يتجنَّبنَ آلام الولادة، أو حتى يلِدنَ في تاريخ محدد، أو لأسباب اختيارية أُخرى لا تَستندُ لإثباتاتٍ طبية تمنعُ المرأة من وضع طفلها بصورة طبيعية.

15