ارتفاع معدلات التلوث يزيد من مخاطر إصابة الشباب بفايروس كورونا

الجسيمات الدقيقة العالقة بالهواء ترتبط بتفاقم أعراض المرض في حالات الإصابة شديدة.
الخميس 2022/04/28
تحسين جودة الهواء يقلل الإصابات

تربط الدراسات العلمية بين زيادة الإصابة بفايروس كورونا وتلوث الهواء، ذلك أن المستويات المرتفعة من ملوثات ثاني أكسيد النيتروجين والجسيمات الدقيقة العالقة بالهواء تفاقم أعراض المرض في حالات الإصابة شديدة الخطورة. ويؤكد الخبراء أهمية تحسين جودة الهواء بالنسبة إلى البشر في التقليل من الإصابات.

سان فرانسيسكو- كشفت دراسة علمية أجريت بالعاصمة السويدية ستوكهولم أن زيادة التعرض لتلوث الهواء ترفع من مخاطر الإصابة بفايروس كورونا المستجد.

وفي إطار الدراسة التي أوردتها الدورية العلمية “جانا نتورك أوبن”، توصل الباحثون من معهد كارولينسكا العلمي إلى أن تلوث الهواء يرفع احتمالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي بشكل عام مثل الإنفلونزا وسارس، ويمكن أن يساهم أيضا في زيادة معدلات الإصابة بفايروس كوفيد – 19.

ودرس الباحثون من معهد كارولينسكا عن كثب الصلة بين زيادة التعرض لملوثات الهواء ونتائج اختبارات “بي.سي.آر” الإيجابية بالنسبة للشباب في العاصمة السويدية ستوكهولم.

ونقل الموقع الإلكتروني “ميديكال إكسبريس” المتخصص في العلوم الطبية عن الباحثة أولينا جروزييفا، أستاذ الطب البيئي في معهد كارولينسكا، قولها إن “نتائج هذه الدراسة تضيف إلى الدلائل المتزايدة بشأن الدور الذي يلعبه تلوث الهواء في ما يتعلق بزيادة معدلات الإصابة بفايروس كورونا، وتؤكد أهمية تحسين جودة الهواء بالنسبة للبشر”.

ويقول الباحثون إن مخاطر الإصابة بفايروس كورونا ترتفع بنسبة 7 في المئة تقريبا عند التعرض لبعض الجزيئات المسببة لتلوث الهواء. ويقول الباحث إيريك ميلين، أستاذ طب الأطفال في معهد كارولينسكا، “قد لا تبدو 7 في المئة نسبة كبيرة، ولكن بالنظر إلى أن الجميع معرضون لملوثات الهواء، فإن الارتباط بين مشكلة التلوث وفايروس كورونا ربما ينطوي على أهمية كبيرة بالنسبة للصحة العامة”.

وأكد الخبراء أن المستويات المرتفعة من ملوثات ثاني أكسيد النيتروجين والجسيمات الدقيقة العالقة بالهواء، ترتبط بتفاقم أعراض المرض في حالات الإصابة شديدة الخطورة.

وحذرت دراسة، أجراها فريق بحثي في معهد برشلونة للصحة العالمية، من أن التعرّض طويلا لتلوث الهواء يرتبط بتفاقم المضاعفات لدى المصابين بكوفيد – 19. وتقدم الدراسة التي نشرتها دورية “إنفيرومنتال هيلث برسبكتيف” أدلة إضافية على الفوائد الصحية التي يمكن تحقيقها نتيجة الحد من تلوّث الهواء.

وأظهرت سلسلة دراسات سابقة أن المناطق التي كانت تعاني من مستويات مرتفعة من تلوث الهواء، قبل انتشار جائحة كورونا، سجلت ارتفاعا في معدلات الإصابة والوفيات الناجمة عن كوفيد – 19، إلا أن الأسباب التي استندت إليها تلك الدراسات في تفسير الارتباط بين ارتفاع مستويات تلوّث الهواء وتزايد الوفيات، لم تكن واضحة بشأن ما إذا كان الهواء الملوث يساعد على انتشار الفايروس، أم أنه يزيد من احتمالات تعرّض الأفراد للعدوى والإصابة بالمرض.

◙ مخاطر الإصابة بفايروس كورونا ترتفع بنسبة 7 في المئة تقريبا عند التعرض لبعض الجزيئات المسببة لتلوث الهواء
مخاطر الإصابة بفايروس كورونا ترتفع بنسبة 7 في المئة تقريبا عند التعرض لبعض الجزيئات المسببة لتلوث الهواء

ويؤكد المؤلف الرئيسي للدراسة مانوليس كوجيفيناس، أستاذ علم الأوبئة والباحث في معهد برشلونة للصحة العالمية، أن المشكلة تكمن في أن الدراسات السابقة استندت إلى الحالات المسجلة التي تم الإبلاغ عنها وتشخيصها، إلا أنها لم تلتفت إلى جميع الحالات الأخرى التي لم تكن مصحوبة بأعراض، أو التي لم تشخّص.

واستند الباحثون إلى الجمع بين تقنية طورها فريق من زملائهم بقيادة كارلوتا دوبانو، الباحثة في مجال الصحة الإنجابية، لقياس سلسلة الأجسام المضادة للفايروس لدى مجموعة من البالغين تعيش في إقليم كاتالونيا، إضافة إلى المعلومات المتوافرة عن تعرّض هؤلاء الأفراد لأنواع من ملوّثات الهواء على المدى الطويل، مثل ثاني أكسيد النيتروجين، والجسيمات الدقيقة العالقة بالهواء، والكربون الأسود، والأوزون.

وشملت الدراسة 9605 من المشاركين، من ضمنهم 481 حالة إصابة مؤكدة بفايروس كورونا، أي حوالي 5 في المئة من إجمالي المشاركين. وبالنسبة لإجمالي المشاركين في الدراسة، وعددهم 9605 مشاركين، تبيّن وجود ارتباط بين التعرّض لمستويات مرتفعة من هذه الملوثات وتفاقم أعراض المرض، خاصة في الحالات الشديدة، التي خضعت للعلاج في المستشفيات وداخل وحدات العناية المركزة.

وقد أفادت دراسة أُجريت حديثا بأن عدد حالات الوفاة الناجمة عن الإصابة بفايروس كورونا في الولايات المتحدة، تأثر بشكل كبير بارتفاع مستوى الجسيمات الدقيقة العالقة، التي يصل نصف قطرها إلى 2.5 ميكرومتر في هذا البلد، حتى وإن كان هذا الارتفاع طفيفا.

كما أوضحت الدراسة، التي قادها باحثان من جامعة هارفارد، أن زيادة هذه الجسيمات عن المعدل الطبيعي بمعدل لا يتجاوز ميكروغراما واحدا لكل متر مكعب، ارتبطت بارتفاع نسبته 15 في المئة في عدد الوفيات بفايروس كورونا المستجد.

تلوث الهواء يرفع احتمالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي مثل الإنفلونزا وسارس، ويمكن أن يساهم في الإصابة بكوفيد - 19

وبحسب وكالة حماية البيئة في الولايات المتحدة، يبلغ الحد الآمن لوجود هذه الجسيمات في الهواء، 12 ميكروغراما لكل متر مكعب، بينما يصل المعدل الاسترشادي الذي تتبناه منظمة الصحة العالمية كمتوسط سنوي في هذا الصدد، إلى 10 ميكروغرامات لكل متر مكعب.

وتفيد البيانات بأن المستوى السنوي للجسيمات التي يصل قطرها إلى 2.5 ميكرومتر في هواء مناطق من ولاية نيويورك الأميركية، ظل يفوق باستمرار هذا الحد الآمن. ويشير باحثون إلى أن ذلك ربما يكون قد أسهم جزئيا، في اتساع نطاق تفشي الوباء في هذه الولاية، التي تأتي في المرتبة الأولى من حيث عدد الوفيات بحلول أبريل الماضي، مقارنة بأي ولاية أميركية أخرى.

ويقول آرون برنستين، مدير مركز المناخ والصحة والبيئة في العالم بجامعة هارفارد، “ما لدينا من أدلة في هذا الشأن واضح للغاية في ما يتعلق بكونها تفيد بأن احتمالات الوفاة بسبب الإصابة بفايروس كورونا تزيد بالنسبة لمن يعيشون في بقاع، تصبح أكثر تلوثا بمرور الوقت”.

17