ارتفاع في عدد الإصابات بالسرطان لدى الأطفال في تونس

تونس تسجل إصابات جديدة بالأورام السرطانية لدى الأطفال.
الاثنين 2024/09/09
عدد الإصابات لدى الأطفال يُعدّ كبيرا

تونس - تُسّجل تونس سنويا ما بين 300 و400 إصابة جديدة بالأورام السرطانية لدى الأطفال، وفق ما أفاد به رئيس الجمعية التونسية لمكافحة سرطان الطفل ورئيس قسم العلاج بالأشّعة بمستشفى عبدالرحمان مامي(حكومي)، لطفي الكشباطي.

وأوضح الكشباطي، في تصريح لوكالة تونس أفريقيا للأنباء (وات)، على هامش تنظيم جمعية الرياضة للجميع “معايا تمشي” (معي تمشي) بالتعاون مع الجمعية التونسية لمكافحة سرطان الطفل، الأحد بالعاصمة، تظاهرة (ماراطون) لدعم مكافحة سرطان الطفل في تونس، أنّه رغم أنّ عدد الإصابات لدى الأطفال بمرض السرطان يُعّدُ كبيرا إلا أنه لا يُمثل سوى 2 في المئة مقارنة بعدد الإصابات لدى الكهول.

وأضاف أنّ الهدف الأساسي لهذه التظاهرة التي انتظمت، وشهدت مشاركة أجانب، هو مزيد التوعية بأهمية الكشف المُبّكر لدى الأطفال والمُساهمة في الأنشطة التي تقوم بها مختلف الجمعيات للتوعية بخطورة هذا المرض.

وقال الكشباطي “إنّ نجاح هذه التظاهرة سيكون حافزا لمزيد تنظيم تظاهرات أخرى على مستوى وطني وبعدد من الجهات، التي تشهد ارتفاعا لعدد الإصابات بالسرطان لدى الأطفال”.

ومن أهداف الجمعية التونسية لمكافحة سرطان الطفل، التنشيط والتوعية بخطورة هذا المرض والمُسَاعدة في البحث العلمي حول هذا الورم الخبيث، ودعم جهود الدولة في هذا الاتجاه.

وقالت المختصة في جراحة السرطان لدى الأطفال، الدكتورة هاجر بن منصور، إن تونس تُسجّل سنويا ما يُناهز 400 إصابة بالأورام السرطانية لدى الأطفال.

وخلال استضافتها في برنامج العيادة الطبيعية على موجات الإذاعة الوطنية التونسية، أضافت الدكتورة بن منصور، أن تونس ليست لها أرقام دقيقة حول عدد الأطفال المصابين بالأورام السرطانية لكن في العالم العدد يصل إلى 400 ألف حالة في السنة.

وأبرزت الدكتورة بن منصور، أن أكثر الأورام السرطانية المنتشرة لدى الأطفال هي سرطان الدم ثم سرطان المخّ فسرطان الغدد اللمفاوية يليه أورام الجهاز العظمي.

نسبة الشفاء في الدول المتقدمة تصل إلى 80 في المئة وفي تونس تتراوح بين 30 و40 في المئة فقط

وفيما يتعلق بنسبة الشفاء من الأورام السرطانية، أوضحت الدكتورة، أن نسبة الشفاء في الدول المتقدمة تصل إلى 80 في المئة في حين في تونس تتراوح بين 30 و40 في المئة فقط.

وأعزت المختصة تدني نسبة الشفاء في تونس رغم ما لها من كفاءات كبيرة إلى وجود نقائص على مستوى البحث العلمي إضافة إلى نقائص في التجهيزات.

ويتوسّع مرض سرطان الأطفال في تونس بشكل ينذر بخطر كبير، إذ تعرف أروقة المستشفيات المختصّة في علاج الأورام السرطانية ما يعادل 400 حالة جديدة سنويا لأطفال تونسيين أصيبوا بهذا المرض الخطير، حسب آخر الإحصائيات التي نشرت في اليوم العالمي للسرطان في فبراير 2019.

ودفعت الأرقام المفزعة في السنوات الأخيرة المجتمع المدني في تونس إلى تأسيس قرابة 44 جمعية خيرية تعنى بمرضى السرطان، وتسعى للإحاطة بهم نفسيا واجتماعيا ومرافقتهم في رحلة المداواة والعلاج، حسب إحصائيات مركز الإعلام والتكوين والدراسات والتوثيق حول الجمعيات بتونس.

واستطاعت الشابة التونسية منال الغربي تحويل مأساتها إلى فسحة أمل للأطفال المرضى بالسرطان وأمهاتهم اللواتي يعشن التجربة الصعبة نفسها والتي سبق أن مرت بها، خاصة عقب فقدانها ابنتها مرام ذات السنوات الثلاث بعد معاناتها من السرطان.

وارتأت منال تأسيس مركز دار مرام لاستقبال الأطفال المرضى وأمهاتهم والمبيت فيه خلال فترة العلاج في المستشفى.

وتضم دار مرام غرفًا مجهزة بأحدث التجهيزات ووسائل الترفيه، وكل المرافق الضرورية لتوفير ما تيسّر من الراحة للمرضى وتغنيهم عن عناء التنقل يوميًا.

وقالت الغربي، وهي نائبة رئيس جمعية “مرام” لمرضى السرطان، أنه جرى افتتاح الدار في 14 فبراير 2021، مشيرة إلى أنه عادة ما يكتظ بالأمهات وأطفالهن المرضى، مبينة أن طاقة الاستيعاب لا تتعدى الـ36.

وأضافت الغربي أن الأطفال يأتون من مختلف المستشفيات في العاصمة، لافتة إلى وجود الكثير من الأفراد والجهات الداعمة للمركز من داخل تونس وخارجها.

16